في ديترويت الامريكية:حركة" احتلوا وول ستريت" تتواصل منذ اسابيع
بقلم : كمال يلدو
العودة الى صفحة المقالات

احتلوا وول ستريت (بالإنكليزية: Occupy Wall Street )هي حركة احتجاجات جارية تدعو إلى احتلال وول ستريت ( بناية مركز التبادل التجاري الورقي والذي يقع في شــارع وول، ولهذا يكنى ب وول ستريت) في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. بدأت التظاهرات بنداء من جماعة مناهضة للاستهلاكية الكندية وموالية للبيئة.
في 15 تشرين الاول دُعيَ إلى عولمة التظاهرات لتصبح حدثاً عالمياً يستهدف جميع مدن وبلدان الأرض، مما أدى إلى خروج التظاهرات في أكثر من 1000 مدينة في 25 دولة تضم بعضاً من أكبر اقتصادات العالم، وتوسعت الحركة لتتحول إلى حركة عالمية. بدأت الاحتجاجات بمسيرة صغيرة في 17 سبتمبر في وول ستريت شارك فيها قرابة مئة شخص، واستمرَّت أعدادهم بالنمو شيئاً فشيئاً على مدى أسبوع، حتى جاءت الشرطة واعتقلت معظمهم (أكثر من 80 شخصاً) في 24 ايلول بحجة "عرقلة حركة المرور"..
في 15 تشرين الاول وبعد أسبوع من الدعوات المسبقة انتشرت الاحتجاجات للمرة الأولى لتشمل جميع مدن العالم، إذ خرجت التظاهرات في أكثر من 1500 مدينة حول العالم مئة منها في الولايات المتحدة وحدها، ولم تكن مدينة " ديترويت" استثناء من هذا الحدث الكبير، حيث تجمهر العشرات في احدى ساحات قلب المدينة وتسمى ( سيركس بارك) وهي محاذية لأهم معالم المدينة، وشارك في التجمع الكثير من العاطلين عن العمل، والطلبة، وبعض الجنود الذين خدموا في الحروب، وبعض نقابات العمال، ثم مالبث ان تحول هذا التجمع الى البقاء الدائم في هذه الساحة بعد ان نصب المحتجون الخيم وصاروا ( من الناحية العملية) مقيمين في الساحة، ولم تبد السلطات المحلية توجسها منهم، لأنهم والحق يقال ملتزمون بالنظام ولا يعرقلون الحركة وحافظوا على نظافة الساحة، بدرجة تختلف عن الكثير من التجمعات في الولايات الأخرى، التي حاول بعض المحتجين عرقلة الحركة، او التحرش برجال الشرطة، او تحويل ساحات الأعتصام الى مكب للنفايات. وتستقطب الساحة يوميا، اضافة للمقيمين بها، العشرات من العوائل والشباب الذين يعلنون عن تضامنهم مع المحتجين ويقدمون لهم الغذاء والماء وما يحتاجونه في ديمومة مسيرتهم، كما تشير وسائل الأعلام المحلية الى الحركة ولو بشكل غير مكثف ، ربما لأنها سلمية ولو ترافقها اعمال عنف لكي تتصدر عناوين الأخبار .
ما يطالب به المحتجون هو العدالة في توزيع الثروات ، وتقديم المسؤولين الماليين للعدالة لما تسببوا من اضرار للطبقة المتوسطة، عبر ازمة بيع العقارات، والخشية من ان تسحق هذه الطبقة من قبل رؤوس الأموال الكبيرة واطماعها التي لا حدود لها . كما يطالبون بوقف الحروب وسحب الجيوش من العراق وأفغانستان، وتوفير الطبابة والتعليم الكافي لذوي الدخل المحدود، وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل، ووقف عملية نقل المصانع الأمريكية الى خارج البلاد. بأختصار هـم لا يتوجسون خيرا من نظام العولمة الجديد الذي فتح شهية الأحتكارات على ارباح لم يكونوا ليحلموا بها، ولهذا نرى ان اقتصادات دول كثيرة تتعرض للهزات، فيما ارباح الأحتكارات في ازدياد مضطرد وتنام غير مسبوق.
من المشاهد الملفتة في حركة الأحتجاج هذه، هي وجود قطاعات متنوعة ومختلفة بأنتمائاتها او مستوياتها الثقافية والأقتصادية. نسب المشاركة تتناصف بين المشردين والعاطلين عن العمل من مدينة ديترويت ذاتها، ومجموعة غير قليلة من سكنة الأطراف ومن كل الألوان. تجد من يرفع لافتات شخصية، ومن يحمل كيتاره ويغني، ومن جلب اطفاله، فيما يتوسط الساحة مطبخ كبير يقدم الطعام المجاني لكل المشاركين وحتى للزوار والذي هو عبارة عن تبرعات قدمتها النقابات العمالية وبعض المصالح والمواطنين.
هذه الحركة ممكن ان تستمر، ويمكن ان تضاف لها قطاعات العاطلين عن العمل و – المشردين – من ابناء المدينة، اما فرص التغيير في الولايات المتحدة وسياساتها الأقتصادية، فلا تبدو ممكنة الحدوث في الأفق القريب او المتوسط، لكن هذه الحركة لن تمر دون ان ينتبه لها السياسيون، ومن الحزب الديمقراطي خاصة، الذي يراهن على اصوات الطبقة المتوسطة والفقيرة وما اكثرهم في ديترويت.

  كتب بتأريخ :  الأحد 13-11-2011     عدد القراء :  1788       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced