حقوق المرأة بين القانون والتطبيق
بقلم : هند البابلي
العودة الى صفحة المقالات

صراع أزلي كان ومازال.. لا ينتهي مهما تغير المكان والزمان، يبقى ذلك الكائن الذي وهب نفسه للجميع ملاكا حارسا بلا كيان يحترم منذ العصور القديمة والوسطى وحتى حاضرنا وربما المستقبل. ذلك القلب الدافئ يحتضر وبالكاد يلتقط أنفاسه. لماذا وما ذنبه؟ هل لأنه محب مربي صادق مضحي بكل ما يملكه من مقومات الحياة من اجل تربية الأجيال وبناء مجتمع هو جزء منه.
هذه كلمات للقلب العاشق لكل ما هو جميل، قلب الأم قلب الزوجة، المربية الفاضلة، قلب المرأة العاملة في شتى ميادين الحياة (الطب، الهندسة، القانون، الاقتصاد، الزراعة، السياسة،... الخ)، هنا نقف للسؤال: هل من حقوق مشرعة لها؟ وان كانت مشرعة هل تطبق ام ماذا؟
فتيات بعمر الزهور بعضهن لا تجيد كتابة اسمها، ولا تعلم من اين تمسك القلم، وأخرى تحمل طفلا لا تعلم كيف تحميه لأنها هي من بحاجة الى الحماية والرعاية. فتيات في سن الثانية عشرة من العمر، إن لم يكن اقل، تجبر على الزواج ليتخلص الأب من نفقتها وهمها وعارها، كما يقول. هذا هو الجهل بعينه عندما يوصف هذا الملاك الطاهر بالعار، الى متى تبقى الأفواه مكممة "والعقول متحجرة ومن يدعون الفضيلة والكمال يقيدون أيدي هؤلاء النسوة والفتيات؟ لماذا هذا الصمت وعدد من طلقن وأصبحن أرامل يتزايد؟ علما ان معدل عمرهن لا يتجاوز 25 عاما. لماذا وقد شرعت القوانين وعرفت الحقوق لكلا الطرفين و الواجبات.
لماذا توزع حصص التعيين بنسبة الثلث وليس المناصفة؟ لماذا تمنع الفتيات من دراسة اختصاصات قد تكون ناجحة فيها أكثر من اقرانهن من الذكور؟ لماذا هذا التمييز هل هو فتنة من نوع آخر أم هو استهانة بحق هذه الأنثى التي هي نصف الدنيا؟
لقد بزغ فجر جديد للإنسانية فجر انتشرت فيه المنظمات الراعية للطفولة والمرأة وما يسمى بمنظمات حقوق الانسان، ولكن اين هذه الحقوق والقوانين على ارض الواقع ؟
الشوارع تمتلئ بمن يبحثن عن لقمة العيش، والأرصفة بمن تطلب المعونة ولا تبالي بإراقة ماء وجهها، ربما هان عليها كل شيء لأجل أطفال ينتظرون منها ما يسد رمقهم.
من يشعر بها؟هل من يجلس في قصور رئاسية وخلف الحواجز الكونكريتية ولديه العشرات من المسارعين لخدمته وإرضائه من اجل المال والمنصب أيضا؟
من يشعر بها؟ من يأكل وعلى مائدته أصناف الطعام التي تكفي لإشباع العشرات في وجبة واحدة؟ من يشعر بها.. من سرق ونهب من ثروات الوطن بعقود ومقاولات وهمية أتخمتنا، ولم نجدها على ارض الواقع؟ من ينظر اليها وهي تبكي لبكاء أطفالها الجياع؟ من يكسو جسدها الذي هزل من منازعتها مع جبروت وقسوة الحياة؟ وبعد كل هذا يقال ان للمرأة حقوق وعليها واجبات. لقد صنعت المستحيل وخرقت بصبرها
نطاق الزمن وقوانين الطبيعة لتبقى حية وانتم تنظرون يا من سننتم الحقوق وفرضتم الواجبات.
تحية وسلاما لكي أيتها الصابرة أينما كنت ولن تبقى الحال كما هي، فرحى الزمن تدور ويذهب الجبابرة وتذهب العروش وأنت باقية ملكة لكل القلوب.
والانتخابات قادمة لمجالس المحافظات، وسوف تجدين العديد من الفرص لإكمال النصاب وليس لتمثيل المرأة في القرار.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 11-10-2011     عدد القراء :  1861       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced