لماذا يخافون ساحة التحرير ؟
بقلم : علــــي حســين
العودة الى صفحة المقالات

حتى لو كان عدد الذين سيخرجون يوم الجمعة القادمة ألف متظاهر ومتظاهرة فقط،  ففيهم كل الخير والأمل بمستقبل زاهر، ذلك أن الواحد منهم بألف مما تعدون،  فهؤلاء هم ضمير العراق النقي وروحه المغسولة بالشجاعة والبراءة، الذين  خرجوا في الأشهر الماضية والذين سيخرجون في الأيام المقبلة، والذين يهيئون  لتظاهرة يوم الجمعة، إنما يعبرون عن آمال وطموحات الناس، يؤمنون بأحقية  وطنهم في حياة أفضل،

سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وكعادتهم سيضربون المثل في نبل المقصد وروعة الهدف ونقاء الوعي بما نحتاجه من إصلاح سياسي، وستجيء شعاراتهم هادفة ومشروعة ووطنية بامتياز، لتسقط كل الادعاءات والأكاذيب التي تروج على أن المتظاهرين ما هم إلا مجموعة من المشاغبين ينفذون أجندات خارجية.
إن نداء الإصلاح والحرية يفتح أبوابه للجميع لكي يتنافسوا في حب العراق والحلم من أجله، سيخرج عليكم اللواء قاسم عطا كعادته وسيقول كلاما مكررا من عينة إن "التظاهر حق مكفول ضمن الدستور العراقي"، داعيا أي "جهة ترغب بتنظيم التظاهرة إلى أن تتقدم بطلب إلى الجهات المختصة للحصول على الموافقة من اجل تأمين الحماية." طبعا الحماية التي يقصدها الناطق تتلخص في مئات من قوات الشغب الذين مدججين بالعصي وخراطيم المياه لكي يؤدبوا المتظاهرين، وحتما لن يفوت عطا أن يخرج علينا في منتصف الليل ليقول إن يوم غد سيمنع فيه سير المركبات، وسيخرج البعض من المقربين ليحذروا ويتوعدوا فلا تخشوهم، فهؤلاء اتخموا بفعل الفساد المستشري وهم اليوم يمسكون صولجان السلطة، يطلقون التصريحات، غير مدركين أنهم يلعبون بالنار، لقد نسي السيد عطا وشلة المقربين من أن الذين خرجوا والذين سيخرجون إلى ساحات الوطن إنما هم مواطنون يؤمنون بأحقيتهم في حياة أفضل.
الذين يطالبون الناس بعدم التظاهر يدركون حجم الضرر الذي يلحقونه بمستقبل العراق. فالكل يعلم أن الفساد عميق جدا، وجذوره ضاربة في قطاعات واسعة من مؤسسات الدولة، ولعل التقرير الذي أصدرته أمس منظمة الشفافية العالمية حيث احتل العراق فيه المراكز الأولى في الدول الأكثر فسادا إنما يدعونا جميعا ألا نبقى في البيوت، وان نسعى جميعا لفضح حجم الفساد الذي استشرى في كل مكان.
لقد مضت السنين من دون أن يلمس العراقيون تقدما أو تغييرا يساوي الثمن الذي دفعوه من اجل التغيير، بل إن المشهد الراهن يحمل الكثير من ملامح مرحلة القائد الضرورة، إن بهلوانات النظام السابق لا يزالون يتمتعون بكل الامتيازات، بل إن التركيبة السياسية للبلاد تضم أسماء لا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى روح التغيير والديمقراطية التي ينشدها جميع العراقيين، ويكفي لمسؤولين ونواب ومقربين من الحكومة لنكتشف أننا في أي عصر نعيش، إن كل مطالب التغيير التي قامت بعد 2003 جرى الالتفاف عليها أو تعطيلها، وكأن هناك من يخطط بمنتهى العبقرية لتأجيج الغضب في النفوس، والإمعان في إحباط الجماهير حتى تنفجر مرة أخرى، والأخطر من كل ذلك أن مجموعة من الانتهازيين السياسيين تبوأوا مقاعدهم، ويمارسون أدوارهم بشكل أكثر وقاحة بلغت بالبعض منهم أن يوصم شباب التظاهرات بأنهم لصوص وفوضويون وإرهابيون.
إن قوة مهما بلغت شدتها لن تمنع هؤلاء الشباب من أن يسألوا أين ذهبت الفقراء، من يقف وراء الخلل الأمني الذي يحدث كل يوم؟ إن شباب العراق اليوم لا يثقون في الأحزاب التي فسدت وانغلقت على نفسها، لم يعد الصبر ممكنا مع أسلوب الحكومة المتعالي المتجاهل لأبسط احتياجات المواطنين، ولا مع ما يفعله بعض الساسة بالبرلمان وبالحياة السياسية من تخريب واستهتار.
انتهى صبرنا وهذه هي الرسالة التي أرسلها شباب العراق إلى الحكومة والبرلمان والقوى السياسية.
لا صبر على فساد أو استبداد أو قهر بعد اليوم، لن نقهر بعد اليوم، شعار يرفعه العراقيون بكل طوائفهم، "الشعب يريد الإصلاح ومحاسبة الفاسدين"، عبارة ستدخل تاريخ العراقيين من أوسع الأبواب، لا حزب ولا حركة تقف وراء غضب العراقيين، الشعب وحده اليوم يعبر عن إرادته، شباب العراق سيكتبون بإصرارهم ووعيهم ومثابرتهم صفحة جديدة في تاريخنا، صفحة تقول بوضوح أن سفن الساسة لن تجري مثلما يشتهون، وإنما مثلما تريد وتصر رياح شعب ساحات العراق.
إن كثيراً من السياسيين والمسؤولين من الذين تبوأوا المقاعد الوثيرة في الصفوف الأولى متوثبون للانقضاض على غضب الشباب وتظاهراتهم السلمية، فهؤلاء ضد أية دعوة شعبية نبيلة للتظاهر من أجل استكمال ثورة الشعب العراقي التي تتقاذفها أيدي وإقدام الساسة في  لعبة المناصب والفساد إن تضحيات العراقيين من اجل الخلاص من الدكتاتورية هي ملك للشعب اجمعه، فلا يحق لأحد أن يتاجر بها أو يساوم عليها. وعار على الذين يزعمون أنهم مع الإصلاح والتغيير أن يصمتوا أو ينشغلوا بجمع الغنائم، بينما الشباب يستعدون لجمعتهم المباركة.
المدى

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 06-09-2011     عدد القراء :  1808       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced