الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية 31 عاما من العطاء للجالية والوطن
بقلم : كمال يلدو
العودة الى صفحة المقالات

تأسس الاتحاد الديمقراطي العراقي في اوائل 1980 من القرن الماضي على يد مجموعة من العراقيين الذين وفدوا الى الولايات المتحدة والى ولاية مشيكان ومدينة ديترويت بالذات، بعد ان تنوعت مشــاربهم، الا ان هذه المجموعة كان يجمعها جامع اساس الا وهو كونهم من المعارضين لنظام البعث الفاشي. وقد اختير يوم 15 أيار كمناسبة للاحتفال بذكرى تأسيس الاتحاد، ويعد الاتحاد بحق اقدم منظمة سياسية عراقية في الولاية. اصدر الاتحاد ومنذ باكورة تأسيسه العديد من البيانات التي حددت هويته بكونه (منظمة عراقية وطنية سياسية) تساند نضال الشعب العراقي وقواه الوطنية للخلاص من الدكتاتورية وتدعم تطلعات الجالية العراقية في المهجر، وتوج عمله الاعلامي بإصدار صحيفة ( صوت الاحرار) لأعداد عدة ثم جريدة ( صوت الاتحاد) التي استمرت لأكثر من عشرين ســـنة، والتي استبدلت لاحقا بالموقع الالكتروني للاتحاد الديمقراطي العراقي
www.idu.net
منذ اليوم الاول انبرى الاتحاد وعبر اعضائه بفضح سياسة النظام الدكتاتوري وفضح مرتزقته الذين كانوا ينتشرون بين ابناء الجالية، وحظي بذلك على شعبية كبيرة ولم تكن الا فترة قصيرة حتى تشكلت له فروع في ( نيويورك و شيكاغو وكاليفورنيا)، وجرى تنسيق كبير مع العديد من الوطنيين في كندا وعملوا تحت راية الاتحاد ثم اسسوا اتحادهم الخاص في كندا .
غلب الجانب السياسي الوطني على معظم نشاطات الاتحاد، ان كان في اقامة التظاهرات ضد سياسات نظام صدام في ديترويت، شيكاغو، كاليفورنيا، نيويورك أو في واشنطن. وكانت له مواقف مشرفة من الاحداث الاساسية التي مر بها العراق وخاصة ابان الحرب العراقية الايرانية أو سياسات القمع الدموي ضد القوى الوطنية، وضرب حلبجة بالكيماوي أو في احتلال الكويت، كما رفض الحروب التي شنتها اميركا على العراق. ومنذ سقوط نظام صدام والاتحاد يعتز بمواقفه المساندة لتأسيس الدولة المدنية المبنية على اساس المواطنة والسعي لبناء مؤسسات الدولة والتبادل السلمي للسلطة وتعزيز الديمقراطية في العراق وهو لهذا كان نصيرا للإنتخابات التي جرت في العراق، ومازال لليوم نصيرا للحقوق المشروعة لكل فئات العراقيين، القومية والدينية أو الفئات المسحوقة التي تطالب بالحد الادنى من الخدمات وفي محاربة الفساد ومن اجل انطلاق العراق للحاق بركب الدول.
ومع ان السياسة كانت الشغل الشاغل، الا ان الهوية الوطنية العراقية ومهمة الحفاظ عليها كانت السمة الأساسية لسياسة الاتحاد للعقود الثلاثة التي مرت، فقد منح المرأة مكانتها في نشاطاته وعمله التنظيمي اذ تبوأت المراكز القيادية في كل هيئاته ، كما كان للشبيبة والاطفال حضورهم عبر الفرق والحفلات الخاصة لهم ، وكان للثقافة والمسرح والاماسي الاجتماعية والندوات السياسية حضور فاعل في مسيرته . لقد كرس الاتحاد مبدأ الاحتفال السنوي بذكرى ثورة 14 تموز المجيدة، واحتفالات الربيع في آذار من كل عام ( 8 آذار، 21 آذار، 31 آذار) ، وزاد عليها في استضافاته للعديد من رموز الفن والثقافة العراقية، فاستضاف الفنان فؤاد سالم، وفرقة الرافدين للجالغي ـ وأنوار عبد الوهاب وجعفر حسن وغيرهم اضافة الى رعايته المتميزة لفرق الجالية الفنية والتي تشربت من مناهل حب الوطن والاعتزاز بمسيرته الوطنية، فكانت فرقة بيلز وفرقة الشمس و فنانوها المتميزون ماجد ككا وعميد اسمرو، اضافة لعشرات الفرق التي اعتلت منصات احتفالات الاتحاد للسنين الماضية. وفي ذات السياق فقد استضاف عبر تأريخه الطويل رموزا وطنية وسياسية كان ومازال للكثير منها بصماتها في المشهدين السياسي والثقافي ونذكر منهم، السيد حميد مجيد موسى وحسان عاكف وتوما توماس و أبو عامل وزهير الجزائري وفالح عبد الجبار ومظفر النواب وعريان السيد خلف والعشرات من المبدعين العراقيين .
دعم الاتحاد كل الجهود الرامية لتعزيز وحدة الجالية العراقية، وساهم بإنجاح المهرجان الثقافي الذي يقام سنويا في مركز مدينة ديترويت تحت اسم المهرجان العربي – الكلداني – الامريكي للفنون والثقافات الشعبية، وكان له الدور الريادي ليس في دعم نشاطات المنظمات الاجتماعية والسياسية العراقية التي انبثقت مع تزايد اعداد الجالية عبر السنين فحسب، بل في تنظيم عملها عبر ( لجنة تنسيق منظمات الجالية العراقية) والتي نشطت في المحافل السياسية وأعطت صورة طيبة في العمل السياسي المشترك، ونسج الاتحاد علاقات طيبة مع المؤسسات الدينية والقومية العراقية المنوعة الموجودة في المدينة وهو موضع اعتزاز وتقدير من رؤساء الطوائف الدينية. كما انه ساهم بإنجاح ثلاثة مؤتمرات وطنية في ديترويت للتضامن مع الشعب العراقي عشية سقوط النظام وبعده، اذ شارك فيها العشرات من الشخصيات السياسية العراقية والامريكية.
لقد نسج الاتحاد علاقات كبيرة عبر مسيرته مع رجال الساسة الامريكيين بهدف دفعهم لتبني الدفاع عن الحقوق المشروعة للعراقيين، خاصة ابان حكم صدام، كذلك في الوقت الراهن، وساهم في الكثير من المنتديات في الدفاع عن حقوق الاقليات الدينية والعرقية العراقية تزامنا مع الحملات الظالمة التي تتعرض لها هذه المكونات، ولم يدخر الاتحاد جهدا في التعاون والتعامل مع الوضع السياسي الجديد الذي نشأ في العراق، فكانت له علاقات طيبة مع السفارة العراقية عقب اعادة افتتاحها عام 2004 او مع القنصلية العراقية في ديترويت التي افتتحت مؤخرا، واستضاف العديد من المسؤولين العراقيين أو شارك بزخم كبير اثناء زياراتهم لديترويت او لواشنطن.
تتركز معظم نشاطات الاتحاد السياسية والثقافية والوطنية الآن في ولايتين رئيسيتن هما مشيكان (ديترويت) و كاليفورنيا (سان دياغو) والتي تضم تجمعات كبيرة للعراقيين في الولايات المتحدة . قبل ايام اطفأ زملاء الاتحاد الديمقراطي العراقي الشمعة الحادية والثلاثين في احتفال جميل القيت فيه الكلمات السياسية والقصائد الوطنية التي اكدت على الهوية الوطنية، والاعتزاز بأرض الرافدين، والأمل بأن يجتاز العراق هذه المحن وان يتخلص من نظام المحاصصة الطائفية ويقضي على الفساد والمفسدين، وأن يتبوأ الوطنيون العراقيون المخلصون دفة انقاذ العراق وايصاله الى بر الامان.
مع التمنيات ان تكون تجربة الاتحاد الديمقراطي الطويلة حافزا لإقامة المزيد من التجمعات التي تؤمن بالمواطنة وتجمع كل اطياف والوان الشعب العراقي.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 29-07-2011     عدد القراء :  2471       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced