فـــــــي ذكــــــــرى ثــــــــــورة 14 تــــمـــــــوز أفــــــــكار عن المــــــــرأة والثــــــ
بقلم : سنا الجزائري
العودة الى صفحة المقالات

في ذكرة ثورة 14 تموز ، التي قدمت الكثير للمرأة العراقية ، ارتباطا بتاريخ نضالها الحافل ، يخطر في بالي العديد من الافكار ، وتدفعني للتمعن فيما يجري حولنا ، خصوصا في ظل الثورات الحاصلة في المنطقة العربية ، واول ما يتبادر الى ذهني ، من الافكار والاسئلة : هل للثورات علاقة بالمتغيرات الدينية التي رسخت في العائلة العربية ؟ وهل حقا ان تشكيل حكومات جديدة تتمتع بالديمقراطية  والحرية  سوف يحدث تغييرا بواقع المرأة ومساواتها مع الرجل؟ كيف نستطيع ان نحكم فيما اذا كانت ثورة ما في مجتمع ما قد نجحت وحققت غالب اهدافها؟  وعلى الرغم من ان  المشهد السياسي  لمستقبل المنطقة العربية ما يزال غير واضح المعالم ، فقد كشفت الانتفاضات امتعاضها من الهيكل السياسي والاجتماعي القائم في انحاء المنطقة . ايضا ان المرأة بشكل عام لا تخفي هي الاخرى امتعاضها من الاصوات المطالبة بان عليها ان تتريث في المطالبة بحقوقها وان تلتزم الصبر لحين الفراغ من المهام الكبرى . لكن اين مجتمعاتنا من ان بناء الدولة  يجب ان يتم بمشاركة جميع أبنائه  وبناته ؟ أن الشراكة هنا تعني المساواة ، وليس هناك  دولة ديمقراطية تعزل نصف سكانها عن المشاركة الا اذا كانت هذه الدولة شكلية ولا تطمح التطور . صار واضحا من ان  من اسرار نجاح الانتفاضات والثورات  هو وجود العنصر النسوي فيها ، ودروس ثورة الرابع عشر من تموز  في العراق تقدم لنا خبرة ثرية بهذا المجال. أن حرية المرأة في الوطن العربي،  والعراق أيضا ، ليست مقرونة بالنظام السياسي فقط  وانما  مقرونة بإسقاط الانظمة الفكرية والاجتماعية البالية ، وايضا بفصل الدين عن الدولة ، لان مسالة اسقاط النظام تعني اسقاط قوة استغلت الشعب ابشع واسوأ استغلال ، لكن المرأة في وطننا العربي ما تزال مقسمة الى جبهتين ،  لارتهانها بالبنية الاجتماعية ، فهي اما قوة دافعة او مستسلمة ،  لهذا تجد الثورة في تونس تختلف اختلافا جذريا عن الثورة في  مصر. القوة تكمن في مشاركة المرأة في سن الدساتير والانظمة والقوانين التي تنظم العائلة ايضا هناك في المقابل نساء يتأملن خيرا في النظام السياسي الجديد ويتخيلن ان موضوعة الحرية ستقدم لهن كهدية !! وان عليهن ان يدركن بأن الحرية تنتزع ولا تمنح .  صحيح ان" المجتمع يعرف كيف يقتل فردا ويملك وسائل اكثر شجاعة من الموت" – اندريه جيد ـ ، لكن اذا لم تقم المرأة بعمل جبار في سبيل تثقيف المجتمع وهو الخطوة الاولى ، واعني بذلك وعيا سياسيا بالجذور الاساسية للاتفاقات الدولية بشان المرأة ،  ومن ثم تأتي مسالة المناداة بحقها ، فستاتي الأجيال يحيطها تخلف ما بعده تخلف ، وكما يقول كنغ : " لا يستطيع احد ركوب ظهرك الا اذا كنت منحيا”. ينبغي ان تتمتع النساء بحقوق المواطنة دون اي تمييز او عنصرية امام القانون ، دون اي تمييز او (عنصرية) بسبب جنسها. وفي كل المجتمعات لا يمكن تحقيق المساواة الكاملة الا من خلال قانون يفصل بين  الدين والسياسة  واعطاء اولوية كاملة لحقوق الانسان قبل اي اعتبارات ثقافية او دينية . لهذا لا يجب ان يستغرب الديمقراطيون قبل المتزمتين  بمطالبة المرأة  بعد اي تغيير يحصل  بصورة مباشرة بتضمين حقوقها في الدستور لا بل من الافضل والأضمن  ان تكتبها بيدها  ضمانا لعدم تعرضها لأي ظلم او عبودية وتمييز مرة اخرى .. شانها شان اي فرد ومواطن عادي له كل الحقوق  ، ولا يستقيم تحرر دون ان يشمل جميع مفاصل المجتمع . ان الغاء قدرة المرأة يعيدنا الى الجاهلية. فتحول  السلوك غير العادي وغير الطبيعي  الى سلوك  عادي وطبيعي هي الطامة الحقيقية . الرجل مشلول كما المرأة  وهذا ما بينته لنا الثورات العربية . حيث انتفض الرجل كما المرأة  ضد اوضاع البلاد السياسية والاقتصادية  السيئة . ان اي مجتمع ذكوري  يخشى المرأة  يعزلها تماما .  ووضعية المرأة في المجتمعات العربية والعراق هو المثال الافصح على وضعية القهر الاجتماعي  بكل اوجهه . العجز والشلل الذي تشعر به المرأة  هو العجز والشلل الذي يشعر به المجتمع. يجب المطالبة بحق النساء من كلا الطرفين نساء ورجالا  لان حرية وحق المرأة بنظري لا يمكن اعتبارها قضية نسائية بحتة وانما مشكلة التطور الانساني في اي مجتمع نحو قيم انسانية عالية واذا لم يتغير المجتمع على هذا الاساس فسيكون هو الخاسر الاكبر ومن هنا تأتي تسمية مجتمع ما بمجتمع متحضر او متخلف.
طريق الشعب / العدد 221

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 13-07-2011     عدد القراء :  2220       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced