للطفولة خبز.. للطفولة مأوى
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

تتطاول الحيرة بقامتها كي تظهر من بين خصلات شعر الحبيبة، ولكي تبصر موقعها بين عيون اليتامى والمشردين من أطفال العراق، فلا ترى غير تمثالها الحجري، يرسم أهلته على عيونهم الملأى أسى وفوق شفاههم الحالمة بطعم الخبز، فتستبيح ماء البحر دمعا لها، ورماله انحناءات حزن لعينيها، كي يسكت ضجيج الجوع في عيون اليتامى والمشردين. تلكم محاولة منها، فهي لا تدرك أن الجوع المستشري في أمعاء الأطفال، يرسم أشرعته على ملامحهم، ويستقوي بكل العذابات التي تجعلهم أفاقين ومرتكبي جرائم فسق، مثلما تريد ذلك دراسات الذين لم يعرفوا الجوع قط، من أجل أن يقولوا، عالم الفضيلة من صنعهم وحدهم، وليس من صنع الفقراء.
تتطاول الحيرة بقامتها كي تظهر من بين خصلات شعر الحبيبة، ولكي تبصر موقعها بين عيون اليتامى والمشردين من أطفال العراق، فلا ترى غير بائعي الماء في ساحات بغداد، وعمال المطاعم الصغار، وصباغي الأحذية، وبائعي السكائر، والحفاة الذين يبحثون في أكداس القمامة عن بقايا خبز عافته نفوس القطط السمان. تلك هي مأساة طفولة أبناء العراق، اليتامى آلاف المرات عدد من يسرق ثروات العراق، والمشردين تجاوز عددهم أضعاف جنود الاحتلال، وليس هناك من أفق للتجاوز، مادام حال كل واحد فيهم يقول (حالما دون أن أُتابع الحُلم، صامتا وفي نيتي أن أصرخ)، والصرخة الآن يا حبيبتي تـَعوز الجميع، مادام اللسان غير قادر على قول الحقيقة التي تقذف حممها بوجوه الحكام.
تتطاول الحيرة بقامتها كي تظهر من بين خصلات الحبيبة، ولكي تبصر موقعها بين عيون اليتامى والمشردين من أطفال العراق، فاليوم هو يوم الطفل العالمي، والطفولة مفتاح الحب إلى الحياة، فمن يمنح الطفل ابتسامة، يمنحه ألف وردة حب. فهل عرف حكامنا معنى هذه الابتسامة؟ وهل راودهم هاجس زرعها على شفاه اليتامى والمشردين؟؟ اشك بذلك من بدء نظرة الجوع في عيون المشردين، إلى حسرة الدفء في أرواح اليتامى، فلا أحد يعرف مرارة الجوع غير الذي جاع وتشرد، ولا أحد يعرف انكسار اليتيم غير الذي عرف اليـُتم.
أستميحك العذر حبيبة الروح، أعرف أن الجراح اشتد صديدها، ولكنك تعرفين أن هؤلاء اليتامى والمشردين، هم أبناء مستقبل العراق، ومن دونهم سيكون العراق مثلما تمناه الأرعن المقبور (أرض من دون شعب). هم وحدهم من يتنفس هموم العراق، هم وحدهم من يستفيق بروحه حب هذا العراق. فهل ارتوت طفولتهم بالخبز وهل أمنت طفولتهم بمأوى؟

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 01-06-2011     عدد القراء :  1794       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced