والديمقراطية ِوما يؤمنون .... إنـَّهُم لـَمٌنحرِفون
بقلم : تحسين المنذري
العودة الى صفحة المقالات

في وقت تتصاعد فيه حدة الخلافات (السياسية )بين الاطراف المتنفذة في الحكم ، ومع تدني الاوضاع في كل المجالات، يمور الشارع العراقي غيضا وتتصاعد الاحتجاجات  والمطالبة بالاصلاح ومحاولات التصدي للمنحرفين من المفسدين والفاسدين والمرتشين والسراق والمزورين ، مع كل هذا ، فإن القوى المسيطرة على دفة الحكم لاتخجل من الكشف عن زيف إدعائاتها بالديمقراطية وحرية التعبير والتظاهر ، مخالفة بذلك حتى بنود الدستور الذي أقرته بإرادتها نفسها ، فقد أقدمت السلطات الامنية الموالية لاحزاب السلطة على إختطاف  أربعة شباب من المحتجين على سوء الخدمات ، في عملية وصفت بأنها لاتمت للديمقراطية المنشودة بشئ ولا لحيادية أجهزة الامن كما تدعي السلطات ، فقد تمت عملية الاختطاف بواسطة مسلحين مدنيين وبسيارة إسعاف وتحت أنظار وحماية القوات العسكرية ، وليس هذا فحسب ، بل إن المعلومات المتسربة تشير الى تجهيز الناطق بلسان قوة حماية بغداد  بأسماء 250 ناشطا وتكليفه بمهمة إيقاف نشاطهم بأي طريقة سواءا عن طريق الاعتقال أوالتهديد أو ... أو....، فأين هذه الممارسات القمعية من الديمقراطية التي يدعون ؟؟
يبدو إن الاحزاب الطائفية لها مفهوم اخر للديمقراطية يبرز من خلال مجمل التصرفات التي تتكشف يوما بعد أخر ، فديمقراطيتهم هي البحث عن مراكز النفوذ والتمسك بكراسي الحكم ،
ديمقراطيتهم تعني توزيع المناصب السيادية بينهم حسب الاقوى ويقال حسب من يدفع أكثر 
ديمقراطيتهم تعني رعاية الفساد والمفسدين وتطوير أساليبه
تعني حق مزوري الشهادات بالتمتع بإمتيازات المناصب والدفاع عن حقهم في التزوير وبرعاية من السلطة ورئيسها شخصيا
وتعني إبعاد كل الكفاءات العلمية ومنعها من ممارسة إختصاصاتها العلمية في بناء العراق
ديمقراطيتهم ترعى الميليشيات وتتستر على جرائمها وتحمي إستعراضاتها العسكرية وترضى بوصف تلك الميليشيات على إنها قنابل موقوتة ، بل وربما تفتخر
ديمقراطيتهم تعني منع المخالف من القول وحرمانه من حق التعبير عن رأيه بأي ثمن وإعتقاله وإختطافه وربما ستصل لابعد من ذلك
وتسمح ديمقراطيتهم بكل أنواع اللطم والتطبير حتى لوتعطلت مؤسسات الدولة وتوقفت عن إداء واجباتها
ديمقراطيتهم تعني ضع من تشاء وفقا للتقسيمات المحاصصية في أي موقع تشاء ولاداعي للتفكير بما سيقدمه للوطن ، المهم أن ترضي الاطراف المتحالفة بعضها بعضا ويتستر البعض على البعض والكل على الكل ، أما المواطن وهمومه والوطن وبناؤه فتلك من الامور الثانوية والتي لم يحن بعد الوقت للتفكير بها
ديمقراطيتهم أبعد ما تكون عن الارتكاز على الميثاق العالمي لحقوق الانسان وكل العهود والمواثيق الدولية التي تنضم الحياة المجتمعية على أسس العدالة الاجتماعية والتكافوء في الفرص والمكانة والكرامة الانسانية .
لقد تذكرت اليوم مقولة للمقبور سلفهم الدكتاتور صدام حينما سؤال عن الديمقراطية في العراق فقال : (إنها حق المواطن في إختيار أي صورة يشاء لرئيس الجمهورية إن كانت بالزي العسكري أو المدني ، واقفا أم جالسا ، ومن حقه أي يرسم صورة لرئيس الجمهورية بالزيت أو بالاصباغ المائية )
أليست ديمقراطية اليوم عند الاحزاب الطائفية هي الوريث الشرعي لديمقراطية المقبور صدام حسين؟

  كتب بتأريخ :  السبت 28-05-2011     عدد القراء :  1811       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced