متى نسمع كلمة صدق؟
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

ما حدث بالأمس في كربلاء والأنبار  يثبت بالدليل القاطع أننا أمام تهريج  أمني، نستطيع أن نطلق عليه استرخاء وغفلة وتقصيرا وإهمالا وشراء ذمم، ومن  ثم لابد من عقاب سريع للقيادات الأمنية المسؤولة عمّا جرى من كوارث، لأن من  يتفحص  الحوادث الإرهابية الأخيرة  سيصاب بالصدمة والدهشة حين يعلم أنها  وقعت في بلد به أكثر من مليون منتسب للقوات الأمنية، وبه رئيس وزراء يتولى  مسؤولية القائد العام للقوات المسلحة ومسؤولون ظلوا يصدعون رؤوسنا بأننا  نعيش أزهى عصور الاستقرار.



ولعل اخطر مشاهد الخراب السياسي ما يدور بشأن الوزارات الأمنية، فالمتابع يشم من بعيد رائحة عدم الثقة بين جميع الأطراف وهو ما تجلى بالكم الهائل من التصريحات التي يطلقها مقربون وناطقون باسم الكتل السياسية، ففي كل يوم تضبط  كوارث الخروقات الأمنية البعض من مسؤولينا وهم متلبسون بحالة من العمى أصابت العقول قبل الأبصار، بحيث يبدو الجميع وهم يطلقون تصريحاتهم المتناقضة وكأنهم يتخبطون في نفق مظلم، وليس أدل على عمى البصر، من ذلك السباق المحموم بين طائفة الخبراء الأمنيين المنتفخين جهلا وهم يضعون إجاباتهم وتحليلاتهم على الأسئلة التي تثيرها الفواجع والمآسي، هؤلاء الخبراء المختالون جهلا تراهم كل يوم يفتون في كل شيء وأي شيء بدءا من دوافع الجريمة ومرورا بالمحرضين والمنفذين، فتراهم يتزاحمون على شاشات الفضائيات وتمتلئ الصفحات الأولى من الصحف بصورهم التي تنبّئ المواطن المسكين أننا نعيش عصر الكوارث المستمرة والمتلاحقة، في الطرف الثاني ينصب الساسة الخيمة لمهرجان الإقصاء والتحريض، كل طرف يريد أن يعتبر الآخر مسؤولا عن المناخ الذي أوجد الكارثة، ويبلغ عنه ويضع اسمه في قوائم المتهمين ويطالب بإخراسه واستئصاله من العملية السياسية، للأسف أيها السادة نحن قوم أصيبت عقولهم بداء اللامبالاة،ولم تعد الأحداث الخطيرة تؤثر فينا، وكلما كثرت المشاكل والأخطار، كثر أيضا النفاق والكذب والخديعة، وكثرت التصريحات المتناقضة.
في  كل الأحداث الأمنية الخطيرة تخرج  علينا الماكنة الإعلامية للأجهزة الأمنية بسيل من البيانات المتناقضة، الأول  يبشر العراقيين بالقضاء على رؤوس الإرهاب، فيما الثاني يتكلم بخجل عن عشرات الضحايا الأبرياء فيما ثالث تنتفخ أوداجه وهو يؤكد أن هناك خرقا امنيا قد حصل ولن يتكرر،  وفي النهاية تخرج علينا غرفة عمليات السيد رئيس الوزراء  بقصيدة من الغزل تقول فيها إن الوضع تحت السيطرة، وهكذا تغرقنا الحكومة وأجهزتها كل يوم بسيل جارف من التصريحات  المتناقضة والهدف هو إخفاء الحقيقة بأي شكل من الأشكال، لتبتلعنا أمواج البحث عن مبررات للحوادث التي تتخطى حدود الكارثة.
هكذا تريدنا الحكومة دوما أن نغرق في بحر اللامبالاة  حين تصر على إيهامنا بأننا نعيش أزهى عصور الاستقرار وان ما حدث سحابة صيف ستنجلي حتما.
السيد  القائد العام للقوات المسلحة  أنت المسؤول، لأنك ارتضيت أن تمسك خيوط الملف الأمني كلها بيديك ولهذا لم يعد مقبولا أن تستمر هذه اللعبة التي راد من ورائها السيطرة على كل شيء، وأي شيء.
هناك ألغاز مطلوب الإجابة عنها: من المسؤول عما حدث؟. من يتحمل التقصير ؟ ؟ لماذا تنجح الجماعات الإرهابية في تحقيق أهدافها ؟ من هم الذين يسهلون لهذه الجرائم أن تحدث ؟
السيد القائد العام للقوات المسلحة  ننتظر إجابات حقيقة ومسؤولة، لا إجابات على طريقة الناطقين اصحاب  نظرية "كل شيء تحت السيطرة".

  كتب بتأريخ :  الإثنين 26-09-2011     عدد القراء :  1756       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced