زهايمر عدنان الدليمي
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

اشتدت المنافسة بين اللاعبين في سيرك الإقليم السني ، ونسف كثيرون  قناعاتهم القديمة وتخلوا عما كانوا يعتبرونه ثوابت لا تتبدل، فيما استحدث لاعبون صغار وسائل إبهار جديدة ،  بينما قرر آخرون إجراء تعديلات تكتيكية في الشوط الأخير من المباراة. بدأت المسألة برسائل عرض الخدمات واستعراض المهارات التي قدمها السيد أسامة النجيفي أمام نائب الرئيس الأمريكي بايدن  صاحب مشروع تقسيم العراق ،



غير أن الرسالة الأولى لم تؤت أكلها بسبب الروح الوطنية التي امتاز بها  أهلنا في  الأنبار وصلاح الدين ونينوى ، فكان أن نسي السيد النجيفي  ــ أو تناسى ــ إكمالها كما وعد، وبعد أكثر من يومين من الصمت المريب عاد مضحكا للغاية ليقول إن ما منعه من توجيه باقي الرسالة هو تقديره لقيمة الوطن وتلاحم أبنائه ،  ثم توالت بعض الرسائل، إلا أن مصيرها  ظل  كمصير سابقتها،  حيث رفض العراقيون  استقبالها، وربما لم يلتفتوا لها أصلا، ولم يكن أمام هؤلاء كي يخرجوا أنفسهم من الورطة  إلا أن يطلقوا  بعض صواريخ الألعاب النارية وهذه المرة على يد النائب المعتكف عدنان الدليمي ، فالرجل الذي كنا حتى الأمس نعتقد انه تاب إلى خالقه  وترك  السياسة غير مأسوف عليه،  عاد الى لعبته القديمة وهي لعبة إشعال الحرائق وإيقاظ الفتن، فالمعروف عن الدليمي انه ظل لسنوات  يتعمد أن تظل الأجواء مشتعلة، فلا يهم أن تتراجع مصالح الوطن مادامت مصالحه الخاصة في ازدياد،  فلم يكن يعرف العيش في ظل أجواء مستقرة  ، فكنا نراه عبر الفضائيات يرقص طربا على نار الأزمات  والاحتقان الطائفي، الدليمي عاد ليذكر العراقيين بمخاطر مرض الزهايمر حين يصيب الساسة فيفقدهم القدرة على رؤية الأشياء بوضوح ،  ليقول لنا : "إن توجه معظم القيادات السنية لمشروع الأقاليم هدفه إضعاف السلطة المركزية التي يقودها الشيعة في بغداد، ، متهما الحكومة المركزية بـ"محاربة جميع أبناء السنة والتطاول عليهم".
و أسأل السيد الدليمي قبل ان تأتيه نوبة الزهايمر ،  ما الذي قدمته الحكومة للشيعة أصلا حتى نتهمها بأنها تطاولت على السنة، أليس العراقيون جميعا متضررين من فساد النخبة السياسية  ومن انعدام الأمان ونقص الخدمات  وأزمة السكن والبطالة والمحسوبية والرشوة والانتهازية وعصابات كاتم الصوت وسراق المال العام؟هل حال كربلاء أفضل من حال صلاح الدين  ؟ أم حال الأنبار أسوأ من حال ميسان  ؟
هل نادي الفاسدين واللصوص وسارقي الاموال ومثيري  الفتنة الطائفية ينطبق عليهم  توصيف " السلطة المركزية التي يقودها الشيعة " ان خفافيش الديمقراطية والدليمي ابرزهم، هم جميعا من افسد وسرق ونهب وقتل على الهوية ، لا فرق بين سياسي طائفي سواء أكان  شيعيا أم سنيا فالاثنان شركاء في تخريب الوطن وسرقة أحلام الناس. 
ولا أتصور أن عاقلا واحدا يمكن أن يقر لأصحاب الزهايمر السياسي ان  البصرة أصبحت أفضل حالا من الموصل  لان الحكومة الشيعية عاملتها  على نحو أفضل  دون أن يضرب كفا بكف على هذه القدرة العجيبة على خداع الذات قبل الآخرين.
لعل اخطر ما ابتلي به العراقيون خلال السنوات الماضية هو جوقة السياسيين الذين لا يعرفون قدر العراق، ولهذا فإن دموعهم وصرخاتهم  وخطبهم عن حب الوطن والخوف على مستقبله مجرد  نكتة، تلوكها الألسن هنا او هناك، ليس إيماناً بقيمة العراق ودورة الحضاري،  وليس دفاعا عن مكانه ومكانته، بل دفاعا عن شرعية –أو بالأحرى– لا شرعية  وجود هؤلاء على رأس قوى سياسية تحولت بفضلهم إلى مجموعة من الدكاكين  الخاصة، كل ما يشغلهم هو أن يحققوا من خلالها الحد الأقصى من الأرباح الشخصية، نصابون محترفون لا يريدون للعراق أن يبقى دائما كبيرا وعزيزا، يريدونه جزراً منعزلة تدرّ عليهم الأموال والمنافع.
ولا أدري لماذا لا يتحلى منظمو حملة الأقاليم الطائفية  بقليل من الرحمة والشفقة إزاء هذا الشعب المسكين الذي يطلب منه دوما أن يستمع لخطب سياسيين أصابهم زهايمر لا شفاء منه.

  كتب بتأريخ :  السبت 24-09-2011     عدد القراء :  1814       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced