الاهمال العائلي للأبناء نتائج سلبية
بقلم : اسعد عبدالله عبدعلي
العودة الى صفحة المقالات

التربية من المهام الخطيرة التي توكل الى الوالدين , وفي العالم التوجه العام للتأكد من صحة التربية من عدم وجود انحرافات او اهمال في طرق التربية ,والدولة ترشد وتراقب وتتابع من دون تقصير لكي يكتمل بناء المجتمع الواعي فيكون البناء صحيحاً .و تكون هناك تشريعات وقوانين تدعم التربية وتدافع عن الاطفال ان كان هناك سلوك منحرف او تقصير في التربية من قبل الاباء . هذا في العالم الغربي , لكن نحن هنا! فالامر مختلف كليا !
فالأسرة تسبح في بحر من الفوضى واللامبالاة , استبداد الاباء او اختفاء العقلانية في التربية , فالأب ترك البيت متجها لاماكن اللهو والأصدقاء والمقاهي , والام تجلس ساعات امام الشبكة العنكبوتية (الانترنيت ) او تتحدث مع صديقاتها او تجذبها لساعات الدراما التركية !! فمن يربي الطفل ؟؟ والطرف الثالث في التربية اليوم هو عنصر التكنلوجيا (الفضائيات ) فقد تم تحولها لشريك اصلي في التربية !! او ترك الطفل للصدفة وحدها هي من تتحكم بمصيرهم وفي اختيار مصيرهم وتشكيل شخصيتهم!! ..
* الطفل زيدون ما زال في السادسة من العمر وتتركه أمه لساعات جالسا امام التلفاز لكي تكمل أحاديثها عبر غرف الدردشة في الانترنيت وهو متسمر يتلقف ما تبعث به الفضائيات من ثقافة وافكار .. اما سيف فبعد ان يذهب أبيه للعمل تطلقه أمه للشارع الى ان يحين وقت الغذاء فيعود من دون ان تعرف اين ذهب وماذا فعل !! انهم يتركون اطفالهم للشارع, فهو من يعلمهم ويكسبهم العادات والقيم فانظر الى عظيم ما يصنع هؤلاء الاباء للمستقبل ..
* تقول ام ناصر , ربة بيت ( ومن سكنة حي النصر ) : بعد الساعة التاسعة تجد الشارع يعج بالأطفال حيث تطلقهم أمهاتهم للشارع من دون رقابة ولا اهتمام فبعضهم يشرب الماء من مجرى المياه الآسنة !! وبعضهم يجلسون في مستنقعات الماء الراكد !! وبعضهم يلهو في أكياس النفايات !! ,وبعضهم يصبح طريقه للانحراف اذا جالس المنحرفين فلا رقيب ولا سائل!!.. اعتقد ان هكذا آباء يجب ان يعاقبوا من قبل الدولة فهم يقومون بتدمير اطفالهم ويعملون على صناعة جيل اعوج وهذا على خلاف ارادة أي دولة تريد ان تقدم ويرتقي مجتمعها سلم المجد .. لذلك لو يتم تشريع عقوبات مالية ضد العوائل التي تسيئ تربية ابنائها لتم تغيير الكثير من صور اليوم .
* اما المواطن امجد صادق , من سكنة حي العبيدي فقال : الخراب كبير في تربية الاطفال خصوصا في المناطق الشعبية وهذا ما يؤكد على ان للعامل الاقتصادي دوراً مهماً في التربية الصحيحة , وأشاهد الكثير من الاطفال الذين تركوا للشارع وهم اليوم من مدمني شرب السجائر وهم ما زالوا بعمر الاطفال مع اكتسابهم عادات غير سوية وتلفظهم بالكلام الفاحش في كل حين حتى مع أهلهم ,مع انعدام الاحترام للآخرين ,بل بعضهم امتهن السرقة .. اعتقد ان الدولة اذا لم تتقدم ببرنامج عمل لانقاذ العائلة العراقية فان المستقبل مخيف جدا ..
* واضاف فارس عجيل , بكالوريوس اداب ,( من سكنة مدينة الصدر ) : يجب متابعة الاطفال بشكل دائم والعناية بهم وهذا ما أوصى به ديننا فالدين ليس مجرد شعارات وشكليات بل نواحي عملية يجب ان تطبق في الحياة ومنها الاهتمام ورعاية الطفل لكن اغلب الناس تركوا الجانب الديني وتمسكوا بالقشور التي لا تنفع فقط للنفاق لاجتماعي , فهم مقصرون بشكل جمعي والنتيجة دمار شخصية الطفل .. هناك نواحي يجب ان يلتزم بها الاباء في رعاية أبنائهم لكن تركهم للشارع او للفضائيات او وضع المنجزات التكنولوجية بين أيديهم مثل الانترنيت ومن دون رقابة او أرشاد.. كل هذا ينبئ بمصيبة ستحدث ولسبب الفوضى التي تلازم العائلة العراقية . اننا اليوم نحتاج بجعل الاهتمام الاكبر بالتربية وان نخصص الموازنات الانفجارية للتربية والتعليم والعائلة العراقية بدل الأرصفة والنافورات والابراج الوهمية التي مللنا سماعها من قبل السادة المسؤولين .
* وقال وسام ياسر , وهو موظف في الجامعة المستنصرية : قبل سنة حصلت حادثة أدمت قلوب اهالي الحي , حصلت بسبب اهمال الابوين لابنهما فقد تركوه في غرفة وحده وهو ما زال بعمر خمس سنوات وكان الابوان متسمرين امام التلفاز لمتابعة الدراما التركية , كان لدية جهاز (بلستيشن ) وقد انقطعت الكهرباء عنه فحاول ايصال الكهرباء للجهاز فصعق وصاح لكن لم يسمعه الابوان المنجذبان للشاشة الا بعد نصف ساعة كان عندها قد ترك الحياة والسبب اهمال الابوين .. عندها لم ينفع البكاء ولا الندم .. ان الاهمال اليوم حالة عامة والخلل ان لا مرشد ولا موجه بل كل الاتجاهات تعمل على ادامة الفوضى فالفضائيات والاعلام والمدرسة والدولة والمنظمات المجتمع المدني , الكل مشترك في الجريمة التي ترتكب بحق الاطفال .. لا نعلم متى ينتبه الساسة الى المشكلة والتي لا تحل الا بقرار حكومي لانقاذ العائلة العراقية .
* الخاتمة: المشكلة كبيرة لكن من دون أي ارادة حكومية ولا مجتمعية. فالخلل العائلي كبير فاق الوصف , نعم ان الوسائل وجدت للوصول للأهداف لكن في حياتنا اصبحت الوسائل هي من تصنع الأهداف مما جعلها تتحكم في شكل الحياة اليوم .. اليوم على الدولة ان تشرع حزمة قوانين تنصف العائلة وتنتشلها من المكان الذي هي فيه .

  كتب بتأريخ :  الأحد 22-05-2011     عدد القراء :  2269       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced