تعاني العائلة العراقية الكثير من الهموم مع بداية كل عام دراسي جديد، حيث أصبح? ?همّا مضافاً إلى همومها وهي تشكو ضعف القدرة الاقتصادية لمواجهة ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية واستنزاف أموالها لأنفاقها على شراء القرطاسية، ويبقى الثقل الأكبر والمسؤولية الأصعب على عاتق المرأة وهي تعانب من عدم قدرتها على سد الحاجيات المدرسية لأطفالها. ولتسليط الضوء على هذا الموضوع التقينا بعدد من النساء، أثناء تسوقهن للقرطاسية في سوق السراي المليء بالمستلزمات المدرسية.
المواطنة (أم محمد/ موظفة) أم لولد واحد في الصف الثالث الابتدائي تقول بشأن شرائها للقرطاسية: حقيقة اعتدنا على تحمل الكثير من الصعوبات التي مرت في حياتنا التي من الممكن تجاوزها أو تحملها لكن أصعبها هي رحلة العام الدراسي وحتى نهايته، حيث يستوجب علينا توفير المستلزمات من قرطاسيه وشراء ملابس المدرسة، خاصة وان المعروض من هذه المستلزمات يغري الطلبة ولكثرة إلحاحهم يضطر الأهل إلى شرائها، علماً أنني املك راتب شهري محدد.
الأرملة أم مروة وهي أم لثلاث أولاد جمعيهم طلاب في مراحل دراسية مختلفة تحدثت عن معاناتها من شراء القرطاسية قائلة: توفي زوجي في احد الانفجارات ولم يترك لنا راتباً أو مورداً لإعالة أبنائي الثلاثة، وقد عملت خياطة حتى أوفر المستلزمات الدراسية. وبسبب الظروف المادية الصعبة كنت اقصد الأسواق الشعبية بسبب رخص بضائعها، اما الا فنحن نتفاجأ بارتفاع غير متوقع في هذه الاسواق، لذا اتساءل: لماذا لا توفر وزارة التربية جميع القرطاسية للطلبة؟
المواطنة أم حسين ربة بيت التي استوقفتنا أثناء تجولنا في سوق السراي تقول: بصراحة أنا لدي أربعة أطفال في مراحل دراسية ابتدائية منهم بنتان، وهنا معاناتي تصبح اكبر من ناحية شراء الملابس الموحدة التي نسميها (الصداري)، بعدها تأتيني المشكلة الكبيرة لشراء القرطاسية من أقلام رصاص ودفاتر فئة 200 ورقة، التي يشكو اغلب الطلاب من قلة توزيعها حسب حصتهم المقررة في بداية كل موسم دراسي. هل تعلمون أن التكلفة المالية لشراء الملابس والمستلزمات المدرسية تقدر بأكثر من 200 إلف دينار؟
وهكذا تتصاعد وتيرة المشاكل والصعوبات التي تواجهها المرأة المطلقة والأرملة والمهجرة في غياب المعيل (الزوج)، بل وحتى المرأة المتزوجة هي الأخرى لديها الكثير من المعاناة فقد يكون الزوج عاطل عن العمل وتعيش الأسرة براتب الزوجة حيث يقع العبء الأكبر عليها، خاصة اذا كانت تلك الأسرة تسكن في بيت للإيجار. لذلك على الجهات المعنية في الحكومة، ووزارة التربية على وجه الخصوص، العمل وبشكل جدي على توفير القرطاسية لجميع طلبتنا الذين تعاني أسرهم من الغلاء الفاحش للمستلزمات المدرسية.
كتب بتأريخ : الإثنين 26-09-2011
عدد القراء : 1767
عدد التعليقات : 0