الاصلاح خدعة يطلقها المستبدون
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

صرحت احدى الحكومات على لسان رئيسها بانه سيجري اصلاحات جذرية مهمة استجابة لمطاليب الشعب المنتفض وتحقيقا لامانيه وقد اتخذ قرار بهذا الشأن وسوف يعرض مشروع قانون على مجلس الشعب لاقراره خلال الاسابيع القادمة وسوف تتابع ذلك باجراء اصلاحات اخرى متتالية فيما بعد 00 وقد هلل وزمر لهذا النبأ العديد من الاقلام والصحف ووسائل الاعلام الخاصة والرسمية وروجوا له على انه منجز عظيم واستجابة كبيرة لطموحات الشعب 00 امر عجيب غريب وكذبة تهز الجبال ونفاق ما بعده من نفاق ومع ذلك فهناك الملايين من المغفلين يصدقون كل ما يطلقه الزعماء من ادعاءات لتخدير المشاعر وتهدأة الخواطر ويقتنعون بان ما يصرح به هولاء الجالسون على العروش يفعلون ما يحد من صلاحياتهم المطلقة ويضعف من سطوتهم على شعوبهم 00 وقد ادعى المطبلين من الاعلاميين في تلك الدول بان هذه المطاليب تحتاج الى وقت فليس بيد الزعماء عصا سحرية كي ينفذوا ما يريده الشعب بيوم وليلة فلابد من اسابيع واشهر كي يستطيعوا ان يهيؤوا القوانين ويعرضوها على مجالس الشعب لمناقشتها وفق الاصول ثم الحصول على الموافقة والمصادقة والنشر ثم التنفيذ فعلى الشعب الصبر والتريث00 وهو ادعاء حق يراد به باطل 00 فقد فات هؤلاء المسؤولون ومن خلفهم اعلامييهم الاجراء بان مجلس الشعب قد شرع قانون التوريث وعدل الدستور من اجل تنصيب بشار الاسد بعد وفاة والده الرئيس السابق حافظ الاسد في ستة ساعات فقط وفي نفس اليوم وصوت عليه المجلس ووافق عليه بالاجماع وهو امر لم يحدث في تاريخ الامة العربية المعاصرة وفي كل الدول 0000فما يستطيع ان يفعله الحكام لانفسهم ما يعجزوا عن تحقيقه لشعوبهم فالدساتير صلبة جامدة غير قابلة للتعديل إلا بحرارة البراكين واجتماع رأي الامة واجراء الاستفتاء العام عندما يكون التعديل فيه مصلحة الشعوب ولكن هي لينة طيعة تذيب كل العقبات عندما يمس الامر مصلحة الحكام فحرارة الحكام تذيب الحديد وتحرق الحجر فهي اشد من حرارة البراكين وتستطيع ان تذيب كل الدساتير وتحيلها الى سائل او بخار كي تتخذ شكل الاناء الذي توضع فيه بما سهل امر الحكام في زيادة الرواتب او اقرار المخصصات (( سبحان الله من حرارة الحكام )) وكما يقول المثل (( من تردوها كبار كبار ومن تردوها صغار صغار )) ومع ذلك فان نفس هذا المجلس بحاجة الى اسابيع ولربما الى اشهركي يشرع قانون او يصدر قرار فيه فائدة للشعب ثم لربما يختفي كل شيء بعد ان تهدأ الانفس وتتوقف الاحتجاجات او يقضى عليها بالدبابات او بالقتل والسجون 00 وهكذا تستمر الحكومات في الضحك على الشعوب وهو ما يحدث في كل الدول العربية اليوم وفي كل يوم وفي كل السنين فهذه مصر فقد مضى اكثر من ستة اشهر ولا زالت المحاكم في طور التأجيل والتسويف في محاكمة المستبدين وسراق الشعوب والحال نفس الحال في كل مكان 00 فالزعيم لايقدم التنازلات ولا يعترف بالحقوق فان تضايق اطلق التصريحات وملا الدنيا بالوعود وهو لايتنحى او يتخلى عن منصبه إلا بانفجار مدفع او لعلعة رصاص او انقلاب عسكري او باحتلال اجنبي او بثورات عارمة ممولة ومحسوبة بالدقائق والتفاصيل 00 وليس بالتداول السلمي كما يصرحون ويدعون 00 فالتداول السلمي موجود في الدساتير وعلى الورق وفي الشعارات وفي المجالس والندوات فقط وليس على ارض الواقع فلعلعة الرصاص دائما هي الفيصل في حسم الامور 00فحلاوة الكرسي ودبقه ولزوجته صمغ يلتصق بمن يجلس عليها وتمنعه من التحرر منها والتخلي عنها حتى تجرى له عملية جراحية ولكن ليس بمشرطة او سكين الطبيب الجراح بل بقنبلة او ثورة شعبية تقذفه عنها وتبعثره شذرا مذرا فصمغه ليس صمغا صينيا ضعيف الالتصاق بل هو صمغ امريكي قوي متين لاتذيبه اقوى المذيبات والثنرات ولا يعرف كنهها سوى من صنعها 00 وهكذا تجدهم كل ما ضاقت بهم الامور اطلقوا التصريحات وحركوا الابواق كي تعلن من هنا وهناك عن اصلاح جديد فوسائل الاعلام جاهزة لمن يدفع فتقلب الابيض اسود والاسود ابيض فهي ليست بحاجة إلا الى بعض المحللين واصحاب الراي من المتزلفين فيلعلعوا الاصوات والحسابة تحسب 00 ولكن بشرط الدفع بالدولار 000

  كتب بتأريخ :  الخميس 11-08-2011     عدد القراء :  1917       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced