نكتة المستشار العنبكي!!
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

منذ زمن لم أسمع نكتة جديدة، اللهم إلا بعض القفشات التي أصبحت ثقيلة الظل  من كثرة تكرارها ، ولأننا شعب لا يحب النكتة  ونصنف باعتبارنا آباء شرعيين  للحزن والعويل، لهذا أصبحت أحلى نكاتنا هي التي تدفعنا الى البكاء  على  حالنا المضحك، أو الضحك على واقعنا المبكي ، وعلى الرغم من أننا عشنا  السنوات الأخيرة  في أزمات اقتصادية واجتماعية مؤلمة، ودعونا من الأزمات  السياسية، فقد تعودنا عليها وأدمناها منذ زمن بعيد،



ورغم تصاعد الغضب على الفساد  في الشهور الأخيرة، وصراخ الناس  وتظاهراتهم  لم نسمع نكتة جديدة تخفف قليلا من هول المواقف المتناقضة والمشاهد المتقطعة التي تحاصرنا من كل مكان.
حتى جاء الأمس فقط، ووصلتني نكتة جديدة،  لكنها مؤلمة وجارحة، وهي تختصر الواقع الذي نعيشه  في كلمات، وتؤكد  إننا لا نزال بخير وقادرين على السخرية من أنفسنا، فلا شيء يهدد الأمن القومي ويفقد هذا الشعب واحدة من أهم خصوصياته، مثل عدم مقدرته أو توقفه عن السخرية . تقول النكتة: إن السيد مستشار رئيس الوزراء لشؤون الاقتصاد عبد الحسين العنبكي  قال  " إن السياسة النقدية للبنك المركزي العراقي في معالجة الأوضاع الاقتصادية "خاطئة".
ثم عاد وأكمل نكتته،معتبرا الاستقلالية التي يسعى البنك المركزي لترسيخها مضرة بالاقتصاد العراقي.
ولأننا لا نعرف من هو السيناريست الذي يتحكم في  السياسة  العراقية ويصوغ لها  المواقف المتناقضة والمشاهد المتقاطعة ، فإننا ندرك جيدا  أن هناك سيناريوا لو وضعت تفاصيله متجاورة نستطيع ان نجيب على سؤال يحير العراقيين وهو : الى أين نسير ،  والاما معنى ان  يتزامن، الهجوم الصاروخي الذي قاده ائتلاف دولة القانون من اجل سحب الثقة من مفوضية الانتخابات  ، مع إصرار  السيد المالكي إقالة رئيس هيئة النزاهة على التقاعد ، فكل ما سبق يثبت لنا بالدليل القاطع اننا نرتد مباشرة الى عصر الحزب الواحد، الذي يشرف على السياسة الإعلامية والاقتصادية والأمنية. 
في تقديري  المتواضع أن عالماً خبيراً ومهموماً بالعراق واقتصاده  مثل الدكتور سنان الشبيبي رئيس البنك المركزي العراقي ، يستحق من الحكومة ومنا كعراقيين أن نفخر  بهكذا رجال  يستجمعون كل خبراتهم العلمية في سبيل خدمة ورقي العراق بعيدا عن الجدل السياسي وبعيدا عن صراع أمراء الطوائف. 
فالشبيبي الذي أخذ موقعه الوظيفي باستحقاق إنما سعى وبمهارة وكفاءة الى تشغيل آليات بناء مؤسسات الدولة على أسس علمية، السياسية  والإدارية  التي هدمت كثيرا من  المؤسسات والصروح العلمية في العراق.
لا أتصور أن عاقلا واحدا يمكن أن يصدق ان السيد العنبكي حريصا على اقتصاد البلد اكثر من الشبيبي ، وان السيد المستشار يملك عقلا اقتصاديا أرجح  وأرقى وأفضل  من عقل رئيس البنك المركزي . 
من يقرأ تصريحات العنبكي  سيضرب كفا بكف  على هذه القدرة العجيبة على خداع الذات قبل الآخرين، على نحو يتطلب من علماء النفس في العالم كله التداعي لإخضاع هذه العقول العظيمة التي تطلق نكاتها يمينا وشمالا  للبحث والتشريح العلمي.
وأتصور ــ لو قررنا إلغاء العقل والمنطق ــ  فان دول العالم  ستتسابق الآن للبحث  عن السيد العنبكي حتى يتسنى لها اللحاق بخبرات العراق الاقتصادية التي شهدت تطورا ملحوظا على يد مستشار المالكي.
ولو تركنا الخيال يعمل قليلا  لتصورنا هجمة شرسة من صندوق النقد الدولي والفيدرالي الأمريكي والخبراء في منطقة اليورو  لبدء مفاوضات مكثفة مع الحكومة  لإقناعها بتبادل المستشارين ، بحيث يصبح العنبكي مستشارا لهم    ، بعد أن  تدفع لنا أوروبا وأمريكا الفرق وبالعملة الصعبة.

المدى

  كتب بتأريخ :  الإثنين 19-09-2011     عدد القراء :  2000       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced