منظمات المجتمع المدني النسوية تطلق حملة للأرامل
بقلم : قاسم المعموري
العودة الى صفحة المقالات

بسبب عدم شمولهن برواتب الرعاية الاجتماعية

تعد الصعوبات الاقتصادية من ابرز المشاكل التي تواجهها شريحة الأرامل في العراق، خاصة اولئك اللاتي لم يشملهن راتب الرعاية الاجتماعية، رغم انه راتب لا يسد متطلبات الارملة واطفالها بعد ان فقدت معيلها نتيجة الحروب الهمجية التي أشعل فتيلها النظام الدكتاتوري السابق، ومازالت تداعياتها قائمة حتى الساعة. ومن هذا المنطلق أقام مركز تدريب وتطوير الأرامل ومنظمة نساء من اجل السلام مؤتمرا لإطلاق حملة "شمولي حماية لأسرتي" للأرامل، نهاية الشهر الماضي، في إطار برنامج الرعاية الاجتماعية في العراق وبالتعاون والدعم من منظمة اوكسفام البريطانية لشمول الأرامل براتب الرعاية الاجتماعية في محافظة بغداد في العام 2013 .
نفتقر لإحصائيات دقيقة لعدد الأرامل
الناشطة النسوية شذى ناجي تحدثت عن طبيعة الحملة، والتحديات التي تواجهها، والفترة الزمنية المقررة لها: اشترك في حملة "شمولي حماية لأسرتي" أربع منظمات مدنية هي مركز تدريب وتطوير الأرامل ومنظمة نساء من اجل السلام ومنظمة نساء بغداد ومنظمة اسودا من إقليم كردستان، وقد توزعت المهمات بين هذه المنظمات لتتضمن العمل الميداني وإطلاق هذه الحملة التي تهدف الى شمول اكبر عدد ممكن من الأرامل براتب الرعاية الاجتماعية في محافظة بغداد في العام 2013 . أما الجهات الحكومية المستهدفة لدعم الحملة فهي رئاسة مجلس الوزراء ولجنة المرأة والطفل في مجلس النواب ووزارتي المالية والعمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الدولة لشؤون المرأة، إضافة إلى لجنة الرعاية الاجتماعية في مجلس محافظة بغداد. وقد حددت مدة الحملة من ايلول 2011- حزيران 2013 وتشمل النطاق الجغرافي لمحافظة بغداد. واضافت: هناك العديد من التحديات التي تواجهنا منها الحاجة الى زيادة الإمكانيات المالية، وضعف وتردي الوضع الأمني، فضلا عن الوضع السياسي غير المستقر. أما المشكلة الأكبر التي نواجهها فهي افتقارنا لقاعدة بيانات صحيحة عن عدد الأرامل، اذ نعاني من نقص المعلومات، فنحن حتى الآن لا نمتلك إحصائيات دقيقة للنساء اللواتي يعشن بدون معيل.
نخشى على الأرملة من التسول والانحراف
بعد ذلك تحدثت الناشطة النسوية سلوى جبو عن الآثار السلبية لعدم شمول الأرامل براتب الرعاية الاجتماعية: هناك آثار سلبية عدة تعانيها الأرملة نتيجة عدم شمولها براتب الرعاية، منها احتمالية تعرضها لأحد امرين خطيرين نخشاهما بشدة، هما التسول أو الانحراف او كلاهما. إضافة الى تسرب أطفالها من مقاعد الدراسة الذي يؤدي الى انتشار الجهل وتخلف المجتمع، ناهيك ان اضطرارهم الى العمل بمهن شاقة وخطيرة لا تلائم بنيتهم الجسدية يتسبب بمشاكل نفسية واجتماعية خطيرة. وأضافت: أن الاستراتيجية التي تنتهجها الحملة تتلخص بتقديم ملف مطلبي الى أصحاب القرار لشمول جميع النساء الأرامل في بغداد براتب الرعاية الاجتماعية. كذلك ستقوم الحملة بإقامة نشاطات توعية للنساء الأرامل وتعريفهن بحقوقهن الاقتصادية والاجتماعية. فضلا عن انتاج واصدار المواد الاعلامية والاعلانية لنشر اهداف الحملة.
الأعذار نفسها
وبخصوص المعاناة الصعوبات التي تواجهها الأرامل، خاصة اللواتي لم يشملهن راتب الرعاية الاجتماعية، التقينا بعدد منهن للتعرف على حجم تلك الصعوبات:
الأرملة فاطمة علي كاظم تقول: قدمت معاملتي الى دائرة الرعاية الاجتماعية منذ عام 2007 والى الآن لم احصل على راتب يساعدني على تخطي ظروفي الاقتصادية والمعيشية الصعبة، خاصة ان لدي طفلين معوقين يحتاجان الى نفقات مالية كبيرة إضافة الى أننا نعيش في بيت ايجار بعد ان تم تهجيرنا من منطقة بعقوبة في ديالى بسبب الأعمال الإرهابية في العام 2006 حيث قتل زوجي في أثرها وتهدم البيت الذي كنا نسكن فيه. وأنا الآن بانتظار تسلم راتب هذه الدائرة التي وعدتنا بذلك، ولكني اعرف ان هذا الأمر لن احصل على شيء بسبب الحجج والأعذار الواهية التي يقدمونها في كل مرة اراجع فيها الدائرة.
أما قسمة محمد فرج فكانت لها معاناة أخرى من عدم شمولها براتب الرعاية: أنا مطلقة منذ عشر سنوات ولم احصل على أي راتب شهري من أية دائرة حكومية، وقد أصابني الملل والإحباط من المراجعات الكثيرة لدائرة الرعاية والتعقيدات الروتينية التي تواجهني منذ ثلاث سنوات، فضلا عن الخسائر ونفقات الذهاب والاياب للوصول حسب الموعد، من دون الحصول على نتيجة تذكر.
مساومات
الأرملة خلود عباس تقول: لقد تعرضت لأكثر من مرة للمساومة والابتزاز كي ينجزوا معاملتي التي قدمتها منذ سنتين ونصف السنة، وهناك معقبون خاصون لهذا الأمر ولكني لم ولن انجر وراء مساومتهم واعلم علم اليقين بأنهم لا يستطيعون تمشية المعاملات التي يطيلون وقتها لابتزازنا واستنزاف ما نملك من مال نحصل عليه بشق الانفس من اجل انجاز معاملاتنا.
في ختام المؤتمر صدر بيان طالبت الأرامل فيه الحكومة العراقية الالتزام بالحق الدستوري للقانون الذي كفل حق الأرملة في شمولها براتب الرعاية الاجتماعية، كذلك طالبن وزارة المالية بتخصيص 2 في المئة بدلاً من 1 في المئة من ميزانية الدولة للعام المقبل الخاص برواتب الأرامل، إضافة لتوفير فرص عمل لهن في دوائر الدولة.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 31-10-2011     عدد القراء :  2316       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced