هناء أدور في بلاد العجائب..!
بقلم : جاسم المطير
العودة الى صفحة المقالات

ما زالت أبواب الحرية مغلقة في بلاد الأعاجيب،  في عراق ما بعد عام 2003 حين زاد الحكام الطائفيون الجدد  إغلاقها ، واضعين أختاما حمراء جديدة عليها،  خصوصا في زمان  المولود الحكومي الجديد الذي وُلد ناقصا،  مشوها،  برئاسة وسيطرة المحظوظ مع نفسه دولت السيد نوري المالكي،  مانعا بقبضته الحديد فتح أقفالها العتيقة لكشف ما يحدثه عقله وعقل أصحابه من المستشارين  من حكاياتٍ غريبةٍ عجيبةٍ في بلاد الرافدين،  التي غدت بلادا من بلاد الجن وصارت حكاياتها حكايات الجن والجنون.

يوم أمس شاهدتُ من مصادر الشاشات التلفزيونية العالمية امرأة عراقية  تمتد عروقها النضالية إلى سجل كريم في  تاريخ النضال في العصر العراقي الحديث.  وقفت المرأة أمام رئيس الوزراء في مؤتمر قيل انه يختص بحقوق الإنسان في العراق. 

وقفت هناء أدور أمام نوري المالكي بقصد لا تريد منه أن تهز حكمه أو حكومته ولا تريد أن تغزو مملكته الدموية الحمراء الطافية على مستنقع القهر والفساد في المنطقة الخضراء ، لكنها أرادت أن تهز ضميره وضمائر أصحابه وضمائر العراقيين كلهم،  مرددة في قاعة المؤتمر صدى ما يدور في الشوارع العراقية وفي منتديات منظمات المجتمع المدني بأن بنيان المجتمع العراقي مهدم وأن ابسط حقوق الإنسان العراقي مهدورة وأن المواطن العراقي الوادع المسالم  يواجه بصدره ، كل يوم ، مبارزات دموية من قوى الإرهاب والميلشيات ومن قوى أجهزة الأمن والجيش والبوليس السري ضد المتظاهرين في ساحة التحرير على يد أسطول من المسلحين الحكوميين،  المتسترين بملابس مدنية، يطوقون مداخل الساحة ومخارجها ، يستخدمون سيارات الإسعاف الطبي لاعتقال الشباب المتظاهر وتكسير عظام أربعة شبان داخلها وزجهم في معتقل سري ممنوع على أهاليهم ومحاميهم من الالتقاء بهم والاطمئنان على حياتهم وصحتهم .

كانت دماء الوطنية الحارة في أعماق هناء أدور غنية الدفق فراحت تناشد رئيس الوزراء بإطلاق سراحهم. ليس في العالم كله ابسط من تقديم  هكذا طلب كان المفروض بنوري المالكي المدعي دائما بالوطنية والعدل أن يواجه الصوت المشروع، الطلب المشروع ، بابتسامة وبتؤدة واحترام وبوعد نبيل لإطلاق سراحهم وفق القانون العراقي كي يتعلم العالم أن في العراق حاكما يرعى رعيته ويرفض كل تجاوز على حقوق الإنسان. 



لكن نوري المالكي أبصر، بصمت وتجهم،  صوت الشجاعة هناء أدور،  رافضا بحركة من يده استلام بوستر فني صغير يحمل صور المعتقلين الأربعة(مؤيد فيصل، علي الجاف، احمد علاء، جهاد جليل) . 

لم يتحرك جفن المالكي أمام صوت من أصوات الحق أطلقته هناء أدور.

لم يعتبر المالكي هذا الصوت صوت أخت  ولا صوت رعية من رعاياه ولا صوت من أصوات  حقوق الإنسان تطلقه مناضلة، متأججة حماسة وعدلا ، بأسلوب  مدني داخل قاعة اجتماع مدني ينبغي أن يسمعه بكل شجاعة وان يتنازل،  ولو لحظة واحدة،  عن غروره الرئاسي.

لكنه ظل مطيعا لممارسات قمع و منع هناء أدور من الكلام  من قبل  جلاوزته  معبرا عن موافقته ورضاه وعن عقم إدراكه لإنسانية الموقف وعدالته ،  بموالاته لما فعلته حاشيته بإجراء  طرد المناضلة هناء أدور من قاعة ليست من أملاكه.

ليس لدي ما أقوله اليوم عما رأيت وعما سمعت ما جرى في مكان تربع في مقدمته دولت رئيس الوزراء، متجاهلا ما حمله صوت هناء أدور من تيار قوي جارف يسود بين العراقيين كلهم، صوت يسبح،  أيضا، في شواطئ منظمات حقوق الإنسان في العالم المتحضر اجمع .

إن الاتجار الحكومي بموضوعات حقوق الإنسان والعدالة ظاهريا ومعاداتها باطنيا لن تمر على احد طالما يوجد في العراق المقهور صوت ملؤه الشجاعة والجراءة اسمه صوت هناء أدور المتعانق مع دموع أمهات المعتقلين الأربعة.

هناء أدور صوت الحرية والأحرار سيظل هادرا في بلادنا.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 07-06-2011     عدد القراء :  2044       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced