قبح السلطة في جمال محاصصتها الطائفية
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

تتناثر فوق أهداب عينيك الكلمات الحمقى، فتحاول جاهدا أن تمسح غبارها، وترمي بكل مخلفاتها خلف حدود نظرك، كي لا تصاب بعمى معانيها، لإيمانك من أنها ليست كلمات وحسب، هي في الحقيقة حياة كائن له قدمين يجوب بهما الشوارع ويدخل البيوت، مثلما يتربع على عرش تفكير حكامنا وأغلب سياسينا، يتنفسون به أحلامهم، وتتألق مآربهم الخاصة في اخضرار حقوله، يدعونه بأكثر من أسم ويمنحونه أكثر من صفة، مرة هو التوازن، وأخرى التوافق، وثالثة هو تعبير عن الشراكة الوطنية!!، وكل هذه الصفات والأسماء تمثل لديهم جمال محاصصتهم الطائفية، وفي الحقيقة هي تعبير عن تقاسم مغانم السلطة، وفيها يكمن قبحها.
تتناثر فوق أهداب عينيك الكلمات الحمقى، فتنزع أطراف معانيها من ذاكرة الزمن الغابر، وتمضي بها إلى معجم تاريخ أسود خيم على وطنك طيلة أكثر من ثلاثة عقود، فتجد في أرواح حروفها نسغ ذلك التاريخ، بكل عفونته وسواد نهاراته، مثلما تتحسس في مجسات أشكالها، امتدادات هيمنة وديكتاتورية قزم ذلك التاريخ، لهذا فأن التوازن والتوافق والشراكة الطائفية، هي آيات الشكر لقزم ذلك التاريخ، مثلما هي إيفاء لدين في رقاب حكامنا له، لأنهم تسلموا منه كل مخلفات بؤسه، تلك التي أطاحت به وجاءت بهم، أليس من واجبهم أن يقدموا له كل صلوات المدح السري؟؟ مثلما من حقه عليهم أن يجعلوا من شعب العراق، إمعة تشعل بخور الطمأنينة كي تخيم على روحه وتترحم عليه، مثلما يجري الترحم على سارق الأكفان.
تتناثر على أهداب عينيك ليس الكلمات الحمقى فحسب،  بل سيل من رذاذ معاني الطائفية التي تـُنثر بذورها في شعاب هذا الوطن، كي يصبح وطنا لها مثلما يريدون، فتروح تعالج القذى في عينيك، ذلك الذي خلفه أدرانها، فليس أمام جبروت كلمات المحاصصة الطائفية وقبح سلطتها، غير أن ترمي شباكها على الجميع، لعلها تصطاد سمكا ميتا، يـُزيد من عفونة معانيها، مثلما ليس أمامك غير أن تنأى بنفسك عن كل أثارها، وأن تتعوذ من آثامها بأدعية حب العراقيين لوطنهم، فليس لقبح السلطة أكثر من جمال محاصصتها. تلك التي يريدون لها أن تجعل من العراقي غارقا في الكآبة ويردد:
( مخذول أنا لا أهل ولا حبيبة
أتسكع كالضباب المتلاشي
كمدينة تحترقُ في الليل
والحنين يلسع منكبيَّ الهزيلين

فالطريق طويلة
والغابة ُ تبتعد ُ كالرمح)

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 19-10-2011     عدد القراء :  1861       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced