متى لا نسمع كلمة أجندة؟
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

يجوز للمواطن العادي أن يتحدث بلغة الاحتمالات عن وجود مخطط خارجي لزعزعة  الاستقرار في العراق، ويجوز للناس أن تخمّن بأن دولا أجنبية تدفع باتجاه  إثارة الفتنة الطائفية، لكن هل يجوز لمسؤول كبير أن يتحدث في وقائع وأحداث  واتهامات دون أن يقدم للناس معلومات موثقة وقاطعة، المواطن العادي أو  الصحفي يجتهد بناءً على شواهد أو مؤشرات أو حتى معلومات متناثرة لكن  المسؤول لا ينبغي له أن يتحدث إلا إذا كان واثقا ممّا يقول.



في تقارير يوم الأربعاء الماضي كلام للسيد رئيس الوزراء يقول فيه إن "حادثة النخيب أريد لها أن تشعل نار الفتنة بين كربلاء والأنبار بدافع من إحدى دول الجوار"، طبعا الكلام واضح وصريح فالحكومة لديها تقارير موثقة تؤكد قيام إحدى الدول بضخ أموال من اجل تنفيذ مخططات إرهابية تهدف لزعزعة الاستقرار وإفشال التجربة السياسية في العراق، طبعا في اليوم نفسه الذي تحدث فيه رئيس الوزراء حدثت خروقات أمنية خطيرة في بغداد راح ضحيتها العشرات من الأبرياء فخرج علينا أفواج من المسؤولين والمقربين وكل واحد منهم يدلي بدلوه فهذا يتهم دول الشمال وذاك يصبّ لعناته على دول الجنوب وذاك يؤكد تورط دول الشرق والآخر لديه وثائق تدين وتثبت أن أمريكا وراء كل ما حصل.
المؤكد أن رئيس الوزراء عندما يتحدث عن وجود مخطط أجنبي فهو لا يبالغ أو يتخيل شيئا، بل من المنطقي أن لديه معلومات محددة وموثقة.
وبما أن الناس لا تعرف بالتحديد من هي هذه الدولة التي تفتك بأرواح العراقيين، فيحق لنا أن نسأل السيد رئيس الوزراء ونسأل كل مسؤول أطلق تصريحا مدويا؛ لماذا لم تذهبوا بما لديكم من معلومات إلى البرلمان وتطالبوه بفتح تحقيق علني حتى يتوقف مسلسل استباحة الدم العراقي؟
قبل سنتين بالضبط من هذا التاريخ خرج علينا المالكي ليقول بصراحة، "إن الأجهزة الأمنية العراقية رصدت اجتماعا في الزبداني ضم بعثيين وتكفيريين بحضور رجال مخابرات سوريين"، ثم أضاف متسائلا "لماذا الإصرار على إيواء المنظمات المسلحة والمطلوبين للقضاء العراقي والإنتربول على الأراضي السورية"؟ ولماذا يسمحون للفضائيات التي تعرض كيفية صناعة القنابل والمتفجرات، وهم لا يسمحون بصوت معارض لهم؟"، ثم ماذا حدث بعد ذلك، لم يناقش هذا الملف ولم تتم محاسبة المسؤولين السوريين الذين تورطوا في قتل الأبرياء، وظلت الناس تنتظر ردة فعل الحكومة فجاءت عكس ما توقعوا حيث أكد السيد المالكي ردا على التظاهرات التي تشهدها سوريا ضد نظام بشار الأسد "إن استقرار المنطقة ككل مرتبط باستقرار سوريا وأمنها".
طبعا المتابع للأحداث يتصور أن هناك شيئا تغيّر على الأرض وان الأجهزة الأمنية السورية ضيقت الخناق على الإرهابيين الوافدين من أراضيها وإنها تؤمن بالعملية السياسية في العراق وتدعمها، لكن الوقائع تقول عكس ذلك ومن يريد أن يتأكد عليه أن يتابع قناة مشعان الجبوري التي تبث من وسط دمشق ليعرف حقيقة الموقف السوري.
اليوم أناشد السيد المالكي أن يسرع بكشف ما لديه من معلومات عن المخطط إلى الناس، أما إذا كان "يخمّن" فقط، فينبغي علينا أن نحاسبه ونقول له: الرجاء التوقف عن هذه الطريقة التي لم تعد مجدية.
تقديري الشخصي أن هناك مخططا أجنبيا لزعزعة الاستقرار والأمر لا يحتاج إلى نباهة فبعض دول الجوار لا تريد الخير للعراق، والكثير من قادة المنطقة لا يفضلون وجود دولة ديمقراطية بالقرب منهم خوفا من رياح تحمل العدوى.
السيد رئيس الوزراء عندما تتحدث عن مخطط أجنبي فالمفروض أن هناك جهات داخلية تسهل تنفيذ هذا المخطط ولهذا ينبغي أن نعرف أسماءهم وعناوينهم ونراهم خلف القضبان. أما كثرة الكلام عن مخططات واجندات خارجية دون تقديم أدلة فقد يتحول الأمر في النهاية إلى نكتة لن تخيف أحدا، لكنها تثير الأسى في النفوس.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 14-10-2011     عدد القراء :  1652       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced