أواه.. يا للخسارة الكبرى فقد كان الموت قوة قديرة أوقفت مجرى الحياة النبيلة لصديق عزيز علينا ذي عزم فني قوي وفعل فني سريع.. فنان ساحر، هادئ التفكير، حاد البصر والبصيرة هو الصديق محمد غني حكمت، الذي ظل حتى آخر لحظة من حياته يموج في حب العراق، مثل السحاب ممتدا فوق روائعه في شوارع بغداد، فوق كهرمانة وشهريار وشهرزاد، فوق جدارية مدينة الطب، فوق تمثال المتنبي، فوق نصب الحرية، فوق معبده في المنصور وغير ذلك من النحوت واللوحات الحاملة لبهجة الحياة والعطاء الفني المرح الفرح الذي كان امتدادا للفن البابلي وباحثا مشغولا بأحاديث شائقة من ألف ليلة وليلة مصقولة بأنامله البارعة بألف تمثال وتمثال.
أيتها الأخت العزيزة أم هاجر
أيتها الأخت العزيزة أم ياسر
في عيوننا خيوط رفيعة من دموع الحزن الشديد وفي قلوبنا ألم قارع برحيل عزيز على قلوبنا جميعا، مثلما على قلوب الفنانين والمثقفين العراقيين جميعا.
إياكِ أيتها الأخت العزيزة أن يفوتك المحافظة على كل ينبوع من ينابيع الراحل محمد غني حكمت بأن تضعي كل موروث يديه الواهبتين على يمين أمانتك وعلى يسارها فكل ما ترك من مخطوطات ومنحوتات مرهونة بما تأويه يدي رفيقة دربه الطويل من بعده.
في الختام أقول سيظل محمد غني حكمت خالدا في زرقة سماء بغداد الخالدة .
وتقبلي تعازينا من بلاد الغربة البعيدة.
جاسم محمد المطير
ملك مرتضى حسين
تمامة جاسم المطير
كتب بتأريخ : الثلاثاء 13-09-2011
عدد القراء : 2117
عدد التعليقات : 0