الحكومة و"دكان" شبكة الاعلام
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

الحملات المتزامنة التي شنّها مكتب رئيس الوزراء خلال الأسابيع الماضية على  مفوضية الانتخابات، ثم شمل الأمر هيئة النزاهة وبعدها هيئة الإعلام  والاتصالات، والذي وصل متأخرا إلى شبكة الإعلام، في المقابل هناك إصرار على  عدم حسم الوزارة الأمنية كل هذه الخطوات تجعلنا نطرح سؤالا على قدر كبير  من الأهمية: هل اتخذ السيد المالكي قرارا بالبقاء في منصبه، وانه يبحث الآن  عن الأساليب التي تقوده إلى هدفه؟



هذا سؤال يتردد بقوة هذه الأيام خصوصا بعد أن تم تعيين مقربين من رئيس الوزراء على معظم هذه الهيئات ومعها الدوائر العسكرية والأمنية. أكثر من شخص سمعتهم مؤخرا يقولون إنهم لأول مرة بدأوا يشعرون فعلا بالخوف، وان صورة المستقبل الوردية التي حلموا بها بعد سقوط صنم "القائد الضرورة"، لم تعد تلوح بالأفق.
قلت لواحد من هؤلاء: ولكن السيد المالكي صرح أكثر من مرة وكاد أن يقسم -بأغلظ الأيمان- بأنه لا يطمع في ولاية ثالثة وأنه يريد تسليم التركة اليوم قبل الغد، وأنه الأكثر إصرارا على إشاعة مفاهيم الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وبناء نظام سياسي الكل فيه شركاء في قيادة البلد، فإذا كان رئيس الوزراء يفعل كل ذلك فكيف نتهمه بأنه يريد الاستمرار في منصبه؟
هذا الشخص المتشائم من المستقبل السياسي في العراق أضاف أن ما يقوله رئيس الوزراء مجرد تصريحات تخديرية، المهم هو ما يحدث في الغرف المغلقة، وبدأ الصديق يسرد مؤشرات تقود كلها من وجهة نظره إلى أن المالكي مصر على الاستمرار في السلطة، وكانت ابرز ما أشار إليه هو إصرار مكتب رئيس الوزراء على السيطرة على الهيئات المستقلة، والعمل على جعل البرلمان مجرد واجهة مهمتها اقتراح القوانين وليس تشريعها،  ثم وهذا هو الأهم أن السيد المالكي يبدو مرتاحا لما يحدث على الساحة السياسية من تجاذبات، بل ربما أنه صار يستخدم هذه الخلافات كفزاعة للإيحاء بوجود مخطط أجنبي لضرب العملية السياسية.
قلت لصديقي: ولكن كل هذه المؤشرات وجهات نظر، ثم إن التغيير في قيادة الهيئات المستقلة يراه البعض مطلوبا من أجل تجديد دماء هذه المؤسسات، وبالتالي فأن كل ما تسوقه من أدلة هو مجرد نبش وتفتيش في نوايا رئيس الوزراء، عاد الصديق ليرد أن النوايا مهمة جدا، فعندما يفقد طرف الثقة في الطرف الآخر تصبح هناك مشكلة كبيرة ينبغي علاجها بكل الأدوية قبل استفحالها، ويضيف الصديق أن هناك من وضع مجموعة من القنابل الموقوتة أراد لها أن تنفجر في وجه أي شخص أو تيار يحاول الخروج بالهيئات المستقلة من شباك ودهاليز مكتب رئيس الوزراء وان نظرية المقربين من السيد المالكي تقول من حق مجلس النواب أن يختار ما يشاء من مجالس أمناء هذه الهيئات فهم بالأساس تكملة عدد ولا تأثير لهم، فهم مجرد مكاتب وسيارات حديثة وسواق وحماية ورواتب مليونية وامتيازات ومنافع، لكن رؤساء هذه الهيئات يجب أن يكونوا من حصة رئيس الوزراء، فالتوجه العام لهذه الهيئات هو ألا تتصادم مع الحكومة وأجهزتها.
لا املك مصادرة وجهة نظر صاحبي، ولا قدرة لي على تطمين من أصيبوا بإحباط شديد بعد قرار إقالة عدد من رؤساء هذه الهيئات، قد يكون بعضهم قد اخطأ، لكن الحكومة مخطئة في طريقة التعامل مع هذه القضية المهمة، لأن الهيئات المستقلة ليس مجرد دكاكين والحكومة سمحت لها بالعمل، ثم أن شبكة الإعلام كانت ولاتزال متهمة بأنها تتبنى وجهة نظر مكتب رئيس الوزراء فما الذي تغيّر؟.
نتمنى أن تصدق وجهة نظر الحكومة الكوميدية بأن المسألة تنحصر في تجديد دماء هذه الهيئات، ونتمنى أن يكون تزامن التوقيت بين بدء الحملة والإعلان عن تجديد الدماء مجرد صدفة، والأُمنية الأهم أن يترك الإعلام يعمل بمهنية دون وصاية حتى يكون قادرا على المنافسة، وقتها لن تخاف الحكومة من الشرقية ولن تسبب لها البغدادية صداعا مزمنا.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 17-10-2011     عدد القراء :  1719       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced