أيها السادة المنزعجون!!
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

أعرف كما يعرف القراء جميعا ان ما أكتبه ربما يتفق معه البعض ويختلف معه  آخرون  ، فهذا أمر منطقي لان إرضاء الجميع غاية لا تدرك، وحين تصلني ردود  القراء وتعليقاتهم  اعتبرها تتويجا لما كتبته، سواء كانت الردود معي او ضدي  ، فمن لم يتفق معي له كل التقدير ومن يختلف معي فله تقدير مضاعف  لان بعض  ما يعلقون به على المقالات يشكل إضافة حقيقية  تثري الموضوع او تلقي ضوءا  مختلفا عليه،



  طبعا بجانب المتفقين والمختلفين هناك " الشاتمون " ولهم أيضا الشكر الكبير لأنهم  اقتطعوا جزءا من وقتهم وقرؤوا ما كتبت وانفعلوا معه  وأصدروا حكمهم عليه ،  والبعض منهم ينصحني بان اترك الكتابة لأنها تشكل خطرا على حياتي، ولهؤلاء أعتذر، فأنا  أدمنت الكتابة.
لكن ما المناسبة التي تجعلني اكتب هذه الكلمات؟ 
المناسبة الشكاوى الكثيرة التي يقوم بها عدد من المسؤولين ضد ما اكتب ، بعض هؤلاء اعتبر كتاباتي عن الحكومة  تخريبا للعملية السياسية، وآخر لمّـح إلى أنني حكومي، وثالث قال إنني لم أدن التفجيرات والإرهاب ، ورابع اعتبرني بلا رأي أو فكر، مشكلة بعض  السياسيين  أنك إن لم تكتب على هواهم  أو ما يتفق معهم ، فأنت معادٍ وتنفذ أجندة أجنبية وربما كافر، إذا كان هذا السياسي ينتمي الى حزب ديني ، وربما تصبح متطرفا، إذا كان السياسي من المقربين  حكوميا، وقد تصبح  كوكتيل بين هذا وذاك  إذا كان السياسي يلعب على اكثر من حبل.
المواطن يعرف قبل غيره أن  ما نكتب عنه ونكشفه هو اقل بكثير مما يدور في  غرف السياسيين المغلقة ، لأن الخطر اكبر من تصوراتنا والخراب أعم وأشمل ، ولا يعرف أحد على وجه الدقة حجمه وأبعاده، خصوصًا أن  هناك جهات سياسية تسعى  لـ " لملمة "  كل شيء ، حالة الخراب السياسي اليوم تزيد من انتشار ظاهرة  (الفهلوة) السياسية،  اعرف أننا كصحفيين  نؤذن في مالطة  ونحن نواجه  سياسيين مصابين بالفساد والعطب، واعرف ان  البعض  ممن دخل السياسة يستحقون الرمي في دجلة.  وأعرف أننا في بعض الأحيان نعذب أنفسنا بأنفسنا، وأن الله سبحانه وتعالى يسلط بعضنا على بعض، وخلق فينا بشراً جُبلوا على تعطيل مصالح العباد والعمل على تعذيبهم بالخطب الرنانة.
للأسف لم أكن أعلم حتى هذه اللحظة أن الاقتراب من السياسيين والمسؤولين  مسألة في غاية الحساسية على هذا النحو، كما لم أكن أتصور أن العراق الذي يقول الجميع انه منارة للديمقراطية في المنطقة، يمكن أن يضم مسؤولين يحتقرون الصحافة إلى الحد الذي يدفعهم لإعلان الحرب عليها، ولم أكن اعلم أن حالة الهلع يمكن أن تصيب مسؤولين كبارا  لمجرد مقال، فيما لم يرف لهم  جفن وهم يشاهدون الخراب في كل مكان.
منذ أن دخلت عبارة "الديمقراطية"  قاموس الحياة العراقية اليومية شاعت كلمات مثل المحسوبية والانتهازية آلاف المرات ونفذت الجهات السياسية عمليات إعدام بالجملة لكل مفاهيم الديمقراطية الحقيقية في إطار سياسة تجفيف منابع الخطر، بل إن من التشريعات الحكومية ما يجرم كل من يطلق صرخة غضب ضد الفاسدين والمدلسين والمزورين.
وأخيراً السادة السياسيين والمسؤولين الذين تزعجهم كتاباتي،ما أكتبه هنا هو ما يمثل رأيي المتواضع، لست حزبيا لكنني أدين بكل قوة أي اعتقال لأي صاحب رأى سياسي، ولست حكوميا، وأنا  ضد خلط الدين بالسياسة.. أنا مع حرية الرأي والتعبير ومع دولة القانون الحقيقة لا دولة القانون على طريقة السيد المالكي ومع ترسيخ مبدأ المواطنة  الكاملة والمتساوية للجميع.
ويا أيها السادة المنزعجون ، إذا كنتم تتمسكون برأيكم، فلماذا تغضبون إذا تمسك أحد برأيه ؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 26-09-2011     عدد القراء :  2052       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced