ليس غير الدم عنوان للطائفية
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

(حقاً، كأنّ في مفاصلنا حربا أهليّة /
وكل شيء يقف وحده
كأنّه خرج من المعجم وضيّع حروفَه)
يستنبئ ُ الحزنَ وجهُ الوطن، فتضيع كلمات الفرح بين بكاء العصافير ونواح عباءات النسوة، حيث لا تخبئ الصبايا العراقيات ضوء القمر في علب حليهنَّ، وحيث لا يسهر الفتيان العراقيون من أجل مناجاة نجمة بعيدة، تشح بضوئها على جباههم، فيتعالى صوت العشاق منهم بغناء ليس أجمل منه حزنا إلا بكاء العصافير، وتذوب على محياهم ابتسامات فرح ذابل، مسح الدم العراقي المهدور منها بقايا بقاياها من ذاكرتهم، حتى لكأنّ دوامة الدم تسجل فخرا لها، في دفتر تشريفات الطائفية التي يعيش في جنتها القاحلة حكام وطننا، وتستحم في أحواضها غربان البؤس البشري القادمة من خارج الحدود، والمتناغم نعيقها مع نعيق غربان الطائفية في وطننا، لهذا فليس غير الدم عنوانا لها.
يستنبئُ الحزنَ سعفُ النخيل، فيروح اليمام يردد في آسى، أنين حزنه على ذاكرة النخيل، رغم أن ذاكرة نخيل العراق أعمق من ضآلة ذاكرة حكامنا الغارقة في بئر الطائفية، إلا أن بحر الدم العراقي المهدور بسيف الطائفية، أضفى على ذاكرة النخيل حزنا، جعل الجواب على سؤال اليمام اليومي (يا كوكتي وين أختي؟) يهرب إلى سماوات أخرى، كي لا يتلوث بسموم الطائفية التي ينفثها حكام وطننا، في كل زاوية من زوايا الوطن حتى تكون:
( المدن ُ بحارٌ ميتة
الشوارع أيتام وأرامل،
والحياة ُ – وجه ٌ تتقمصه الكارثة، وصدرٌ يرجه الذّعر)
يستنبئُ الحزنَ ترابُ العراق، فتوشك ذرات التراب أن تبدل أسمها، مثلما تبدل لونها إلى لون أحمر، وأضحت ترى وجهها في مرآة الطائفية قطرات دم، تملأ الشوارع والمساجد والكنائس وسيارات النقل، مثلما تمتلئ بها خلايا رؤوس حكامنا، وهم يدورون في فلك الطائفية، حتى لا يفلت منهم زمام الحكم، لأن موت الطائفية لا يعني غير موتهم، تراهم يتفجرون صخبا في أدانتها، وهم يلوذون في أفيئاها فرحين، يلعنونها كل صباح ومساء، وهم يتعبدون في محرابها، يقسمون بكل ما يؤمنون من أجل قطع جذورها، وهم يسقونها بسماد الدم العراقي كل لحظة، لأنهم واثقون من أن اوراقها لا تينع إلا بهذا الدم، فما أرخص الدم العراقي يا حكامنا من أجل شجرة طائفيتكم!؟

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 20-09-2011     عدد القراء :  1702       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced