نحن 99 % .. والسياسيون ليسوا أنسانيين !!
بقلم : علي فهد ياسين
العودة الى صفحة المقالات

تحت هذا الشعار المعبِر , تتواصل تظاهرات الغضب في الف مدينة رئيسية في العالم , من نيويورك الى سدني مروراً بأوربا وأسيا , في واحدة من أكبر الأنشطة المدنية ضد النظام المالي العالمي الذي تتصدره وتقودة حفنة من الرأسماليين المتحالفين مع صُنَاع السياسة الرأسمالية المستحوذين على القرار في البلدان التي تدعي الديمقراطية وحقوق الأنسان في هذه المرحلة الخطيرة من عمر البشرية ,التي تستحوذ فيها مائتا الف من العائلات على ثروات العالم المكتنزبمايتجاوز الستة مليارات من البشر في عموم المعمورة !.
التظاهرات ( الواعية لأهدافها ) أختارت المراكز المالية الرئيسية في القارات مواقعاً لأنشطتها في نيويورك وفرانكفورت وطوكيو وسدني وباقي المدن التي تحتضن هذه المراكز , في صورة ذكية للاحتجاج على مناهج وخطط الشركات العالمية العملاقة ومسانديها قادة الحكومات وبطاناتهم , المستحوذين على فائض القيمة المتحقق من قوة العمل المشتراة بأبخس الأثمان والمعاد بيعها لمنتجيها وعموم الشعوب بأعلى الأسعار !.
عتاة المال والسلاح من الدكتاتوريين في عموم البلدان السائرة في ركاب المنهج الرأسمالي المتسيد للعالم الآن وأعوانهم في مايسمى ببلدان العالم الثالث , لم يقدموا للبشرية الأ الحروب والتجويع وسيادة منطق الغاب الموفر لأرصدتهم بيانات الصعود وللفقراء بيانات أزدياد القحط والحرمان من ابسط مقومات الحياة في البلدان الفقيرة والكفاف في بلدان الديمقراطيات الأوربية وأمريكا ومثيلاتهما في أسيا وأستراليا ونيوزلندا , حتى أختنقت نظرياتهم التي كانت تبشر بالرفاهية وطفحت المكاييل لتفجر الغضب الذي يجتاح العواصم الآن ولاتُعرف مديات أتساعه ولانتائجه المرعبة لصالونات السياسيين المذهولين لتوقيتات انفجاره وأتجاهاته .
المُلفت أن تظاهرات الغضب العالمي ضد الأستغلال , توافقت مع احتفال أمريكي قاده أوباما لأِزاحة الستار عن تمثالٍ لرائد حركة المساواة الأمركية الخالد ( مارتن لوثر كنك ) في موقعٍ ليس بعيد عن مكان أغتياله في الرابع من نيسان عام 1964
, هذا التوافق الذي لم يحسب أوباما وأدارته له حساب , هو توافق سريالي بكل معنى الكلمة , فبين أن يعترف النظام الأمريكي, الذي لايشكل أوباما الا مساحة جندي فيه , بقيمة الأنسان والقائد الأسطوري ( مارتن لوثر كنك ) وبين المنهج الأجرامي لقادة البيت ( الابيض) الامريكي الذي تنطلق التظاهرات العالمية الغاضبة احتجاجاً على أدارتهم للعالم مع حلفائهم المنفذين لاجنداتهم في بقاع الأرض , تكون تظاهرات الغضب التي تجتاح العالم اليوم هي التي تُخلٍد الراحل ( كنك) وهي التي تصنع مجداً للفقراء الذين دافع عنهم , بغض النظر عن لون جلدتهم وعرقهم ودياناتهم , فالفقر واحد والعوز واحد مثلما المجرم واحد والمستغل واحد !.
في كل بلد يكون الشعب 99 % , والسياسيون لااِنسانيين حتى يُثبتوا اِنسانيتهم !, ولنا في قادة العرب وانظمتهم المتهاوية مثالاً على ذلك , وفي العراق لازال السياسيون يعتقدون أنهم الغالبون , لكن خرائط أدائهم تؤكد عكس ذلك , والشعب الذي انتخبهم يعاني الحرمان ويتعرض لحفلات القتل والتجهيل والأضطهاد , وهو بالنتيجة محاورهم ومجادلهم ومطالبهم بواجباتهم قبل أن يستهدفهم غضبه !.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 17-10-2011     عدد القراء :  1733       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced