العنف المنزلي,. قضية من دون حلول
بقلم : اسعد عبد الله عبد علي
العودة الى صفحة المقالات

العنف الاسري ظاهرة متلازمة مع حياتنا ولا يمكن نفيها . وضحايا العنف الاسري لا تخرج عن فئتين المراة والاطفال .. ويمكن تعريف العنف المنزلي بانه يشتمل على أي سلوك هجومي او قهري يمارس ضد أي فرد من افراد الاسرة وتحت أي عنوان من عناوين الايذاء فمنها الجسدي والنفسي والجنسي والاقتصادي وهي ظاهرة تتباين من مجتمع إلى اخر حسب تباين اسباب الانماط السلوكية .
اربع سنوات بانبوب حديد على يدها مما تسبب بكسرها فلم اسكت بعدها وتم طلاقنا انه لا يفهم معنى احترام الزوجة ولا يفهم معنى الطفولة لكن السبب اهلي فهم من اجبرني على الزواج من رجل لا يفهم الا لغة الضرب !!
* رسل طارق كان لها قصة حول الموضوع وهي موظفة عمرها 42 سنة تقول : لي صديقة اصيبت ابنتها بصدمة نفسية وهي صغيرة حيث كانت تشاهد والدها وهو يضرب امها بعنف وهي تتوسل وتبكي وتطلب ان يكف عن ضربها فتختبئ ابنتها تحت السرير لساعات وهي تبكي وترتجف إلى ان اصبحت حالتها لا تسر , فهي اليوم شبه معاقة حاول اهلها علاجها لكن من دون جدوى كل هذا سببه تصرف الاب الخاطئ ,وضرب الام امام الاطفال حالة تتكرر في الكثير من البيوت من دون ان ينتبه الاباء لجسامة الفعل العنيف ضد الام امام الاطفال , اليوم نناشد الدولة ان تقوم بانشاء دور لتاهيل الاباء لكيفية التعامل مع الزوجة او كيفية التعامل مع الاطفال .
*واضاف محسن فارس (عمره 30 سنة ): العنف المنزلي يمثل اكبر تهديد للمستقبل ,وهو موجه بالاساس فالبيت يجب ان يمثل واحة الحب ومكان الدفء والاستقرار والامان للانسان. وهذا ما ارادته الاديان والتشريعات عبر الزمان .. لكن ما يجري في بعض الاسر خلاف ما يجب ان يكون !! وهو ليس وليد اليوم , وهنا نحاول ان نفهم ما هي اسباب العنف ؟ وباي شكل هذا العنف ؟ وهو موجه ضد من ؟وما هي نتائجه؟
جملة من الاسئلة طرحناها على عديد من المواطنين وكانت اجابتهم كالآتي:
* تقول ام ناصر : عشت سبع سنوات مع زوجي وكان يعاملني بكل قسوة وعنف فلا يمر اسبوع الا والكدمات على وجهي !! فالضربات والاهانات مستمرة ولاتفه الاسباب !! وحتى اطفالي لم يسلموا من هذه القسوة !! وعندما يخرج زوجي من البيت يتحول البيت إلى واحة دفء لكن عند رجوعه ينتاب الخوف والقلق كل افراد البيت !! إلى ان هربت انا واطفالي إلى بيت اهلي وقررت طلب الطلاق فلم يعد العيش ممكننا في بيت تحول إلى مجرد سجن للتعذيب !!
*اما ام نور فتقول : كنت اسكت على الاهانات والعنف الذي يصدر من زوجي يوميا اتجاهي لكن في يوم قام بضرب ابنتي الصغيرة التي عمرها للمراة والطفل , وسببه احساس رب المنزل بالسلطة والسطوة والحكم ومحاولة جعل الاخرين مسيرين حسب ما يريد ويرغب في صورة لدكتاتورية مصغرة ,فاذا حدث امر كان مخالفاً لهوى رب المنزل كان العنف هو الوسيلة للرد, ولقمع اراء الاخر ,لذلك الرجل لا يقبل من المراة نقد او مخالفة لرأيه والا واجهت العنف اللفظي والجسدي إلى ان تخضع له !! وكذلك الطفل يتعرض للعنف بنوعيه اللفظي والجسدي تحت عنوان التربية مما يؤثر على تكوين شخصية الطفل بالسلب .. اعتقد اننا اليوم نحتاج إلى وضع قانون للعقوبات بحق الرجل الذي يستخدم العنف في البيت ضد زوجته او اطفاله لكي يتم تصحيح مسار العائلة العراقية التي تمر اليوم بمحنة حقيقية بسبب قلة الوعي والفوضى وعدم الاهتمام .
*اما ماجد سعد ناصر اعلامي ( عمره 40 سنة ) فقال: العنف اصبح من طبيعة المجتمع خصوصا لانه مر بظروف عصيبة من حروب ونظم مستبدة حكمت هذه الارض وقمع وارهاب كل هذا ولد مجتمعاً مرتبطاً بالعنف وابسط مثال على ذلك هو العنف اللفظي وهو احد اشكال العنف تجده منتشراً بين اغلب فئات المجتمع كباراً وصغاراً رجالاً ونساء اصحاب الشهادات وذوي التعليم البسيط فالشتائم والاهانات تتطاير من الافواه في الشارع والسيارة والبيت والمدرسة والجامعة ومكان العمل والسوق .. الخ , بل تطور الوضع فاصبح الطفل او المراهق يسمع والديه ما لا يليق من الكلام وهذا يدلل على اختفاء قيمة احترام الابوين بنسبة معينة في المجتمع. ولو اردنا ان نعرف سبب هذا العنف لقلنا اننا نحصره في ثلاث نقاط : الاولى : ضعف الدور العائلي , فلوان كل عائلة عملت على تربية ابنائها بان الشتائم والاهانات لا يجوز النطق بها ولا هم كآباء يستخدمونها مع زوجاتهم امام اطفالهم لامكن الحد من العنف اللفظي ولتم حل جز من المشكلة .الثاني : ضعف دور المدرسة في انشاء جيل واع ملتزم بالقيم الاخلاقية والسلوكية السامية . فلو قامت المدرسة بدورها لتم تلافي الكثير من مشاكل اليوم .الامر الثالث : دور النخب ,فالمنبر ليس له دور حقيقي في تثقيف الاباء في كيفية التعامل مع الابناء والزوجة وليس له دور في معالجة العنف اللفظي المستشري في المجتمع !! لا توجد برامج ولا خطط لمنظمات المجتمع المدني ولا للنخب كيانات واشخاص لمعالجة هذه المحنة . كل هذا يجعل الخلل فاضحاً .
*ويقول اسماعيل جبر حسين: اهم اسباب العنف في مجتمعنا هو الجهل . فالرجل الذي لا يعرف كيفية التعامل مع الابناء ينتهج اسلوب العنف للسيطرة على البيت !! ويجده الاسلوب الافضل !! وكذلك عندما يجد احد افراد عائلته يرتكب خطأ فالعنف هو اسلوب التقويم الاحسن لكنه بالحقيقة لا يقوم باي تصحيح للسلوك فبمجرد زوال القوة الضاغطة( المتمثل بالعنف ) يعود الفرد المذنب إلى ذنبه مرة اخرى وهذا الاسلوب في التربية سببه الجهل .. والتعامل مع المراة على انها مجرد شيء من اشياء البيت بهذه العقلية تجد الكثيرين وهذا هو الدافع للعنف اتجاه المرأة فالحط من رتبتها الوجودية هو الدافع للعنف .
*انتصار جبار (ناشطة في مجال الاسرة ) قالت : العنف العائلي لا يخلو منه بيت وهو مسلط على النساء بدرجة كبيرة فمع الاعراف التي تحط من شخصية المرأة تصورها على انها مصدر الشرور وانها خلقت من ضلع اعوج لذلك اتجه الرجل وبدفع من هذه الافكار إلى تهميش المراة واستخدام العنف غير المبرر معها , اعتقد ان قلة الوعي بمعنى العلاقة الاسرية وكيفية التعامل داخل البيت وانعدام ثقافة الاحترام , لذلك اغلب حالات الطلاق سببه العنف ضد المرأة والصادر لاتفه الاسباب مما يدفعها لطلب الطلاق .. لذلك علينا ان نغير المفاهيم الخاطئة التي تربت عليها الاجيال فالدين والقوانين الوضعية كلها تدعو لاحترام الاخر ونبذ العنف , والذي لا يستخدمه الا الانسان الضعيف ..
* خاتمة رحلتنا مع الدكتورة مريم يونس استاذة علم النفس التي تحدثت عن هذا الموضوع قائلة: ان الشخص الذي يستخدم العنف ضد المرأة والطفل في دائرة العنف المنزلي تعود اسبابه إلى الجهل الذي يسيطر عليه في عملية التعامل مع الزوجة ومفهوم الاحترام والعطف وغياب الوعي عن كيفية التعامل مع الاطفال ومنهاج التربية واثر الاب في تكوين شخصية الطفل .. فلا يوجد في قاموس بعض الاباء الا العنف وسيلة لحل المشاكل ولفرض رأيه وتحقيق الهدوء ,كذلك اجد ان العامل الاقتصادي له تاثير في تواجد العنف المنزلي فهو يضغط على الاباء مما يجعلهم يفرغون هذا الهم بشحنات عنف كبيرة بوجه المقربين منهم !! لذلك تجد العنف المنزلي بمعدلات مرتفعة في الاحياء الفقيرة اذا ماقورن مع الاحياء المترفة .. والسبب الثالث بعض الاعراف المسيطرة على العقول والتي تحمل افكاراً مغلوطة مثل ان المرأة لا يصلحها الا العنف او انها اقل رتبة من الرجل وانها مصدر للشر!!! بمجموع هذه الاسباب ارتفعت معدلات العنف لذلك الحل يكون بحلحلة هذه الاسباب والعمل على الحد من تاثيرها .

  كتب بتأريخ :  السبت 07-05-2011     عدد القراء :  2444       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced