قرار انتظرناه طويلاً
بقلم : عدنان حسين
العودة الى صفحة المقالات

قرار المرجعية الدينية العليا في النجف تصعيد موقفها من الطبقة السياسية  المتنفذة، وبالأخص الشيعية منها، والإفصاح علناً عن امتعاضها منها وغضبها  عليها، يقدّم خدمة جليلة للشعب العراقي ويمكن أن يساهم في تنظيف العملية  السياسية على المدى البعيد من عوالقها الوسخة التي أثقلتها وأثقلت على  الشعب العراقي.



هذا القرار كان مُنتظراً منذ مدة من الشعب العراقي المكتوي بألف نار ونار، فقد تمادى السياسيون المعنيون في قرار المرجعية في استخفافهم بارادة الشعب الذي انتخبهم لخدمته وتأمين احتياجاته ومصالحه، فتحوّلوا الى أمراء وسلاطين وأباطرة مستبدين.. تعاملوا مع الشعب وكأنه منذور لخدمتهم.. أظهروا احتقارهم لمن انتخبوهم.. تجاوزوا على الدستور وحنثوا بالقسم الذي أدوه.. انشغلوا بصراعاتهم المتوحشة من أجل المغانم.. عرقلوا إصدار التشريعات اللازمة لتيسير حياة الناس، تكبّروا وتجبّروا.. تنافسوا على الفساد وعلى المزيد من الفساد.. تصرّفوا بالمال العام وكأنه مالهم الشخصي.. أهدروا عشرات المليارات من الدولارات على مشاريع وهمية وأخرى مبالغ في تقدير تكاليفها.. وضعوا على رأس الدوائر والمؤسسات جهلة وموتورين من الأتباع المرتزقة، بل ان بعضهم قتلة وجلادون من فلول النظام السابق، فيما ظل أصحاب الخبرة والكفاءة والتأهيل العلمي الرصين، وكثير منهم من المناضلين الوطنيين ضحايا النظام السابق، منبوذين  مهمّشين أو خارج سوق العمل.. وبهذا كله وغيره كثير أحال هؤلاء السياسيون حياة الشعب الى جحيم لا يختلف في شيء عن الجحيم الذي كابده الشعب في عهد صدام حسين.
كان السياسيون المعنيون بقرار المرجعية الأخير، في كل ما يفعلون، يتمسحون بأذيال المرجعية ويلوذون بعباءتها... يُشيعون بين الناس، في المجالس الخاصة والعامة، بانهم مُؤيدون ومُباركون منها، وانها راضية كل الرضا عنهم وتفضّلهم على سواهم، وان الخروج عليهم يعني الخروج على تعاليم المرجعية وارادتها.
بصراحة فانه بسبب سلوك السياسيين المعنيين بقرار المرجعية وتصرفاتهم على مدى السنين الثماني الماضية كفر الكثير من الناس بالمرجعية والدين والوطن والوطنية، فهؤلاء السياسيون أساؤوا الى المرجعية والدين والوطن والوطنية بنسبة أنفسهم اليها وتصرّفهم على نحو مناهض تماماً  لقيم المرجعية والدين والوطن والوطنية.
لقد كنا بحاجة الى قرار جريء يردع هؤلاء السياسيين ويُوقفهم عند حدهم ويُعيدهم الى حجومهم الحقيقية باعتبارهم، في غالبهم، جهلة في أمور السياسة وفي شؤون الدولة كما لاحظ معتمد المرجعية في كربلاء يوم الجمعة الماضي.
ومن دون التقليل من أهمية قرار المرجعية وجدواه فانه من غير المرجح أن يردع السياسيين المعنيين به على الفور، فالفساد ضرب في عمق الطبقة السياسية المتنفذة، والتكبر والتجبر بلغا الذروة لديها، لذا فان الأمر يحتاج الى مبادرة أكبر بدعم حركة الاحتجاج الشعبي والتنديد بالقمع الحكومي لها والتشجع على ربيع عراقي  يُصلح العملية السياسية ويثبّت اركان النظام الديمقراطي القابلة للانهيار في أي وقت.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 26-09-2011     عدد القراء :  1764       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced