ثقتها بنفسها أوصلتها لما كانت تحلم به
بقلم : أحمد الدراجي
العودة الى صفحة المقالات

رغم أنها لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها  إلا أنها أثبتت  لنفسها وللجميع ممن اعترضوا  طريقها بعد وفاة زوجها الذي ترك لها  أربعة أطفال وكم من الديون التي رافقتها في مسيرة حياتها ..أنها قادرة على مواجهة صعوبات الحياة بحنكة المرأة الصابرة القوية  وفاء محمد عبد الله تروي إنها لم تخضع لضغوط العائلة والأهل بعد أن وافت المنية زوجها وهي لم تكمل عقدها الثالث  إذ تقول : الحرب بعد 1990 أخذت زوجي والكثير من شباب العراق نتيجة نزوة لحاكم مستبد.  وتمضي في تذكر تلك السنيين التي أخذت من نضارة  شبابها الشيء الكثير ،قائلة :حاول أخواني وأولاد عمومتي تزويجي من أحدهم خوفاً حسب اعتقادهم من ألسنة الناس ...كعرف اجتماعي بأن الأرملة وهي في أوج شبابها لا يصح لها أن تسكن في بيت لوحدها مع أطفالها. وكوني كنت واثقة من نفسي رفضت هذا الأمر بشدة  كجزء من الوفاء لزوجي الراحل وأبنائي حيث أخذت ميثاق على نفسي  بأن أجعلهم قدوة لغيرهم من ناحية التعليم والتربية . ،  لذلك خلقت عالمي بنفسي دون الاستعانة بمن حاولوا كسر عزيمتي. لذلك لم أتنازل عن حقي في الحياة، وحق أبنائي، والحفاظ على كيان أسرتي ، التي وجدت نفسها عرضة للجوع والعوز والفقر.
وتضيف وفاء  كرست كل وقتي للعمل في منزلي بعد شرائي لماكنة  خياطة  وتطريز، كنت قد استلفت مبلغ شراءها من صديقة لي  التي ساعدتني كثيرا في تعلم خياطة الملابس ،وترويجها ،كما ساعدتني أيضا في جلب زبائن لي.
وفاء تروي بداية عملها وكأنها تريد أن تقول لمن حاربها في البداية، انظروا لما وصلت إليه من منزل أملكة وأبنائي الأربعة الكبير هيثم دكتور يعمل الآن في أحدى مستشفيات بغداد  والأصغر وليد مهندس ويعمل في شركة مقاولات  ولبنى مرحلة أخيرة كلية صيدلة واصغر أبنائي مرحلة ثانية كلية الهندسة أيضا. وتذهب في قولها المرأة المؤمنة بقدراتها تستطيع فعل أي شيء إذا كانت ثقتها بنفسها عالية
وتستطرد وفاء: بعد أن اشتريت ماكنة خياطة لم أكن اعرف فن التفصيل والخياطة لذلك كنت أستعين بصديقتي التي ساعدتني كثيرا في تعلم فن التفصيل والخياطة قضيت وقتا طويلا في خياطة ملابس الجيران،والأقارب استغرق الأمر وقتاً طويلا حتى أتقنت الخياطة وتفصيل الملابس حسب طلبات النساء  ، وتؤكد بأن تلك الأجور كانت لا تغطي نفقات خمسة أفراد..مما جعلني اتبع سياسة التقشف ،كنا نشد على جوع بطوننا منذ الصباح حتى يحين العشاء بأشياء قليلة من الخضار والخبز ،حيث في ليالي عدة نقتسم الرغيف بين الاثنين وكنا على قناعة تامة بأن الغد أجمل.
وفاء التي لم يثنها ضغط أخوانها وأخوان زوجها من الارتباط بأحدهم، كنت أرى الإصرار في عينيها يشع بالتحدي على مواجهة ما ينتظرها في الغد أم جاسم صديقة وفاء المقربة جداً تروي قصة من القصص التي واجهتها عائلة أم هيثم حيث كانت وفاء تحرم نفسها حتى من قدح الشاي وتقدمه لأبنائها ليهتموا بدراستهم والاجتهاد فيها حتى تراهم يحملون شهادات كبيرة هكذا كانت تمني نفسها، كما إنها آثرت على نفسها بأن  لا تجعل أطفالها يعملون في أعمال تراها لا تناسب مع ما تطمح إليه.لذا اجتهدت كثيرا في عملها وأفنت سنيين عمرها  حتى أوصلت أولادها لما هم عليه لذا كنت اسميها بالمرأة الحديدية التي تقضي أغلب ساعات الليل والنهار في العمل.
وتستطرد وفاء قائلة حدثت انعطافة في عملي كخياطة إذ طلب مني أحد أصحاب محلات الأزياء النسائية الكبيرة في المنطقة بعد أن شاهد ما كنت أنتجه من ملابس، أن أزوده بما أنتجه من ملابس، وهو يقوم بتزويدي بالقماش .كانت هذه الانعطافة التي فتحت لي أبواب الخير  بعد السنيين العجاف التي قضيتها أنا وأبنائي ،في شظف العيش والعوز ،استطعت بعدها أن افتح محل كبير لخياطة الملابس، حيث ساعدني  كثيرا في تحسين وضعي المعاشي، وإيصال أبنائي لما هم عليه إذ تقول وفرت لهم كل ما يحتاجوه  من ملبس  وشراء منزل كبير تتوفر فيه كافة المستلزمات الحياتية لحياة عصرية ، بعد أن آمنت بقدرتي وصبرت واجتهدت، تلك قصة من القصص التي استطاعت المرأة العراقية أن تخلق جيل صالح وقادة مستقبل

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 07-09-2011     عدد القراء :  1889       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced