ماركة الحكام المسجلة بقلم : ئاشتي العودة الى صفحة المقالات تـُضؤل غيوم أحزانك لكي تكون بعيدا عن حافة التشاؤم، فليس أمام عينيك غير غابة من التفاؤل، وأنت العارف من أن استمرارية المواصلة، تتطلب منك أن ترمي خلف ظهرك كل ما يعيق هذه المواصلة، وتنظر إلى السماء بفرح طفل، مادامت الشمس تشرق كل صباح، ولكن من أين لك كل هذا؟؟ وكيف يتسنى لك أن تخلق هذا الفرح؟؟ وفي كل زاوية من زوايا وطنك بلوى، تحيل كل رؤى أحلامك وأمانيك رمادا، وتنثر بقايا احتراقك في الهواء المعبأ بالأتربة، فليس هناك ما يمنع من انتشار أوبئة الأزمات، مادام الحكام هم منتجوها، وهم منْ ينشر إعلاناتها، مادامت هذه الإعلانات مدفوعة الثمن سلفا. تـُضؤل غيوم أحزانك لكي تكون بعيدا عن حافة التشاؤم، فتنبسط أمام عينيك سهول الفرح الذي تشتهي، وتأخذك موجة الأمل الوردي إلى شواطئها، هناك حيث كنت تمني النفس بوطن خال من العثرات، ولكن من أين لك هذا؟؟ وكيف يتسنى لك أن تصل إلى هناك؟؟ وأنت ترى ربابنة سفينة وطنك يجنحون بها إلى متاهات بحار ليس لها مكان على الخارطة، كل يوم متاهة جديدة، عثرة جديدة، بلوى جديدة، كل شئ بهذا الوطن قديم، إلا ما يخلقه الحكام من مآس، فهي الجديدة وحدها، وقد أصبح حكامنا جديرين بخلق هذه المآسي، لهذا يمنحونها ماركة مسجلة، أسمها العراق الجديد، وهم حقا أصحاب امتياز لهذه الماركة. وكل شئ مسجل باسمهم، رغم موروثيتهم لها من سلف لم يبق ولم يذر. تــُضؤل غيوم أحزانك لكي تكون بعيدا عن حافة التشاؤم، فتستبدل زقزقة العصافير بنعيق الغربان، وتمضي مع صباحك الذي تشرب من شمسه إلى حيث يبتسم لك نهار جميل، لعل الفرح الذي حلمت به تورق أغصانه،ولكن من أين لك هذا؟؟ وكيف يتسنى لك أن تشرب منه؟؟ وأنت ترى الزمن يمر سريعا، وحكام وطنك واقفون على محطة الانتظار، يحدقون في بعضهم بعضا، وينتفون ريش بعضهم بعضا، وعندما تسأل لماذا كل هذا؟؟ يجيبك الجميع، من أجل الوطن!! فتأخذك الحيرة وليس لك غير صديقك الشاعر: ( في الغروب الذي تــُلون الغربان أصواتها من وحشته، وتـــُقيم أعراسها، فالعراق ُ عصائب غربان تهتدي بعصائب )   كتب بتأريخ :  الثلاثاء 01-11-2011     عدد القراء :  1651       عدد التعليقات : 0