سأشارك في تظاهرة 10 حزيران
بقلم : عبدالمنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

ليس فقط لأن الدستور يرخـّص لي حق التظاهر في يوم انتهاء مهلة الخدمات دون ان تتحقق، والتعبير بمختلف الاشكال السلمية، عن الاحتجاج السلمي على إداء الحكومة والطبقة السياسية الانانية التي تقرر مصيري ومصير غيري من الملايين، بل وايضا لأن هذا الحق صار مهددا من جانبين، السلطات، بتضييقها وحملتها الدعائية ضد نيات المحتجين، ومن خطوط صغيرة من الفلول تحاول صرف حركة الاحتجاج عن مسارها السلمي الاصلاحي الى منزلق العنف والفئوية والتجييش.

عدا ذلك، فان مناسبة التظاهر في هذا اليوم لا تعفي احدا عن المشاركة من المكتوين بفساد الادارة والسياسة وباللاعدالة في فرص التوظيف وتدني الخدمات و(قبل كل شيء) عدم الوفاء بالتعهد الذي قطعه رئيس الوزراء بتحقيق خدمات نوعية في غضون مائة يوم على تظاهرة الخامس والعشرين من شباط الماضي، فلم يتحقق منها شيء إن لم تكن قد تدهورت اكثر وبخاصة في ملف تأمين الكهرباء لدرء هجمة الصيف اللاهب والعواصف الخانقة.

طوال مائة يوم انشغل المعلقون والمحللون في ما إذا كان تعهد المالكي واقعيا ام انه من فرط الخيال.. فعلٌ مصممٌ لتلبية مطالب المحتجين، ام رد فعل عفوي على زخم الاحتجاج؟ محاولة لاحراج بؤر الفساد والضعف في الحكومة ولجمها، ام مخرج لتبرير الفساد وابطاله والتغطية عليهما؟ سباقٌ جدي مع الوقت لترميم الجبهة الداخلية باحترام مطالب الملايين، ام حقنة مهدئة للملايين قبل ان تخرج عن الإنضباط؟ تعهدٌ في مستوى اهلية الوزارة وقدراتها، ام ثقل فوق ما تتحمله اكتاف الحكومة؟ مبادرة صادقة النية، ام مسرحية لنيات مغشوشة؟.

المحلل المنصف لابد ان يكون قد تفهم مبررات تعهد رئيس الوزراء في تلك اللحظات الانفعالية التي خلقتها احتجاجات الخامس والعشرين من شباط، ولا بد ان يكون قد رصد حاجة المالكي الى خطوة تضع اصحابه وشركاءه في الحكومة وكفاءة وزرائهم على المحك، وحرصه (وهو محق) على تحميلهم مسؤولية تتفرع من استحقاق الشراكة.

وجريا على حسن الظن المطلوب، فانه لابد من تأشير بعض الهمة هنا وهناك(اقول همة) في التقرب من بعض ملفات الخدمات، وكان يمكن ان تتحقق خطوات اكبر في مجال شكاوى الملايين لو ترافق التعهد مع اجراءات رادعة ضد التنفيذيين المتلكئين المدللين، ولو استؤصلت منابت فساد يشار لها بالبنان في قلب الشبكة المحيطة بسلطة القرار.

من زاوية معينة افترض (أو اتخيّل) ان تظاهرة العاشر من حزيران، بمطالبها المشروعة وجماهيرها الشابة الحية يمكن ان تكون متكأ لرئيس الوزراء في برنامجه المعلن لمكافحة الفساد والهزال الاداري وترشيد العملية السياسية، وحجة بيده لكنس الفضلات التي علقت بماكنة الدولة، وفرصة لمراجعة وكبح منهج الردع والتضييق والتعدي على العدالة وحقوق الانسان الذي تمارسه اجهزة محسوبة على قيادة الحكومة، ومناسبة ذهبية للتعبير عن احترام توجع الناس ومكابداتهم، باجراءات ترى بالعين المجردة لا بالتصريحات.

اسبابي، واسباب جمهور عريض، كثيرة للتظاهر في العاشر من حزيران.. واصلاح مسيرة التغيير توحدنا.

“ان لم يكن لديك هدف فاجعل هدفك الاول ايجاد هدف.”

طاغور

  كتب بتأريخ :  الإثنين 06-06-2011     عدد القراء :  1897       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced