لاعلاج او تسوية إلا بالاصلاح
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

الاصلاح في الوضع الحالي هو بحكم المستحيل مهما حاولت الحكومة ترضية الجماهير المحتجة فسوف تقف عاجزة تماما عن تقديم أي اصلاح حقيقي ومهما قامت من مظاهرات واحتجاجات تطالب بالاصلاح بتقديم الخدمات وتحسين الاوضاع والقضاء على الفساد الاداري والمالي فان الحكومة لاتستطيع سوى على بعض الترقيعات البسيطة والمظهرية فقط او الاعلامية وخلاف ذلك فسوف تجد نفسها مكتوفة الايدي مشلولة الجسد 00 لسبب بسيط لكون مثل هذه المطاليب غير ممكنة التحقيق لاسباب عضوية متأصلة ومتجذرة في جسد النظام نفسه 00 فوضع الحكومة اليوم اشبه بالمريض المصاب بالسرطان الذي استفحل داخل الجسم باكمله فهل استطاع الطب حتى اليوم ابراء واشفاء مثل هذا المريض فلو كان السرطان متمركز بعضو واحد لامكن استئصال العضو وقد يشفى المريض ويمكنه البقاء على قيد الحياة مع احتياجه وبشكل مستمر للمتابعة من اجل اجراء الفحوصات الدورية للتأكد من عدم تسرب المرض الى جهات اخرى اما ان تفشى المرض في الجسد كله فلا مجال سوى الوفاة 00 فان الوضع في اجهزة الدولة اليوم اشبه ما يكون بهذا المريض العليل فان الفساد من السرقات والتزوير قد تغلغل في كل مرفق من مرافق الدولة وداخل جميع الكتل والاحزاب 00 فحتى لو حاولت احدى الكتل اجراء الاصلاح فسوف تصطدم با لكتل الاخرى فتمنعها وتحيل بينها وبين اجراء أي اصلاح فجميع الكتل متورطة باشكال متنوعة من الفساد وقد بدأ ذلك منذ الايام الاولى من الاحتلال 00فقد قامت اعداد غفيرة داخل الكتل السياسية التي حكمت العراق واثناء وجود بريمر بنهب موارد العراق وملياراته التي عثروا عليها هنا وهناك وما بقي من تركة صدام فقد وجدوها فرصة ذهبية سانحة بانعدام الحسيب والرقيب بعد تفتيت الدولة وتصفية مؤسساتها 00 فاخذ الكل ينهب ما وقع تحت يده دون ان يشعروا بان هناك لازال ثلاثون مليون عراقي متواجدون يرقبون ما يجري مع كل المخدرات الدينية والشعارات الطائفية التي رفعوها وفاتهم بان لكل مورفين اجل ولابد ان يصحو المخّدر ان عاجلا او اجلا 00 كما فات الكتل بان الجوع والحرمان اشد فعالية من أي مورفين مخدر ولكنهم استندوا الى ظواهر اعتمدوها قواعد ثابتة استقوها مما مضى00 فالشعب العراقي صمت ثلاثون سنة على صدام والمصريون صمتوا خمسون سنة على الديكتاتورية خلال ثلاثة عهود وثلاث زعامات والتونسيون صمتوا ربع قرن ولم يبدوا حراكا وكذلك اليمنيون واخرهم الليبيون000 واعتقدوا بانه لا خير في هذه الشعوب فهي نائمة نوم اهل الكهف ولن تصحوا وفاتهم بان المارد في القمقم والخوف كل الخوف والخشية كل الخشية ان يرفع احدهم الصمام عن عنق القمقم00 واذا بالبائس التونسي بائع الخضر يرفع الغطاء فاذا هي نيران بركان مرعب يتفجر واذا بهذا المارد الهائل الحجم يغطي الارض العربية بحجمه من المحيط الى الخليج فيصرخ في وجه العتاة متضورا من الجوع ومن ذلك القمقم والسجن الكبير الذي وضعوه فيه طوال قرن من الزمن فيعصر اجساد من سرقوه وغدروا به 00 فمهما حاولوا ان يحقنوا جسده بمخدراتهم محاولين اعادته لكن فات الاوان فقد بلغ السيل الزبا فالمارد جوعان ومحروم ولم تعد تؤثر فيه كل تلك المخدرات فالجوع اشد فتكا وتأثيرا من كل المخدرات00 فمخدرات الدين والطائفية والعرقية مثل المورفين كل ما حقن بها الانسان زادت مقاومته لها فقد تشبع جسده بها ولم تعد لها تأثير عليه 00 فلقد كان لشعلة جسد التونسي النور الذي اضاء للشعوب درب الحرية والانطلاق 00 فقد تجد اليوم اؤلائك المستبدون يشتمون ذلك التونسي ويلعنون اليوم الذي احرق فيه نفسه ففتح عليهم باب جهنم وجائهم بكل هذا البلاء فلولاه لبقي المارد ينعم في نومه داخل قمقمه والى الابد 00 ولكنه فعلها فاطاح بحاكم تونس واعقبه بحاكم مصر والان المعارك قائمة على قدم وساق بين ديكتاتورياتها وشعوبها المسحوقة والعاصفة لاتتوقف وسوف لن توقفها كل الترقيعات الخادعة إلا بالتغيير الشامل واعادة كل ما سلب وما سرق واللصوص معروفون وهم لازالوا يسرقون فعلى الحكام ان يعوا وان يتخذوا القرارات الحاسمة قبل فوات الاوان بالقاء القبض على اللصوص ومعاقبتهم فبغير المعاقبة سوف لن يتوقف هذا الزلزال المرعب ولن توقفه رصاصات الرتب العسكرية ولا الموانع الكونكريتية ولا الحصون المنيعة فالاستجابة للشعب وعلى وجه السرعة وبقرارات جدية فاعلة هي الاجدى00 فالشعوب لايهمها من يحكمها ان كان زيد من الناس ام عمر او كانت هذه الفئة ام تلك فهي تتشبث بالرموز في كثير من الاحيان تنتظر منها المنافع وتحقيقي الامنيات فان وجدتها تماطل وتسوف تخلت عنها بل وتنقلب ضدها فعلى كل الزعامات ان تعي هذا الامر وتحقق ولو الدرجة الدنيا من المطالب والمهة بالنسبة لشعوبهاوإلا فهي لاتنتظر الى ما لا نهاية ولكن ( اسمعت لو ناديت حيا ) 00 فمطالب الشعب واضحة وجلية وهي لاتعدو سوى بضعة حاجيات وتتلخص بالامور التاية
1- جلب محطات كهرباء متنقلة ضخمة وهي متوفرة وجاهزة في المصانع الاوربية وخلال شهر واحد
2- بناء دور جاهزة وعلى الفور وبالامكان نصب مليون دار خلال مدة شهرين فقط
3- تعيين جميع العاطلين عن العمل مهما بلغت اعدادهم وتشكيل مجلس الخدمة الذي يتولى التعيين دون محسوبيات او تو فير وظائف مدفوعة الثمن
4- تخفيض رواتب الرئساء والنواب والمستشارين الى النصف على الاقل
5- الغاء تقاعد النواب فالنائب ليس موظفا بل هو اجير يتقاضى اجر حتى تنتهي الدورة الانتخابية
6- تقليص عدد المستشارين بما لايزيد عن واحد في كل وزارة
7- معاقبة اللصوص من ذوي الوظائف الرفيعة في الدولة والاعلان عنهم امام الشعب
8- ضبط مفردات البطاقة التموينية بشكل دقيق ومراقبة ومحاسبة المقصرين عن المخالفات السابقة والمواد المنتهية الصلاحية
9- الغاء مجالس المحافظات والاكتفاء بوجود المحافظ فقط حتى لاتتشتت المسؤولية على ان يمنح صلاحيات كافية ويكون مسؤولا امام البرلمان
10- الكشف عن اموال الدولة بشكل صريح وشفاف واين صرفت الميزانيات السابقة وما هي المنجزات ان وجدت واين تقع وما حقيقة المشاريع الوهمية وما هي القيم الحقيقية لها بتعيين خبراء لبيان الاسعار والكلف الواقعية وبحسب سعر السوق
11- اعادة تشغيل المصانع المتوقفة والتي بامكانها استيعاب ملايين العمال وعلى الفور ومن اجل الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن الاستيراد
12- الكف عن ادعاءات عدم وجود اموال كافية لاعادة البنية التحتية واصلاحها مع وجود هذه الاموال الطائلة والموارد الضخمة في العراق مع وجود هذا الهدر الهائل والرواتب والمخصصات الخرافية
13- التحقيق الفوري عن موارد القنوات الفضائية التي يمتلكها المسؤولون في الدولة او بعض الجهات الحزبية الاخرى
14- التأكيد على وحدة العراق وتفكيك الحكومات المتداخلة
15- فصل الجيش عن الحكومة وتعيين قيادة عامة له حرفية غير متحزبة وحضر منتسبيه من الانتماء الى أي حزب سياسي ومعاقبة كل من يكتشف انتسابه الى أي تنظيم سياسي وفصله
16- استعمال الدقة والشفافية عن طريق ادخال الحاسوب في جميع مؤسسات الدولة فهو اكثر امانا وصدقا من اللصوص واصحاب الصفقات
17- تحديد اوقات دقيقة وثابتة لتنفيذ المشاريع والغاء(السوف )من قاموس الحكومة وان لاتطلق على صبغ جدار صغير او شراء كرسي او منضدة اسم مشروع فالمشاريع هي تأسيس مصانع او بناء مجمع سكني مثلا وليس شراء قرطاسية او قلم رصاص
18- التصويت السري داخل البرلمان كي يتحرر النواب من سطوة رؤساء الكتل وبواسطة الحاسوب
فان نفذت هذه الامور فلربما سيغفر لها الشعب وان لاتستهين بغضب الشعب فلن يحميها غيره فهو القوة الحقيقية الداعمة لكل الحكومات وهو مصدر السلطات وعليها ان تتخلص من الادران 00 وتكف عن النزعات القبلية والثارات وحب الانتقام 00 فليس هناك في الشعب العراقي من لم يصبه الاذى من هذا الطرف او ذاك فعلينا ان نتصالح لاعلى شاشات التلفزة بل في داخل قلوبنا وعقولنا وإلا فلغة الثارات سوف لن تنتهي الى الاف السنين القادمة 00 وإلا فالشعوب لن ترحم القادة والزعماء فاليعقل الجميع ويعودوا الى رشدهم ويثوبوا الى الله 000فهذه دعوة من مخلص لا يبتغي المال او المقامات 000!!!
فالشعب يوما ان اراد الحياة
فلابد ان يستجيب القدر

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 15-06-2011     عدد القراء :  1990       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced