حملات احترازية!
بقلم : سليمة قاسم
العودة الى صفحة المقالات

في يوم الجمعة الماضي، تظاهر الكثيرون واغلبهم من الشباب في ساحة التحرير كعادتهم منذ 25 شباط الماضي ليعبروا عن رأيهم، في الذي يحدث بالبلد، بطريقة سلمية وحضارية كفلها الدستور، واقرتها الحكومة بكل شخوصها باعتبارها ممارسة ديمقراطية بحتة.
مطالب اولئك الشباب واضحة لالبس فيها،تتلخص في اصلاح النظام السياسي ومحاربة الفساد والمفسدين، وخدمات ضرورية لابد من توفرها كحق طبيعي لبني البشر شوارع مبلطة وماء صافٍ وكهرباء مستقرة،وهي مطالب مشروعة هتفوا لها وصفقوا،دون ان يحملوا عبوات ناسفة او كاتم للصوت.
و في الوقت الذي كان من واجب الحكومة توفير حماية لهم والاستماع لمطالبهم، باعتبارهم يمثلون شريحة واسعة ستكون لها اليد الطولى في بناء البلاد والنهوض،لكنها فعلت العكس حين نقلت الينا وسائل الاعلام، خبر اعتقال متظاهرين اربعة شباب كانوا في طريقهم الى ساحة التحرير، في سيارة اسعاف، لتثبت الحكومة حالة الازدواجية في سياستها حين تؤيد حركات الاحتجاج التي عمت الدول العربية لكنها تقمعها في البلد الذي يدعي ساسته الديمقراطية ، اما طريقة الاعتقال فشبيهة بتلك التي كان يستخدمها صدام وجهازه المخابراتي، كانت تسمى حينها حملات احترازية تعتقل كل من تشكك بولائه وانتمائه السياسي لتمتلىء السجون بمئات الابرياء، يطلق سراحهم دون كلمة اعتذار واحدة قبل ان يعادوا الى السجن مرة اخرى في حملة احترازية جديدة.
ولاندري ما الذي تخشاه الحكومة من تظاهرات تطالب بتقويم العملية السياسية التي تواجه اليوم واحدة من اصعب أزماتها باعتراف الكثير من اقطابها، في الوقت الذي كان من المفترض بها ان توجه تلك الحملات الاستباقية لاعتقال الارهابيين الذين يعيثون بامن البلاد، كالاغتيالات بكاتم الصوت والتفجيرات واقتحام دوائر حكومية وسرقة محال الذهب وغيرها من الاساليب التي تفننوا في ابتكارها التي لم تحرك معها الوزارات الامنية ساكنا، بل حركته لاعتقال شباب تظاهروا في وضح النهار يطالبون بحقوقهم ويروون معاناتهم بعد ثماني سنوات من التغيير.
الحكومة مطالبة بالافراج فوراً عن هؤلاء الشباب، مع توضيح اسباب الاعتقال والجهة التي نفذته ،ويبدو ان عملية الاعتقال مبيتة ضدهم ،بعد جمع المعلومات عنهم، كون اكثرهم تكرر وجوده في اكثر من تظاهرة،وقد يكون الهدف من ورائها اثارة حالة من الخوف في نفوس المتظاهرين،مع قرب انتهاء مهلة المئة يوم.
فما حدث لا يمكن السكوت عنه، وينذر بعودة الاساليب البوليسية التي اتبعها النظام المباد وادت به الى نهاية يعرفها الجميع.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 03-06-2011     عدد القراء :  1801       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced