الدولة القفر ُالدولة الشبح ُ
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

يلوذ صمت الليل بعينيك حبيبتي، فتأخذني رعشة الخوف من زمن قائم، زمن أراك فيه تفترشين الشارع، تستجدين المارة بخنوع غجري، ( أعطوني دولة....عمي أعطوني دولة)، هذا زمن الاستجداء المجاني، فالدولة قد أقفرت ثناياها ولم تعدْ غير دولة شبح، يرتع في شوارعها جيوش من أصناف عدة، جيش للردة، جيش للاستعراض، جيش رسمي، جيش للقتل على الهوية، جيش للتفجيرات اليومية، جيش للإرهابيين القتلة، وكأنها تريد أن  تصومل العراق، فما عاد يكفي المحتل صومال واحد، مثلما لم يعد للعراق من هيكل رسمي اسمه الدولة، هذا الذي تأسست دولته لما يقارب من تسعة عقود،
يلوذ صمت الليل بعينيك حبيبتي، فتأخذني رعشة الخوف من زمن قائم،  زمن تشرئب فيه أعناق العراقيين، من أجل رؤية بداوة عصرية، يسميها الناس دولا متحضرة، تمارس الارتياب بكل القيم النبيلة، وتعلن عن اتساع محتوى ديمقراطيتها في ارتياد المواخير الليلية، حيث الذهب الأسود يجف على طاولات القمار، مثلما يجف ذهبنا الأسود في جيوب بعض الديمقراطيين الجدد في عراقنا!! ، ديمقراطيون حد اعتقال الشباب الذي يطالب بحقه في العيش مثل كل البشر، وفي ظل دولة تلتزم بدستورها الذي صوت عليه أكثر من ثلثي القادرين على التصويت، دولة من بنفسج لا دولة شبح، دولة من خمائل ورد لا  دولة قفر، هي ذي دولتنا الآن،دولة القفر في هذا الزمن المتهالك يا حبيبتي.
يلوذ صمت الليل بعينك حبيبتي، فتأخذني رعشة الخوف من زمن قائم، أعرف أنك ناحلة، وطريق الحب إلى روحك يسكنه الغيلان، غيلان جيش من الغجر المتسول، وكأني بأبي تمام يردد أمام عينيك كل مساء( أما ترى الأرض غضبى والحصى قِلقٌ)  فيندمل الجرح لهنيهة، وينساب خرير الفرح من ينابيع الروح العذبة، يجري في أنهار من التمرد الطامح لإنشاء دولة عراقية بحجم الحب، دولة بحجم الفرح، دولة بحجم ضيم الفقراء والكادحين، أو دولة بحجم فرح اليتامى بيوم العيد، فما عاد العراقي يطمح لأكثر من دولة تحمي عراقيته، مثلما تحمي وجوده الإنساني، دولة بحجم كف طفل تكفي للعراقيين، ولكن الدولة التي بها أكثر من جيش هي ليست أكثر من دولة  تنام على حزن بسعة وطن، هي الدولة القفر يا حبيبتي....هي الدولة الشبح .   

  كتب بتأريخ :  الأحد 29-05-2011     عدد القراء :  1908       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced