3 تموز.. وهج الحلم الشيوعي
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

يلبس التاريخ عباءته بالمقلوب، ويمشي على غصن شجرة تين تفجرت للتو أحلام براعمه، وهو العارف (التاريخ) انسيابية سقوطه على حافات الزيف، والضياع في متاهات أزقة الرياء والكذب والخسة والتضليل والتحايل والخداع، مادامت قياده تشابكت مع أصابع منْ يجيدون لي أعناق الحقائق... هكذا تفجر صراخ الصمت في عيون الحبيبة، عندما ارتابت خلايا رئتيها بتنفس فرح مزعوم قادم، فقد مرت ثمانية أعوام، والثالث من تموز يمر سريعا، مادام الحكام مشغولين بجدلية التحول، من شراكة الوطنية الزائفة إلى سلطة أحادية الاستحواذ، لهذا يمر الثالث من تموز سريعا من خلف رؤؤس حكامنا، لأنه المفخرة الوطنية الأولى، التي قالت بكل صدق انتمائها العراقي: لا للقتلة.
ليلة الثالث من تموز عام 1963، تسرق عيون حسن سريع الصحو من نجوم السماء، لا تملك روحه في تلك اللحظات غير وهج الحلم، الحلم الذي يطير فراشات صباحية على شواطئ دجلة. حلم الفقراء جميعا، حلم أبناء أكواخ الطين، لهذا اسقط حسن السريع لحظات انتظار خيوط الفجر من حسابات سنوات عمره. تأكد ثانية وثالثة من صيانة استعداده ورفاقه، مؤشر بوصلتهم حب الناس، والثورة هي مفتاح هذا الحب، مادامت الثورة هي الابنة الشرعية للفقر. الطلقة الأولى تنير سماء بغداد، الطلقة الثانية تزرع الرعب في نفوس القتلة، الطلقة الثالثة ابتسامة الأمل في العيون، الطلقة....الطلقة ...الطلقة... تتوالى زغاريد الطلقات، مثلما تينعُ بروح حسن تباشير الانتصار، انتصار منْ يملك الحق في تجاوز منْ يغتصبون الفرح، وكان حسن ورفاقه هم من طمح إلى هذا التجاوز، لهذا كان استشهادهم التفسير الواضح لمعنى خلق كينونة الفرح (ذاك من ذاك اللگه النجمة العزيزه بلا سمه ودگ إلهه عينه).
الثالث من تموز كان من أجل عيون العراق، فقراء العراق، لم يكن مجدا لحسن سريع ورفاقه فقط، بل هو الشهامة العراقية النقية، حين طغى ظلام القتل وهدر كرامة الإنسان في جميع شوارع ومدن العراق، لهذا كان الاجدر بحكام العراق خلال هذه الثمانية أعوام، أن تسمي ساحة من ساحات ساحات بغداد بإسم قائد هذه الانتفاضة، وكذلك اسماء رفاقه الشهداء، من دون شك كانت إنتفاضة الثالث من تموز هي وهج الحلم الشيوعي، ولكنها كانت أيضا حلم العراقيين في التخلص من همجية القتل المجاني التي سادت شوارع ومدن العراق.
يصرخ الصمت في عيون الحبيبة، سيبقى التاريخ لابسا عباءته بالمقلوب، ويسير على غصن شجرة تين تفجرت للتو أحلام براعمه، وسيسقط على حافات الزيف، مادام الحكام منشغلين بجدلية التحول الكاذب.                                                                                 
*نشرت هذه المادة في جريدة( طريق الشعب) يوم الاحد المصادف 3 تموز 2011

  كتب بتأريخ :  الإثنين 04-07-2011     عدد القراء :  1858       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced