أبو گاطع ذلك الصوت......تلك الرؤى
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

تتبعثر ذاكرتك في دفء المحطات، وفي محاولتك للبحث عن الأقرب للروح، رغم تمسكك بها جميعا، إلا أن محطة (أبو كَاطع) تراها تلتصق بروحك مثل التصاق الجنين بمشيمته، تتغذى منها في كل الأوقات، تجدها أحيانا منقذة لك حين تشح ذاكرتك بما اختزنت، تعود بها إلى طفولتك، وفي مجالس الناس البسطاء حين يتنادون من اجل قول الصدق ( احچيهه بصراحة يبوگاطع) لا لشيء، بل لأن صراحته دفء شمس شتائية، تتلذذ به وأنت متكئ على حائط من آجر لم يتم فخره بشكل جيد، وإذ تتعاقب الحكومات ويتعاقب الحكام ترى الذاكرة الشعبية تردد ( الحصَين هو نفسه أحصَينه بس أجلاله أتبدل)، كثيرا ما تم تداول هذه العبارة، والتي قالها ذلك الصوت، ترى هل ترددها الذاكرة الشعبية الآن؟؟
تتبعثر ذاكرتك في دفء المحطات، تتعلم بدايات (الحنجلة) في السياسة، تصغي إلى الرفيق المولع بالسرد الشعبي،  وهو يروي حكايات الفلاحين، تتشبع ذاكراتك بدفء هذه المحطة، فتلوذ بها حين يجف منبع الكلام، هي تقودك إلى ما تريد قوله، وحكايات الفلاحين تتخذ من الحيوانات رمزا، مثلما هي حكايات التعب مع الأرض كي تعطي ثمرا حلوا، تختصر بتلك الحكايات التجارب الإنسانية، وهي  تتجدد على مر الأزمان والعصور، لأنها ذاكرة شعب، مثلما هي التعبير الصادق لمعنى الكوميديا السوداء، وأنت الغارق في العطش لهذه الكوميديا، تجد نفسك مذهولا أمام أول عمود (بصراحة أبو گاطع) في جريدة( الفكر الجديد)، تسحرك الكلمات رغم معرفتك بمضمون الحكاية، مثلما تبحر بك صياغة رؤى الحكاية إلى المديات العميقة، وعليك أن تغوص طويلا كي تصطاد جوهرة الحكاية، فما ألذ ذلك الغوص وما أمتع تلك الرؤى؟
تتعثر ذاكرتك في دفء المحطات، فتصبح تلك الرؤى منشورا سياسيا يغيض السلطة، وهو يتواصل في عمود يومي على الصفحة الثامنة من جريدة( طريق الشعب)، واصبح خلف الدواح النديم الذي لا يمل في محتوى تلك الرؤى، وتحول الوهم عندنا إلى حقيقة من خلال شخصية خلف الدواح، ينطق بما نريد دون أن يسألنا، ويصيب الهدف بتسديد محكم وبكلمات معدودة، وهنا تتجلى عبقرية الروي الشعبي عند شمران الياسري، وبها يستحق عندما يقال عنه من أنه يمثل ضمير الشعب العراقي.
ترتوي ذاكرتك من دفء المحطات، وأنت تستعيد تلك الأيام، تضحك في سرك، يوم كان الجميع يبدأ قراءة الجريدة من الصفحة الثامنة، وحين تحول عموده إلى الصفحة الرابعة تحول القراء معه، لأنه بكل بساطة يمثل همومهم، وهل يريد الناس غير من يطرح همومهم؟؟ لهذا أغاظ السلطة فأصدروا قرارهم بإعدام الأدب الشعبي.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 19-08-2011     عدد القراء :  1902       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced