أيام الأنفال.....أيام الحشر الإلهي
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

ذَبـُلَ النهار ُ عند انكسار الشمس، وبدأ المساء يلم أحشاءه، وكَاره الأشمُ يشرئب بعنقه وكأنه يريد أن يخبر السماء، من أنه يسحر كل الكواكب برموش عينيه، فيجعلها ترتمي على صخوره بكل تضرع المحبين، وقد ضجرت منه قبل سويعة طائرات  الهليكوبتر، عندما حلقت بالقرب من قمته، لعلها تجد أثرا لفصيلة من الشيوعيين، ضمتها صخوره بكل حنان الأم، وكأن تلك الصخور تحولت إلى كائنات تحس وتشعر وتدرك، فأعلنت تضامنها مع الذين يتمنون الحرية نجما،  لهذا أطبقت أجنحة شقوقها عليهم، أنت ورفيقان كنتم  في دائرة ذلك الحنان، الذي بجانبك كان واثقا من أن صواريخ العالم لم تفتت هذه الصخرة الهائلة، ضحك الأخر وهو يتذكر حبيبته التي دفن صورها ورسائلها في مكان بعيد، وهو يردد ( لقد دفنت قلبي هناك)، لا أدري من أين يأتي إله المزاح في لحظات الحرج، هل هي حالة استهانة بالذي يأتي؟؟ أم هي حالة قصوى من اليأس؟؟ يأس من شيء أسمه الحياة، لا تستجيب فيه الحواس لكل أخطار الكون، أم هو القرار الأول الذي اتخذته يوم حملت السلاح لتقاتل، وحسمت الأمر من أن الطلقة التي أخطأتك مرة وأخرى لابد أن تنقض حرارتها في يوم ما على إحساسك بالحياة، لهذا تجاهلت مجيأها، ليس إيمانا بالقدر بل هي هكذا حياة المقاتل، وأنت الذي دفنت رفاقا لك، كنت تردد مرارا من أنك لست أفضل ممن استشهدوا.
( لا الزمان ُ سريرٌ ولا الأرضُ نومٌ،
شجرُ الحبِّ عار ٍ،
والمكان الذي شاءه الحبُ دون غطاء ٍ) 
وأنت وليل تتلمس قدماك فيه الطريق، بعد أن أستقر الرأي على التحول إلى مكان أخر، ربما كثافة الأشجار جعلت عتمة الليل أشد سوادا، لهذا كان الاصطدام بجذوع الأشجار أمرا في غاية التقبل للرفيق الذي تتربع نظارته على ثلث وجهه، ربما لم تكن هناك مثابة محددة للتحول من المكان المشرف على مقر الفوج الأول، ولكن الانتقال حالة يفرضها الموقف العسكري، مادام عدوك حدد مكان تواجدك، يعني أنك أصبحت هدفا له، ومعرفة مكان التواجد يعني نصف النجاح في أية عملية عسكرية، لم نستهلك من الوقت أكثر من ساعة مشيا ليليا، حيث المكان الذي قررنا الاستقرار المؤقت فيه، فمنذ هذه اللحظة تحول المؤقت عندنا إلى دائم، أشعلنا نارا من أجل شي أرغفة الخبز، عاد إله المزاح يتوسطنا، ضحكنا من القلب حين منع رفيق رفيقا أخر له أراد التبول، خشية أن يراه أحد طياري السمتيات، مما أضطره للتبول في موضعهما، توزعنا في أماكن متفرقة تحت الأشجار، كانت حراستك هي الأولى، ارتقيت القمة المجاورة، لا شيء يمكن رؤيته، وعليك أن ترى بأذنك، فقد ألغت الظلمة مهمة العين، أنهيت ساعة حراستك وأنت تبحر في متاهات مصير رفيقة دربك، أسئلة تحرق فؤادك دون إجابة واضحة، وإذ يشتد بروحك الحنين إليها تتذكر رفاقك الشهداء، فهي ستكون واحدة منهم، انتهت ساعة حراستك في منتصف الليل، والرفيق الذي يستلمها بعدك كان جاهزا، ربما هو أيضا لم ينم بعد، وضعت حقيبتك الظهرية تحت رأسك، وتدثرت بحزنك على رفيقة دربك ونمت.
وكان الصباح
ولكن!!!ِ           

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 06-09-2011     عدد القراء :  1892       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced