ترمي شباكك على حاجز الصمت، فلا تصطاد غير ضجيج الموتى، وجيوشا من الهموم تدق بحوافر خيولها على أبواب الروح، كي تفقد هذي الروح توازنها، وتضيع في دروب اليأس، أو ينساها زمن المنفى في أحدى زواياه الباردة، فتفقد بذلك انتماءها إلى شمس وأرض ونخيل، وأنت المتهالك حد الجنون في حب وطن أسمه العراق، تتنفس فيه كل صباح، طفولتك وصباك وزحف سنوات عمرك نحو نهاية ستينيتها، لكي لا تتعثر خطاك بانفعالات موج رداءة السياسة وتقلباتها، لاسيما وعراقك مبتلى بكل هذه الانفعالات، وأولها هي أمكانية بروز أنياب الدكتاتورية في فم السلطة الأدرد من جديد .
ترمي شباكك على حاجز الصخب، فلا تصطاد غير صمت الهواء، ورذاذا من التعب المتواصل بفعل تبخر الكهرباء وانقطاع تيار الماء،على خلفية الصبر مفتاح الفرج، وكأنك تحمل على كتفيك تلالا من الصبر، فأولى نصائح شبح الدكتاتور الأحادي ، أيا كان هي التحلي بالصبر، فالصبر جميل، مادام الصبر يفضي إلى مساحة واسعة من التحمل، والتحمل يفضي إلى صمت العادة، وذلك ما يحتاجه شبح الدكتاتور كي يعلن عن كينونته في أول برنامج لما يطلبه أبناء الشعب المغلوب على أمره لأغان تمجد أحادية الدكتاتور، وتشد من عزيمته في فرض دكتاتوريته على كل مساحة هذا الوطن
ترمي شباكك على حاجز من فراغ، فتعود شباكك فارغة إلا من أمل، به تستعيد توازنك الذي قد يختل، وبه تنمو براعم الفرح على أغصان شجرة أحزانك، تلك الشجرة التي نمت في زمن الدكتاتور المـُركب، ذلك الزمن الذي يحاول الآن أن يستعيد بعض ملامحه ، مرة نراها في مشروع قانون الأحزاب، وأخرى في حملة الاعتقالات الكيفية، وثالثة في عقود النهب المنظم، ورابعة..وخامسة و..و ..ووو، يا لهذا العراق المبتلى .
ترمي شباكك على حاجز من الأمل، فتصطاد ابتسامة طفلة عراقية، توحي لك أول ما توحي، بأن مصير أي دكتاتور أحادي أم مركب معروف، فتمتلئ جذلا رغم سماعك لشاعرك المفضل وهو يقول:
( الحكومات تخطئ ُ، والعراقيون يدفعون الثمن،
الحكومات تخطئ ُ والعراقيون يدفعون،
الحكومات تخطئ ُ والعراقيون
الحكومات تخطئ ُ .......
خلصوا العراقيين.ما بقه واحد)
كتب بتأريخ : الثلاثاء 23-08-2011
عدد القراء : 1826
عدد التعليقات : 0