الإرشاد المدرسي وعناصر التكامل
بقلم : محمد عبد الأمير عبد
العودة الى صفحة المقالات

ومن خلال الكثير من المؤشرات التي يعيشها الطالب العراقي نجده أحياناً كثيرة يخضع للكثير من الضغوطات في حياته المدرسية وهذه الضغوطات تحدد مصيره أحياناً كثيرة ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الفرع الدراسي الذي يختاره سواء ( العلمي أو الأدبي )، وهذا عادة ما يخضع لرغبة الأهل قبل أن يخضع لقدرات الطالب نفسه وبالتالي نجد الكثير من هؤلاء يجد نفسه مجبراً في اختيار ما يريده الآخرين.



وعادة ما يأخذ أولياء الأمور مهام المرشد لأبنهم وهذا ما يعطل جانباً مهماً من جوانب بناء الطالب وهو المرشد المدرسي الملم بالكثير من الأشياء الأكاديمية البحتة التي تغيب أحياناً عن الآباء والأمهات ومنها بأن الكثير من الطلبة يفضلون التحدث مع المرشد المدرسي بحرية وطلاقة أكثر مما يتحدثون مع آبائهم. العمل المدرسي كل متكامل لا يمكن تجزئته، فالعملية التعليمية إذا أريد لها النجاح والتأثير لابد من أن تحقق التوازن بين الجانب التعليمي والجانب الإرشادي من اجل ضمان تحقيق أهداف العملية التربوية الشاملة. و الإرشاد المدرسي بدأ يأخذ طريقه نحو النمو والتطور في العديد من مدارس العراق في السنوات الأخيرة حيث انعكست آثاره على أداء الطلبة التعليمي وتكيفهم النفسي وتفاعلهم الاجتماعي خاصة وأنه يمثل في جانب مهم منه عملية المساعدة في رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدرات الفرد وميوله وأهدافه. إن لب العمل الارشادي المدرسي ينحصر في تمكين الطالب من معرفة نفسه أولا ثم كيفية التعامل مع البيئة المحيطة به ثانياً،وفي الخطوة الثالثة تمكين الطالب في توظيف خياراته التعليمية والوظيفية من خلال اتخاذ القرار نحو الواقع التعليمي والمهني الذي يتناسب وقدراته الفعلية ورغباته. ولكي يتمكن الطالب من الاستفادة من هذه الخدمات لابد من توفر عناصر متخصصة وواعية وكفوءة لكي تؤدي هذه الأدوار، فالمرشد المدرسي يجب ان يتصف بهذه الصفات التي يستطيع الطالب ان يعتمد على إرشادات وخدمات المرشد المدرسي بثقة ومصداقية عالية. إن من سمات الإرشاد المدرسي هي الاستمرارية خلال تواجد الطالب في المدرسة من خلال المتابعة لحل ما يواجهه الطالب من صعوبات في التكيف مع الذات والقيام بالمهمة التعليمية على أكمل وجه. وفي الجانب الاجتماعي فان تشجيع الطالب في التفاعل مع بيئته من المهمات الأساسية للمرشد المدرسي الذي يدفع بالطالب لبناء العلاقات الوطيدة مع زملائه والمجتمع المدرسي والخارجي، وكذلك فان للمرشد المدرسي مهمة أخرى من المهمات التخصصية وهي تشخيص تطلعات الطالب الأكاديمية والتعليمية و التي تقع ضمن مهام وأعمال الارشاد المدرسي، مما يخلق للطالب المجال الواسع للتعبير عن رغباته وهواجسه وتطلعاته وأمنياته المستقبلية والتي تشكل منعطفاً استراتيجياً لبناء مستقبل الطالب المهني.ومن خلال هذه الوسائل فان طبيعة عمل المرشد المدرسي تحتاج إلى الدراية والخبرة في مجالات خدمة الفرد والتي تشخص احتياجات كل طالب ونزعته في النمو وبناء الشخصية الذاتية والتمتع بالصحة النفسية السليمة التي تنمي فيه الدافعية والثقة بالإرادة الذاتية والشعور الايجابي بالخطوات التي يقوم بها وكذلك القدرة على تحديد الأولويات في بناء الشخصية. ومن خلال تقبل الطالب للمرشد المدرسي يستطيع المرشد النفاذ إلى عالم الطالب الباطني والتعرف علي الامكانات والطاقات الكامنة والتي من خلالها تبرز المشاعر والاتجاهات والميول ونتيجة لذلك يبدأ الطالب في تقبل المرشد المدرسي بحيث يبدو أكثر استعداداً للتعبير عن الرغبات والصعوبات ويزداد هذا الاستعداد عندما يكون المرشد قادراً على أداء دوره بشكل مهني وبشكل علمي مدروس مما يدفع بالطالب نحو الانفتاح التام وتقبل نصائح وإرشادات المرشد المدرسي. وهكذا يتبين ان العمل الارشادي المدرسي هو ميدان خصب لتطوير قدرات الطلبة في جوانبها النفسية والاجتماعية والمهنية من خلال وجود المرشد المدرسي المتخصص والكفء وكذلك من خلال التعاون الايجابي المدعوم من الجهات الرسمية والمجتمع المحلي حتى يصبح العمل الارشادي متكاملاً ومنسجماً مع متطلبات المجتمع وحاجاته. وهذا ما يتطلب من وزارة التربية تفعيل عمل الإرشاد المدرسي خاصة في المراحل الدراسية المتقدمة مثل الإعدادية للبنين والبنات لأهميته في تحديد مستقبل الطلبة.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 05-10-2011     عدد القراء :  1882       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced