جمعية "المتلونين"
بقلم : علــــي حســين
العودة الى صفحة المقالات

في العراق اليوم جمعية جديدة يمكن أن نطلق عليها اسم "جمعية المتلونين"،  وهؤلاء تنظيم جديد لا يعرف كثير من الناس ألاعيبهم ومواقفهم الفعلية. فهم  انتشروا بسرعة وفي مؤسسات الدولة، وكأنهم المتحدثون باسم التغيير. في  الأيام الأخيرة شاهدنا شخصيات تعتقد أن لها رصيدا شعبيا تذهب بأوامر إلى  الفضائيات لمحاولة إقناع الناس بان الحكومة مظلومة وان هناك جهات سياسية لا  تريد لهذا الشعب أن ينعم بالخدمات، وان ملفا خطيرا ومهما في حياة الناس
مثل الكهرباء يخضع حسب رأي حزب المتلونين إلى تجاذبات سياسية، هؤلاء المتحولون المتلونون اللاعبون على كل الحبال، إنما يمارسون الابتزاز والابتذال حين يقولون لا لمحاسبة الفاسدين، وهم يمارسون لعبة مكشوفة حين يصورون للناس أن الحكومة ضحية لنزاعات سياسية انتقامية ومزاج تصفوي وهذا قمة الشطارة وأفخر أنواع النصب والتدليس، بحيث يسهلون للمفسد أن يفلت من المحاسبة على جرائمه في حق العراقيين جميعا،
حملة المباخر وسدنة الانتهازية في بلاط الحكومة، يتمتعون بأهمية كبيرة ولهم وظائف متعددة وحظوة ونفوذ واسع، خاصة وهم يملكون ألسنة تقطر نفاقا وتطاولا فهم لا يتورعون لإثبات ولائهم وحرصهم على أولياء نعمتهم من استخدام كافة أسلحة النفاق الشامل.
جمعية المتلونين تضم عدداً من السياسيين ممن إذا أصابت الناس مصيبة لاذوا بالصمت الذي هو في عرفهم أبغض الحلال. ومن المفارقات العجيبة في العراق -بلد العجائب- إننا لا نجد مسؤولاً واحداً يعترف للناس ويقول "تعالوا حاسبوني" بعد أن أصبحت الخطة الأمنية حبراً على ورق، وراحت مفخخات الموت تطارد الناس في أماكن عملهم، توقعت أن يحدث ذلك من القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع وكالة، أن يظهر من على شاشة التلفزيون ليعتذر عن التقصير في حق من فقد عزيزاً عليه، ان قضايانا الأمنية لا تقل أهمية عن القضايا السياسية، والأمن الذي يوفره تضافر جميع القوى السياسية هو الأساس الذي نبني عليه الديمقراطية السياسية التي تحقق الحرية في التعبير وفي تداول السلطة عن طريق انتخابات يشارك فيها الجميع، وفي مقدمتهم الناس البسطاء، فلا حرية لخائف يبحث عن الأمان قبل أن يبحث عن اسمه في سجل الناخبين، ولا حرية لجائع يبحث عن فرصة للعمل قبل أن يبحث في مصير البلد السياسي، ومن المفارقات أننا لا نجد مسؤولاً في الحكومة يلتزم بقضايا المجتمع ويدافع عن قضايا الناس قدر التزامه بالدفاع عن مصالحه الشخصية ومستقبله السياسي، يتحدثون في السياسة ويؤسسون لتكتلات جديدة ولا نسمع منهم صوتاً واحداً يدافع عن المقهورين ويستمع لشكواهم، ومات الآلاف في تفجيرات إرهابية من دون أن يظهر للعلن تحقيق جدي يكشف الجناة..واستشهد العشرات من العمال البسطاء وهم يبحثون عن فرصة للعمل بعد أن طاردهم شبح البطالة، ونحن نسمع كل يوم تصريحات حكومية عن مئات الآلاف من فرص العمل التي لا تجد لها صدى في الواقع، وطالت نسبة الفقر طبقات كثيرة من المجتمع فتحول البعض إلى طبقة معدمة لا تجد ما يسد حاجتها من ضرورات الحياة، وجمعية المتلونين منشغلة باحتكار المناصب وتقسيم المنافع بين الأحباب والأصدقاء، تحاصرنا ازمة عقود الكهرباء فيخرج احد المتلونين "عزت الشابندر" ليقول: إن الوزير قدم استقالته قبل أكثر من شهرين والآن يعيدها نتيجة الضغط واللغط التي الذي يتعرض له الوزير، ويرى الشابندر أن التقصير في العقود يعتبر تقصيرا إدارياً صرفاً وقد حصل في كل عقود الدولة وكل وزارات الدولة العراقية".
لا احد يريد أن يتحمل المسؤولية وعلى المواطن أن يدفع ثمن تهوره وتجوله في شوارع تترصدها المفخخات، لا أمل في الإصلاح ما لم يخرج المتلونون عن انتهازيتهم ويؤمنون بأن حياة الناس لا تقدر بثمن، وان ابسط موقف يمكن أن يتخذه المسؤول وهو يرى انهار الدماء تجري أن يترك المسؤولية لمن هو أكفأ منه..
متلونون تحولوا وركبوا الموجة يتصورون أنهم أنقذوا البلد من الضياع وأن البلد ستغرق لو تركوها، أساليب عانينا منها لسنوات وسنوات، يحاولون اليوم أن يشعرونا بأننا نعيش موسم حرق الأوراق لإعدام الملفات القديمة، وتزوير التاريخ لتنفيذ أجندات سياسية ولتحقيق مكاسب شخصية على حساب استقرار البلد وحق أبنائه جميعا في العيش في ظل نظام سياسي يكفل لهم حياة كريمة، ولكن هل يعلم السادة المتلونين أنهم أصغر وأضعف من أن يحرقوا ضمائر الناس؟ وأنهم اصغر واضعف من تقديم خطاب سياسي يدافع عن مصالح العراقيين.
ايها العراقيون.. سوف تسمعون وتشاهدون الكثير من الالاعيب.. هناك اكثر من دجال بينكم.. فخذوا حذركم.
المدى

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 16-08-2011     عدد القراء :  2023       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced