مجسات الفاشية...امتداد لتاريخها *
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

تقول الوردة الحمراء (أعني الحبيبة) كيف ومتى يتسنى لي (حتى أرى البحر أصفر َ، والسعف َأزرق َ، والشمس َخضراءَ )، فقد مللت َ الصباح الرمادي، مثلما تقيأتُ الثآليلَ على  عتبات الحكام الذين تعفن خشب كرسيهم لكثرة ما جلسوا عليه، فذلك لعمري امتداد تاريخي لمجسات الفاشية ، تلك التي حسبناها تبخر عود خضرتها وانطفأت منذ أكثر من سبعين عاما،  وهي في حقيقة أمرها تراهن على انطفاء الشعوب، وتحاول أن تعيد آلهة جنونها في حروب ليس أكثر من محرقة لأمجادها الجوفاء، ذلك هو ديدنها منذ أن تنفس في رئتيها شيطان الشر، ورافق سير خطواتها كل بغاة الأرض، من أجل أن لا يزهر غصن زيتون عند منحنيات بساتين الحب.
تقول الوردة الحمراء( أعني الحبيبة) كيف ومتى يتسنى لي، أن أجعل من الشريط الأبيض المعقودة به أطراف جدائلي، راية ترمز للحب مثلما ترمز للسلام بين الناس، فذلك لعمري هو مبتغى الشجر مثلما هو مبتغى الطير، ولا ريب من أن للشجر والطير من الإحساس بالسلام ما للناس، فكيف امتدت مجسات الفاشية لتحكم بنار حروبها شعوبا، وتمحو من الأرض بساتين الورد مثلما خنقت زقزقة العصافير وهي في أعشاشها، وكيف تجاوزت هذه المجسات على ابتسامات الأطفال، مثلما ذبحت أحلام الصبايا، واغتالت بحنق همجيتها كل أمال الشباب وأفراحهم، وكأنها في موسم لحصاد رونق الجمال من الأرض والسماء.
تقول الوردة الحمراء ( أعني الحبيبة) كيف ومتى يتسنى لي، أن استحم كل صباح بضوء النهارات الخالية من مجسات الفاشية، وأنت تعلم أن امتداد هذه المجسات هو امتداد لتاريخها، فاشية الحكام لها أكثر من لون اسود، وطعم!! ولا الحنظل في مرارته، فاشية الحكام تستمد هيبتها من جبروت كرسي حكمها، لهذا توزع رصاصات الغدر على صدور الرافضين لها، مثلما توصم المتطاولين عليها بالعمالة، وهي لا تدري أو تتغافل من أنها العجينة المطواعة لكل أنواع العمالة المعلن منها والمستتر، تلقي بشباكها على الرافضين لها، ليس لشيء وإنما من أجل إذلالهم، تبدع لنفسها عقاراً من أجل تهدئة الأوضاع، مرة بارتداء ثوب الديمقراطية، وأخرى بسرقة زمن الناس من خلال وعود الأيام، وهي لا تدري من أن الزمن الذي اسقط الفاشية الأم، لا يرحم أية امتدادات لها، مادام الطير يغني والشجر يبتسم والناس تقول عاشت الحرية.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-05-2011     عدد القراء :  2020       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced