تظاهرات سوزان السعد!! بقلم : علي حسين العودة الى صفحة المقالات لو أخذنا ما يصرح به بعض الساسة والمسؤولين  على محمل الجد، ولو جرى تقييمه بعيدا عن اعتباره نوعا من الكوميديا المباشرة إلى درجة الإسفاف، فإن شيئا ما يحاك ضد هذا الشعب المغلوب على أمره، ومن غير المستبعد إذا جرت الأمور على هذا النحو الهزلي أن يقدم السادة المسؤولون على إجراء متهور ضدنا ، الغريب أن الذين يصلون الليل بالنهار بحثا وتحليلا لظاهرة الربيع العربي  وينتهون إلى أنها تمثل خطراً محدقا باستقرار البلاد، هم أنفسهم الذين حاولوا إظهار تظاهرات البحرين باعتبارها صحوة شعبية ضد أنظمة فاسدة. من الواضح أننا أمام طريقة مختلفة في التعامل مع انتفاضات الشعوب العربية  ، خصوصا أن بعضهم يصور ما يحدث في سوريا باعتبارها مؤامرة تقودها الصهيونية العالمية للهيمنة على المنطقة، وان أعداء الاستقرار في دمشق هم متطرفون يحملون أفكارا وطروحات سلفية ويسعون لتقويض نظام بشار المدني لإقامة دولة دينية. وقبل أن يحاول البعض تفسير  الموضوع باتجاهات أخرى فإنني مع الشعب البحريني في انتفاضته ضد الظـلم ، ومع الشعب الليبي الذي انتصر على أقذر الدكتاتوريات وأحقرها ومع الشعب اليمني الذي يعاني من تسلط  رئيس أحمق ومع الحرية لكل الشعوب بدءاً من السعودية وانتهاء بإيران . من المهم الانتباه إلى أن البعض  من ساستنا الكرام مصاب بنوع من " فوبيا التظاهرات "  تجعلهم كلما ذكر اسم ساحة التحرير يستغرق في نوبة من الهرش وحك الجلد بعنف حتى تسيل منه شتائم  وصرخات من العيار الثقيل ، قبل أشهر استمعنا الى خطب ومواعظ  أطلقها العديد من النواب تحذر من تظاهرات العراقيين  ، بل ان البعض منهم اتهم المتظاهرين باللصوصية  ، وكانت  النائبة السيدة سوزان السعد احد الذين أعلنوا عدم رضاهم عن التظاهرات، معتبرين ان توقيتها ليس في صالح العملية السياسية وقد استخدم السادة النواب ومنهم السيدة السعد كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة لإبادة هذه الاحتجاجات من خارطة مدن العراق. اليوم تخرج علينا السيدة السعد نفسها لتقفز  فوق معطيات الواقع فتتحدث  عن حملات تضامن لنصرة  أشقائنا في الكويت الذين  يعيشون تحت خط الفقر،  ويعانون من نقص الخدمات وان آلاف الأسر الكويتية  لا تحصل في اليوم على أكثر من دولارين، هؤلاء الفقراء يريدون ان يتظاهروا، لكن الحكومة الكويتية تقمعهم  ولهذا تطالب السيدة السعد بنصرتهم  لان تظاهرات الشعب الكويتي ستكون  بداية لمرحلة جديدة تقوم على أساس حرية التعبير على حد قولها، مطالبة إيانا شعبا وحكومة وبرلمانا إعلان تضامننا  مع المتظاهرين على غرار دعمنا تظاهرات مصر وتونس والبحرين وليبيا " لاحظوا معي ان السيدة النائبة مسحت السوريين من قائمة الشعوب التي ثارت على حكامها.  تصريحات السعد لا تختلف بالتأكيد عن تصريحات الكثير من  سادتنا النواب من الذين سيدخلون التاريخ باعتبارهم احد أهم مسببات الغم والهم التي ترافقنا كل يوم ، كنت أتمنى ومعي ملايين العراقيين ألا يشغلنا السادة النواب بتصريحاتهم الغريبة ، لا نريد منهم أن ينزووا في ركن قصي، أو يختفوا تماما من المشهد،ولكن فقط أن يحسنوا صنعا  ويصمتوا ، أما إذا أرادوا الكلام فليتهم يخبروننا عن مكان المليارات التي تم نهبها من أموال الشعب  وكيفية سرقة أراضي وعقارات  الدولة،إذا أرادوا التطهر فليقولوا لنا من الذي يساعد على تنفيذ أكبر عملية نهب منظمة في تاريخ العراق . ليتكلموا عن ذلك فقط، أو أن يلتزموا الصمت.   كتب بتأريخ :  الثلاثاء 20-09-2011     عدد القراء :  1768       عدد التعليقات : 0