الضوء القادم من البصرة
بقلم : علــــي حســين
العودة الى صفحة المقالات

المدى:
وسط فوضى الأخبار وعتمتها، وسيطرة مقربي المالكي على الفضائيات والصحف،  ووسط صرخات نواب دولة القانون بوجه كل من تسول له نفسه الاقتراب من عرين  رئيس الوزراء ، وفي زحمة معركة عقود الكهرباء الوهمية، والسؤال حول من  وقعها وباركها؟ وفي جو قاتم خيم على العراقيين جميعا، وسط هذا كله جاءت  البشرى من البصرة حيث نقلت إلينا الأنباء بان مجموعة شبابية تنظم منذ أيام  اعتصاما


تسعى من خلاله إلى الضغط على القوى السياسية والحكومة من اجل إصلاح الأوضاع العامة في البلاد، وقال بيان للمعتصمين إن "الحركة تشكلت باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وبواسطتها جرى التنسيق والتخطيط لإقامة الاعتصام في ساحة الطيران"، مبيناً أن "المشاركين في الاعتصام جميعهم من الشباب، وغالبيتهم من الطلبة الجامعيين، ومعظمهم من المستقلين سياسياً، يطالبون بفضح ومعاقبة المسؤولين المتورطين بفساد إداري ومالي، وعدم التضييق على الحريات العامة ،  فضلاً عن توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، والتقليل من ظاهرة البطالة وأزمة السكن".
إذن نحن أمام شباب قرروا أن يهتفوا للعراق الذي يريدونه ويحبونه، شباب هم أنبل واشرف من كل سياسي يختفي خلف خطاب طائفي مقيت، وأنبل من كل مسؤول تعامل مع الوطن باعتباره مشروعا استثماريا لابد من أن يستحوذ عليه.
هؤلاء شباب البصرة في نبلهم وبهائهم وتألقهم، اقرأ أخبارهم فيرتجف القلب فرحا وأملا في عراق أفضل وأجمل وأرقى.
شتان بين طموحات شباب البصرة وبغداد والأنبار ونينوى وصلاح الدين وميسان والحلة والسماوة وكركوك وديالى والنجف وبين خطب ممسوخة لمسؤولين لا يزالون يتاجرون بآمال الناس وأحلامهم، مسؤولين يعجزون عن طرح مشروع وطني لمعالجة مشكلة البطالة ومساعدة الشباب في الخروج من دائرة العوز والفراغ.
اليوم نرى العراق الحقيقي في عيون شباب البصرة، العراق وهو يمشي على قدميه ويصرخ طلبا للخلاص من كل شيء باطل يتحكم في مفاصله، برلمان باطل وحكومة باطلة تدير ظهرها للشعب، وعصابة من "اللصوص" تريد اختطاف الوطن من أبنائه الحقيقيين.
رائعين ومبهرين ومذهلين، هؤلاء الشباب الواعد ، الضوء الذي اندلع من العتمة فخرجوا حاملين المصابيح والشموع، يا من ظلمناكم واعتبرناكم يوما غائبين ومغيبين ومهاجرين بالروح عن الوطن،  أعتذر لكم جميعا وأحييكم وأقبل الأرض من تحت أقدامكم.
مليون سبب يجعلني اقبل الأرض التي يعتصم عليها شباب البصرة، ومليون سبب يجعلني ادعو العراقيين جميعا لان يخرجوا إلى ساحات الوطن من اجل مستقبل آمن وحياة كريمة، فهذه فرصتكم للتغيير والانعتاق من نار الفساد والهوان والمحسوبية والانتهازية وأصحاب الشهادات المزورة وسارقي أموال الشعب، أن الحرية فتحت أبوابها للجميع لكي يتنافسوا في حب العراق والحلم من أجله، سيخرج عليكم من يحذر ومن ينذر ومن يدس السم في الكلام المعسول فاحذروهم، فهؤلاء اتخموا بفعل الفساد المستشري وهم اليوم يمسكون صولجان السلطة يطلقون التصريحات، غير مدركين أنهم يلعبون بالنار.
الذين يطالبون شباب العراق بعدم التظاهر يدركون حجم الضرر الذي يلحقونه بمستقبل العراق. الفساد عميق جدا، وجذوره ضاربة في قطاعات واسعة من مؤسسات الدولة، هناك مسؤولون في وزارات وضعوا في أماكن لا يستحقونها، وهم يجاملون كبار الفاسدين بتسهيلات مهولة على حساب حقوق الوطن والمواطن.
يا شباب العراق هل تريدون أن تعيشوا في بلدكم وكأنكم أسرى تنتظرون أن يعطف عليكم السيد المسؤول، وكأنكم عبيد تقفون في الطوابير بحثا عن أبسط حقوقكم، في حين تصل الحقوق إلى "الكبار" فهل خلقتم كي تعيشوا خدما لهم؟
لم يعد الصبر ممكنا مع أسلوب الحكومة المتعالي المتجاهل لأبسط احتياجات المواطنين، ولا مع ما يفعله بعض الساسة بالبرلمان وبالحياة السياسية من تخريب واستهتار بمشاعر الناس.
انتهى صبرنا وهذه هي الرسالة التي أرسلها شباب البصرة إلى الحكومة والبرلمان والقوى السياسية.
لا صبر على فساد أو استبداد أو قهر بعد اليوم، لن نقهر بعد اليوم، شعار يرفعه شباب بعمر الزهور في ساحة من ساحات العراق، لا حزب ولا حركة تقف وراء غضب شباب البصرة، فهم بإرادتهم ووعيهم وإصرارهم يكتبون صفحة جديدة في تاريخنا، صفحة تقول بوضوح أن سفن المالكي لن تجري مثلما يشتهي وإنما مثلما تريد وتصر رياح شباب ساحات العراق.
أيها الضوء القادم من البصرة لينير لنا العتمة، يا أبناء محمد خضير ومحمود عبد الوهاب وكاظم الحجاج وطالب عبد العزيز أقبلكم جميعا، فانتم اليوم سفينة العبور إلى شاطئ جديد أكثر رحابة وأكثر نظافة وأكثر إنسانية، شاطئ لا مكان فيه للصوص السياسة.

  كتب بتأريخ :  السبت 13-08-2011     عدد القراء :  1803       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced