السيد 10%
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

عندما يقول رئيس الوزراء إن 90% يخربون عجلة الإعمار في العراق فيما 10%  يبنون فقط"، فهذا يعني اعترافا صريحا بان لا وجود لحكومة الشراكة الوطنية،  والأخطر أن في ذلك دعوة من طرف خفي لمن يريد أن ينصب نفسه المسؤول عن مصالح  هذا الشعب لكي يؤدي مهمته وهو آمن وواثق من أن أحدا لن يوقفه، ولا أدري من  هذا العبقري  الذي أشار على السيد المالكي بالتلويح بعبارة "الحق يؤخذ ولا يعطى" وهي الجملة التي طالما صدع رؤوسنا بها القائد الضرورة



الذي اعتقد انه الوحيد على صواب وانه محصن من الأخطاء والخطايا.
ومع الاعتذار للسادة السياسيين الذين تغيظهم كتاباتي، فنحن هذه الأيام نعيش مرحلة خلط السياسة بـ"البرياني" وربما نعيش فترة نتعامل فيها مع السياسة على أنها وجبة برياني، وبالتالي طبيعي جدا أن تمتزج فيها كل المكونات طبعا مع إضافة بعض التوابل لكي يكون للطبخة طعم شهي.
كلام المالكي يؤكد ان لا معنى للحديث عن شراكة سياسية في إدارة البلاد، ويعني أكثر أن ثوب العملية السياسية الذي اعتمد من 2003 وحتى هذه اللحظة أصبح ثوبا فضفاضا يمتلئ بالخروقات والانتهاكات، وبالتالي بات في حاجة ماسة إلى عملية ترقيع، والغريب أن الذين يريدون ترقيع العملية السياسية هم أول من انتهكها عندما أصروا تفعيل قوانين صدام السيئة الصيت والتي تقف بالضد من حقوق الإنسان، والمفارقة أن السيد المالكي الذي يبدي تذمره من شركائه في العملية السياسية كان يعتبر مجرد الاقتراب من حكومة الشراكة بالمناقشة خيانة عظمى لارادة الجماهير.
حديث السيد المالكي ومعه أحاديث ينثرها ساستنا هنا وهناك تثبت بالدليل القاطع أننا نعيش حالة العشوائية والاضطراب التي تسيطر على صناعة القرارات في العراق، لكن الأهم هنا أننا أمام حالة اعتراف ضمني بأخطاء وعيوب جسيمة في تصنيع ذلك الإعلان الضخم لما سمي بحكومة الشراكة الوطنية، ما يحتم على الجهة التي أنتجت هذه الحكومة سحبها من الأسواق فورا والاعتذار للعراقيين على هذه البضاعة المغشوشة وتعويضهم ببضاعة سليمة خالية من العيوب، غير أن الإيجابي في الموضوع أن هناك من اعترف أخيرا بان العراق مازال في الدائرة الحمراء والخطر، طبعا قبل ستة أشهر بالتمام والكمال خرج علينا السيد رئيس الوزراء نفسه ليخبرنا بان العراق تجاوز مرحلة الخطر وان الحكومة وضعت نفسها على الطريق الصحيح، لكنه اليوم يريد ان يوهمنا بانه سيغلق الستار على فصول المسرحية.
من دون تفتيش في نيات السيد المالكي، فإن وجوده في موقعه رئيسا للوزراء يحتم عليه أن يكون صريحا مع الناس، ويحتم عليه أكثر أن تخلو أحاديثه من الازدواجية والارتباك وهي السمة التي انسحبت حتى على خطواته في الآونة الأخيرة، وللتذكرة فإن التشكيلة الحكومية التي حظيت برضا ومباركة المالكي في بداية الأمر، والتي تشكلت ضمن صفقة سياسية كان المالكي احد أطرافها الرئيسيين، جاءت محبطة ومستفزة ومخيبة لآمال وطموحات الناس، واللافت أن كل الملفات التي أكدت الحكومة أنها ستفتحها أدت إلى حالة من الخيبة والشعور بالأسى لدى كل مواطن، وهو ما ظهر واضحا في التستر على رموز الفساد، وفي العجز عن مواجهة مطالب الناس المشروعة، وأخيرا في الفوضى الأمنية وازدياد نشاط عصابات الجريمة المنظمة، سيقول البعض إن المالكي اكتشف متأخرا هشاشة حكومة الشراكة الوطنية ومن ثم لا غضاضة على الإطلاق في إعادة النظر في كل ما جرى طوال الشهور الماضية وإننا أمام حالة صحوة متأخرة، لكن الوقائع تقول إننا أمام سياسة جديدة من ترقيع المهلهل وترميم ما يوشك أن يقع على رؤوس الجميع، إنها عملية إصرار على إدارة البلاد على طريقة نبذ الـ90 بالمئة واعتبارهم من المخربين والعابثين بأمن واستقرار ومستقبل البلاد، وعليهم أن يغيروا من أفكارهم بما ينسجم مع تعليمات المقربين من السيد 10 بالمئة.

  كتب بتأريخ :  الأحد 02-10-2011     عدد القراء :  1729       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced