حين تنتحر حدود الوطن
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

أحلولكت ظلمة النهارات في أكثر زوايا الوطن إضاءة، حين انتحرت حدود الوطن، احتجاجا على اعتداءات بلدان الجوار، وتناهى إلى سمع أطفال العراقيين( الرُضع منهم بشكل خاص ) صراخ ذرات التراب هناك، حين داستها مجنزرات دول الجوار وبساطيل جنودهم، ولكن الغريب في الأمر، أن حكام العراق لم يتناهى إلى سمعهم ذلك الصراخ، وكأنما بهم وقرٌ، وربما كان يدور  في خلدهم احترام حقوق الجيرة، خاصة عندما تقلب هذه الحقوق على رأسها، فتكون حقوق الاعتداء واغتصاب الأرض، ورمي القنابل على المدنين، وتشريدهم من قراهم، هي من الحقوق العادلة لمعنى الجيرة، مادام جارك، ثم جارك، ثم (قاتلك)، هو ما يتمثل في أخلاق وسلوك وتفكير الجار، عربا كانوا أم  أعاجم.
أحلولكت ظلمة النهارات، عندما استحال الدم العراقي إلى ماء، فما يهدر منه في قرى حدود الوطن الشمالية، لا يتناسب مقداره مع ما يـُهدر في بغداد والكوت والبصرة والرمادي، لهذا لا يمكن أن نزعج جيراننا بهذا الهدر القليل من دماء أبناء القرى الحدودية، للجار حق على رقابنا، وهل هناك أكرم  من حكام العراق؟!، لاسيما والقاتل ليس بغريب عنا، هو جارنا، وجارك ثم جارك، ثم (سافك دمك)، هو من شيم الجيرة!! فلماذا نطالبهم بالكف عن فعل نرتضيه لهم مثلما نرتضيه لأنفسنا؟؟، والذين يـُقتلون سيكونون شهداء، وحكام العراق بحاجة إلى الكثير من الشهداء، لكي يثبتوا للعالم أجمع عمق وطنيتهم، مادامت وطنية الحكام تقاس بمستوى الدم المُراق.!!
أحلولكت ظلمة النهارات حين بدأ موسم تشريد العراقيين من بيوتهم، ومناطق سكناهم، يبحثون عن ملجأ يختبئون به من دمار قنابل طائرات الجار،فلم يجدوا غير العراء، والعراقي المشرد سيكون بمنزلة الشهيد، لهذا فأن حكام العراق بحاجة إلى المشردين من العراقيين، كي ينظر العالم إلى مستوى تضحيات أبناء شعبهم، ويتعاطف مع سياستهم الحكيمة في احترام حقوق الجيرة، فجارك ثم جارك ثم( مُشردك) هو ما يحتاج إليه حكام العراق، وتشريد العراقي من داره أهون عليهم من قول كلمة تزعج الجار، فحقوق الجار مصانة بالنسبة لحكام العراق، حتى لو تم تشريد كل سكان القرى الحدودية.
أحلولكت ظلمة النهارات في أكثر زوايا الوطن شمسا، وانتحرت حدود الوطن، عندما غض الحكام أبصارهم، عن تدنيس تراب الوطن بأقدام الذي يسمى(جارا).فيا لصراخ التراب، ويا لبكاء الوطن .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 06-09-2011     عدد القراء :  1890       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced