المرأة .. حين تلوذ بالصمت!
بقلم : سليمة قاسم
العودة الى صفحة المقالات

اعتادت المرأة على الصمت حين تواجهها مشكلة ما، فالصمت أفضل خيار عندما يكون الكلام عنوانا لإدانتها، وخوفا من اتهامها بانها اصبحت تطالب بأكثر من حقها في أن تعيش على الهامش وأن تنفذ دون أن تناقش.
هذا الصمت كان رفيقها في بيت أبيها حين سلبها حقها في التعليم وحين تزوج إلى رجل لا تربطه بها غير رغبة ذويها. أما الدموع فهي سلاحها الذي ستشهره حينها رغما عنها وهي سلاح الخاسرين. وقد اخترن الكثيرات خيار الصمت مجبرات، أما من تعلن العصيان وتتخلى عن صمتها ذاك تكون قد كسرت تقاليد بالية، قد يقال عنها الكثير وقد تنتهي نهاية محزنة.
وعلى الرغم من الحرية النسبية التي حصلت عليها المرأة بعد سنوات التغيير والانفتاح النسبي على العالم الخارجي، إلا إن وضع المرأة ظل يراوح مكانه عدا حالات محدودة، رغم محاولات الكثير منهن اللواتي تحدين الصعاب وخرجن إلى ميادين العمل المنتجة ورفعن أصواتهن الرافضة لكل ما أورثته التقاليد البالية من قيود كبلت المرأة وجعلت منها أقل شأنا في المجتمع الذي تؤلف نصفه.
وقد رأينا المرأة لأول مرة تكسر احتكار الرجل لوظائف ومهن معينة سواء برغبتها أم أجبرتها ظروفها القاسية على ذلك، فقد عملت الكثيرات منهن في سلك الشرطة أو نادلات في المقاهي أو سائقة سيارة اجرة.
ورغم أهمية الدور الذي تلعبه المرأة ومنذ سنوات عدة، إذ تحملت ظروفا غير طبيعية نتيجة الحروب المتتالية والحصار الاقتصادي فكانت هي المسؤولة عن تربية عائلتها وإعالتها في الوقت نفسه إلا ان مشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية ما زالت قاصرة بشكل كبير والدليل على ذلك خلو التشكيلة الحكومية من النساء ما عدا وزارة المرأة، وانضواء البرلمانيات تحت لواء كتلهن وانحيازهن لقضايا تلك الكتل على حساب قضايا المرأة ومعاناتها.
المرأة اليوم مدعوة إلى بذل مزيد من التضحية والعمل دون كلل أو ملل لنيل حقوقها المشروعة، وأن تتخلى عن كونها تمثل غالبية صامتة في مجتمع لا يعترف بوجودها، وان تعبر عن آرائها بالتخلي عن دورها الصامت، فالحقوق لا تمنح ولكنها تنتزع انتزاعا.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 05-09-2011     عدد القراء :  1863       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced