استتروا!
بقلم : إبراهيم الحريري
العودة الى صفحة المقالات

لا يعقل أن يكون اخراج مسرحية ملهاة، مأساة ساحة التحرير ليوم الجمعة الفائت على مثل هذا القدر من البؤس، وأن تسقط هذا السقوط المريع، مخلفة هذا القدر من الكوارث الذي لا يزال يتفاعل..
فأن تصيب الحكومة حمى التظاهر، وان تستأجر لمتظاهريها سيارات نقل كبيرة ومكيفة، وأن تقوم بإكساء بعض العاملين في الأجهزة الأمنية بالدشاديش والعكل والعبي، بعضها كان أكبر او أصغر من مقاسهم، فبدوا كومبارس ريفي مزيف من الدرجة الثالثة، وان يستدرج بعض شيوخ العشائر إلى ساحة التحرير بدعوى الالتقاء بمسؤول كبير، فتوزع عليهم الهراوات والعصي والسكاكين، استخفافا بهم، وكأنهم صبيان حارات امتهنوا الشقاوة والاعتداء على الناس، بحيث اضطر بعضهم إلى الانسحاب والانكفاء عائدين، متبرئين، علنا، ومن على شاشات بعض القنوات التلفزيونية ووسائل إعلام أخرى، من مسخرة "زفة" ساحة التحرير.
بل ان يزج اسم حزب عرف بمواقفه النضالية ضد الدكتاتورية، لافتة لهذه المسخرة، بحيث يتبرأ منها حتى مسؤولون في هذا الحزب.
وأن يجري استخدام العصي والهراوات والقناني الفارغة والسكاكين للاعتداء على مظاهرة سلمية تطالب بمحاسبة المسؤولين عن وعود هم من قدمها وعن مطالب هم أقروا بشرعيتها.
والأنكى أن يجري كل ذلك تحت أنظار مسؤولين ورجال أمن مرموقين.
ثم أن يستدعي، كل ذلك، ردود فعل خطيرة تهدد بنسف كل محاولات التوافق والخروج من أزمة مستعصية، بل ان تزيدها استعصاء وتأزما...
لا يمكن أن يتصور المرء، مسرحية أشد بؤسا على كل الصعد، التأليف والاخراج والتمثيل والديكور، وربما التمويل أيضا...
إننا ننصح من تصور ان بإمكان هذه المسرحية البائسة أن تنقذه من أزمة، أن يبدل فريق ناصحيه ومستشاريه، وأن يستعين بناصحين ومستشارين، إن لم يملكوا شعورا بالمسؤولية ازاء الوطن والمواطن، فشعور بالمسؤولية ازاء الحكم والحاكم ، فلا يضيفون إلى أعبائه، ومشاكله..
ولا يورطونه بهذا النوع المفضوح، البائس، من المسرحيات: سيئة الإخراج والتأليف والتمثيل.
***
قديما قيل: إذا ابتليتم... فاستتروا!.
وما جرى في ساحة التحرير يوم الجمعة الفائت، مخلوع عنه العذار والستر والستار..
... حد الفضيحة!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 14-06-2011     عدد القراء :  1872       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced