الحكومة ..والجيران
بقلم : سليمة قاسم
العودة الى صفحة المقالات

قيل قديما "الجار قبل الدار" وحين يروم المرء شراء بيت كان  يسأل عن الجار قبل سؤاله عن الدار وعن طبيعته وسلوك عائلته، لكون الجار على تماس مباشر مع جاره يشاركه افراحه واحزانه،فيبادر الى شراء الدار حين ينقل له الاخرين صورة طيبة عن جاره، ويمتنع عنها اذا كان جاره لايحمل تلك الصفات التي يبحث عنها.
اما جيران العراق وما يفعلونه به. الشقيقة منها وغير الشقيقة فحدث ولا حرج، من التدخل في شوؤنه الداخلية وتصدير الارهاب والعبث بمقدراته الى بناء ميناء مبارك الكويتي الذي  ما زال العمل جارياً فيه على قدم وساق وان تم بناؤه فهو يعني خنق العراق اقتصاديا ودق آخر مسمار في نعش الموانئ العراقية كما تقول بعض التقارير.
ولم تكتف ايران بما فعلته حين اطلقت مياه البزل نحو الاراضي العراقية والتي تسببت في موت مساحات واسعة من الاراضي الزراعية بل قطعت نهر الوند وحولت مجرى  عشرات الانهر الصغيرة التي تنبع من اراضيها و تصب في العراق. وليكمل مسلسل التجاوز بقصفها الحدود العراقية منذ اشهر وتسببها بنزوح العشرات من القرى الحدودية.
في حين تسببت تركيا بازدياد معدلات الجفاف والتصحر وهلاك الاراضي الزراعية بعد ان قللت من اطلاقات نهري دجلة والفرات التي تدخل البلد، رغم كل الوعود التي اطلقتها بزيادة كميات المياه الداخلة للاراضي العراقية والتزامها بالاتفاقيات المبرمة لتنظيم كمية المياه بين البلدين. و تشير الكثير من الاحصائيات  الى احتمال جفاف النهرين بالكامل اذا واصلت الجارتان ما تقومان به حالياً.
قد يكون النظام المباد اساء لتلك الدول حين تدخل في شوؤنها وحارب ايران واحتل الكويت وهو امر لايتحمل تبعاته الشعب الذي نفذ الكثير من قرارات الطاغية مجبرا.
الغريب في الموضوع هو موقف الحكومة العراقية مما تفعله دول الجوارحيث تراوحت ردود افعال الكثير من اعضائها بين مؤيد ومعارض بحكم العلاقات والمصالح  التي تربطهم مع تلك الدول. وعدم قدرتها على اتخاذ موقف واضح ومحدد مما يحدث، ولم تستخدم  وسائل ضغط تمتلكها على تلك الدول، خاصة العلاقات الاقتصادية مع ايران وتصدير النفط عبر الاراضي التركية.
تصرفات تلك الدول تعطي اشارة واضحة وصريحة وتؤشر ضعف الحكومة المركزية وهشاشة وضعها وعدم قدرتها على التعاطي مع هكذا ازمات.
واقترح البعض حلولا عدة لجار السوء منها "وجار السوء بادية الرحيل" ترى اين يرحل العراقي عن جاره التي لم يحصل منها سوى الموت والدمار، وتبقى العلة اصلاً في هشاشة الموقف الحكومي الرسمي.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 14-09-2011     عدد القراء :  1730       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced