فلسطين: لقد حان الوقت...!
بقلم : باقر الفضلي
العودة الى صفحة المقالات

إذا التئم الشمل.. إندمل الجرح.. وإنطبعت البسمة على الشفاه.. وتراقصت الضحكات في حدقات العيون.. لقد حان الوقت إن تشرئب الأعناق.. أن تتلاقى العيون.. إن يأخذ البعض بالأحضان..

إنه يوم إنتظره الجميع، وقد أزفت ساعته الآن، فالإنقسام عدو الجميع، وها هي بشائر النجاح تلوح في الأفق القريب، وما أقدمت عليه كافة الفصائل الفلسطينية من توقيع الميثاق الوطني الفلسطيني للمصالحة، هو التعبير الصادق لحسن النوايا، والخطوة الجادة في الطريق الصحيح، لتكريس وحدة الشعب الفلسطيني، والأمل المشرق لتحقيق هدف الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية الديمقراطية المستقلة، فطوبى لهذا الشعب الباسل وطوبى للفصائل الوطنية الفلسطينية كافة، وطوبى لمنظتي فتح وحماس  بهذا الإنجاز الرائع..!


لقد أثبتت التجربة العملية، ومسار التحولات الجارية في المنطقة، بأن الرهان الوحيد أمام الشعب الفلسطيني، لتحقيق أهدافه وطموحاته، هو رهان الوحدة الوطنية، بعيداً عن أي رهان آخر، وسيثبت مستقبل مجرى الأحداث، كيف أن الإتفاق التأريخي بين الفصائل الفلسطينية الذي جرى التوقيع عليه بالأحرف الأولى، يمتلك من الأهمية والقوة، ما سيدفع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، بأخذ الأمر بعين الإهتمام والإعتبار، خاصة وأن ما توصلت اليه تلك الفصائل الوطنية،  جاء في وقت باتت فيه مسألة الإعتراف بقيام الدولة الفلسطينية على الصعيد الدولي أكثر إلحاحاً وأعمق تفهماً من قبل المجتمع الدولي في الظروف الراهنة، بعدما تعرضت له المفاوضات المباشرة مع الطرف الإسرائيلي من إجهاض متعمد من قبل حكومة نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتنفذ..!


لقدعكست الحنكة السياسية لكافة الفصائل الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير، وبالخصوص للخطوات الجريئة لكل من منظمتي فتح وحماس، في تفعيلهما للقاء القاهرة، ما يعبر عن إدارك حقيقي للواقع الموضوعي ولطبيعة المتغيرات السياسية في المنطقة، وما يدفع الى التفاؤل بمستقبل الخطوات القادمة التي جرى الإتفاق على خطوطها العامة المتعلقة بتفاصيل توحيد الجهد الفلسطيني، وإنهاء حالة الإنقسام للتراب الفلسطيني جغرافياً وسياسياً، وتوحيد المؤسسات الحكومية والإدارية وكل ما يمهد الطريق لخلق الدولة الفلسطينية الموحدة شعباً وأرضاً وثقافةً وتأريخا..!


ما يأمله المرء أن لا يكون تفاؤلنا هذا ساذجاً، حد نسيان تجارب التأريخ ودروسه الغنية، فليس بعيداً عن الذاكرة ما توصلت اليه الفصائل الفلسطينية الوطنية من إتفاقات ومصالحات في سابق الأيام الخوالي، وما رسمته من خطط ومشاريع لإرساء القواعد والأسس الهيكلية لبناء الدولة الديمقراطية المدنية الموحدة على كامل التراب الفلسطيني..!


ولكن ومن نافل القول: فلا يسع المرء وبعد هذا الإنجاز الكبير الذي توصلت اليه الفصائل الفلسطينية من إتفاق المصالحة التأريخي على صعيد الوطن الفلسطيني، مع كل العبر والدروس التي إجترحها الشعب الفلسطيني من مسيرته الكفاحية الطويلة، إلا الأمل والتوثق بالنجاح لهذه المسيرة، تحت قيادة فصائلها الوطنية الموحدة في منظمة التحرير الفلسطينية، وما إتفاق المصالحة، إلا تعبير ومؤشر موضوعي لتحقيق الأمل المذكور..!


لقد حان الوقت حقاً لأن تمضي الحركة الوطنية الفلسطينية الموحدة بكل فصائلها، قدماً الى الأمام  لتحقيق ما إتفقت عليه من برنامج وأهداف ضمن ميثاق المصالحة، وترجمتها على الصعيد العملي الى أفعال ملموسة لا تقبل التأجيل، فالشعب الفلسطيني اليوم يعيش أفضل حالاته النفسية وهو يرى قواه السياسية قد توصلت الى لغة مشتركة، هدفها تحقيق مصالح الشعب وفي مقدمتها مجابهة تحدي وإنهاء الإحتلال، وإنهاء الإستيطان، والعمل على كسب إعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية الديمقراطية المدنية..!

  كتب بتأريخ :  الجمعة 06-05-2011     عدد القراء :  1891       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced