أمراض تتفشى بالمزاد العلني
بقلم : جاسم المطير
العودة الى صفحة المقالات

من المعروف لكل الناس، داخل العراق وخارجه، أن العراق بلد غني جدا بثرواته لكن شعبه ظل فقيرا  خلال كل تسلسل مراحل تطوره منذ تأسيس الدولة الحديثة عام 1921 حتى هذه الساعة. الأمور الاستثنائية الناتجة عن هذا التناقض كثيرة جدا.  مثلا أن  أهم خصلة من خصلات صدام حسين  النادرة انه وجماعته في الحزب وقيادة الدولة امتلكوا من أموال الدولة وعقاراتها ومزارعها أشياء تفوق (الخيال) وتثير (الدهشة) وقد صار الشعب في غاية الابتهاج حين سقط النظام في مزبلة التاريخ،  لكن ظلت اللهفة تحرقه ليس لمعرفة  حقيقة مصادرة ممتلكات أشخاص ذلك  النظام حسب،  بل بالأساس إعادة الأملاك والثروات المنهوبة إلى مالكها الأصلي أي الشعب – الدولة.

لا ادري وربما غيري لا يدري هل تم جرد القصور الرئاسية.. هل تم حصر وجرد ممتلكات عدي وقصي ورغد وحلا وساجدة..؟ هل أعيدت الأراضي والممتلكات والآلات والمعدات وأرصدة قادة النظام البائد في البنوك العراقية والأجنبية.. هل هناك كشوف وقوائم عن ممتلكات سبعاوي ووطبان وعلي كيماوي وحسين كامل وبرزان التكريتي  وطارق عزيز وعواد البندر وعبد حمود  ويونس الأحمد وعزة الدوري وفتيح الراوي وخير الله طلفاح  وطه الجزراوي ومئات آخرين من زعماء العصابة التي حكمت العراق 35 عاما انزلت فيها البؤس والمجاعة بملايين العراقيين.

أين أصبحت تلك الأملاك والأموال.. أين أصبحت أطنان الذهب والمجوهرات التي اجبر أفراد الشعب على التبرع بها بعد الحرب العراقية الإيرانية بحجة (دعم المجهود الحربي)..  أين أصبحت المركبة الذهبية التي كان يركبها صدام حسين في يوم عيد ميلاده..  لماذا لم تعلن السلطات الحكومية الجديدة ووزارة المالية عن مصير (خيول المهربين )  التي كانوا يطيرون بها حاملين الثروات النقدية إلى كل مكان يمكن فيه إخفاء الحقائب المالية النقدية ، بينما يشاع الآن أن كثيرا من قادة النظام السابق باعوا أملاكهم مستثمرين فساد ذمم الموظفين في دوائر الطابو والسجل العقاري وقاموا بتهريب نقودهم إلى سوريا والأردن حيث يسكنون فيهما بأجمل وأرقى الفلل..!

ثبت بالدليل القاطع أن تجارب حكام آخرين نهبوا ثروات شعوبهم من أمثال حسني مبارك وزين العابدين بن علي والعقيد معمر القذافي أن الملايين من الأموال كانت مسجلة بأسماء نساء القادة زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وإخوانهم وعماتهم وخالاتهم  وقد انكشفت وصودرت في تونس ومصر بعد شهر واحد فقط من حدوث التغيير، فلماذا لا يشاء الواقع العراقي بعد ثمان من سنوات التغيير  أن يكشف لنا عن أملاك وعقارات وأموال زوجات وبنات وخالات وأخوات وعمات قادة نظام صدام حسين وإخضاعها لسؤال ذكي واحد: ( من أين لك )  كي يمكن الوصول إلى نتيجة  بأحد قولين:  إما أن نقول لهم ولهن،  الله هو المبارك بثرواتكم، وهي ملك حلال عليكم بكل ملايينها  أو القول أنكم شركاء مع اللصوص وهي حرام عليكم فأعيدوها إلى الشعب والدولة .

العراق يمر الآن بظروف أزمة اقتصادية ومالية بينما الشعب الفقير يزداد فقرا وبؤسا .. الحكام العراقيون الجدد يزدادون غنى وثراء بنسب أسطورية لا احد يعرف مصادرها إن كانت حلالا باركها الله أو أنها من مال الحرام أخذوه بحيلة وتعلموها من قادة النظام البائد.

لا بد لهذه اللعبة أن تكشفها هيئة النزاهة.

لا بد أن يكشفها كل مفتش عام  شريف في الوزارات العراقية.

لا بد أن يكشفها كل موظف شريف في دوائر الطابو والملكية.

لا بد أن تتحرك أيادي القضاة النزيهين لتجول في هذا الميدان لتكشف الحقائق أمام الشعب.

إنّ يافوخ كل حاكم جائر سينفجر ذات يوم من أيام المستقبل،  وأن يافوخ كل لص حكومي أو قيادي في حزب أو ميليشيا لا بد أن ينكسر في زمان قادم  إذ لم يثبت التاريخ حتى الآن أن أنفا حاكما مهما كان مكتنز اللحم لم ينكسر . يعلمنا التاريخ الإنساني كله أن جميع أنوف الطغاة والبغاة والقياصرة صارت تحت أقدام الشعب حين ظهرت  الحقيقة، أمام عيون شعوبهم،  كما تظهر الشمس ساطعة في السماء.

أقول كلاما مختصرا أن السماء ستنزل ساخطة على رؤوس الحكام والمتنفذين الجدد من الحيتان والكواسر الذين نهبوا أو سيطروا على أموال وعقارات النظام السابق، بل أن قارعة الشعب العراقي ستنزل عليهم إن لم يعيدوها إلى الشعب أو الدولة، حينئذ ستنتزع منهم انتزاعا بتأييد ساحق من فقراء شعبنا كي لا تتفشى في مجتمعنا الجديد، ،  أمراض النظام البائد ، بالمزاد العلني.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-05-2011     عدد القراء :  1918       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced