كلمة حق .. بحق الديوانية
بقلم : د. فلاح اسماعيل حاجم
العودة الى صفحة المقالات

ي سنوات ما بعد السقوط اعتدت كل عام على زيارة مدينتي الشامية، ربما لاعادة توازني الانساني ولازالة الصدأ الذي علق بالروح جراء غربة اضطرارية استمرت 30 عاما بالتمام والكمال، هي اقل بقليل من الفترة التي حكم فيها العراق النظام الشمولي الصدامي - البعثي المقبور.
ورغم ان الديوانية، شأنها في ذلك شأن جميع مدن العراق، تعاني الامرين من امراض مزمنة هي نقص الخدمات والفقر المهين وزيادة العاطلين عن العمل والتضييق المفتعل، وربما المبرمج، على الحريات الشخصية، الا انها (المدينة) تتميز، كاغلب مدن الفرات الاوسط، بحيز كبير من الامن والهدوء، الامر الذي يجعل من نجاح فرص الاستثمار فيها والارتفاع بواقعها الخدمي والمعيشي امرا يسيرا وقابلا للنجاح بنسبة كبيرة.
في زيارتي الاخيرة للديوانية، والتي جاءت بعد عام لم اتمكن خلاله من زيارتها لاسباب شخصية، وجدت شيئا مختلفا تماما، فزيادة المساحات الخضراء واضح جدا، وخصوصا عند مداخل المدينة، فيما شوارع مداخلها واسعة ومنظمة بالشكل الذي يبعث على الارتياح، وحركة الاكساء والتبليط فيها جارية على قدم وساق. وهنا اجد من الواجب الاشارة والثناء على جهود مهندسة شابة في بلدية الديوانية، لم استطع معرفة اسمها، قيل لي انها تبذل جهودا استثنائية لتحسين وجه المدينة وتتعامل مع حدائقها وكأنها حديقة لمنزلها الشخصي.. للمهندسة المجهولة كل الامتنان والتقدير على مجهودها الكبير وأملي ان يلتفت المسؤولون في المحافظة لتشجيع وتثمين أمثال تلك المهندسة الشابة.
وفي شوارع الديوانية الرئيسية واسواقها ثمة حركة واضحة لعمال التنظيف، في محاولة منهم للارتقاء بمظهر المدينة، رغم الصعوبات الجمة المتمثلة في غياب شبكة الصرف الصحي والاستغلال العشوائي للارصفة والساحات من قبل الباعة المتجولين والكسبة، بالاضافة الى حركة البناء العشوائية في بعض احياء المدينة.
ما قيل عن الديوانية المدينة لا يمكن ان يقال عن اطراف المحافظة، اي اقضيتها ونواحيها. اذ لم المس في المناطق التي زرتها ثمة خطة مبرمجة للارتقاء بالواقع الخدمي لتلك المدن، عدا عن محاولات متواضعة وخجولة لاكساء بعض الشوارع التي يراد لها ان تكون حلا، لكنها تنقلب الى مشكلة، حيث تضاف المخلفات التي تتركها فرق (التعمير) الى اكوام النفايات التي تتوسط احياء المدينة وشوارعها. حتى انني اقترحت ان يتم تبديل اسم حي اعتدنا على تسميته حي (وزيرة) في مسقط رأسي الشامية الى حي (زبالة) لكثرة النفايات والكلاب السائبة فيه... انها دعوة مخلصة للمجلس البلدي في الشامية لوضع خطة مدروسة لمعالجة الواقع الخدمي المتردي في المدينة، فهي مدينتهم – بيتهم في نهاية المطاف.
اتمنى ان يكون الجهد المثابر لمسؤولي الديوانية، بكافة مستوياتهم، غير مرتبط بمدة المئة يوم التي حددها السيد رئيس الوزراء للارتقاء بالواقع الخدمي للمحافظات، بل ان يكون نهجا مستمرا فيما ائتمنوا عليه .. انها كلمة حق مخلصة .. بحق الديوانية.
موسكو/ روسيا

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-05-2011     عدد القراء :  1985       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced