من أوراق معلمة متقاعدة (1)
بقلم : نبيهة أحمد النعيمي
العودة الى صفحة المقالات

لم يدر بخلدي نشر هذه الأوراق، رغم أنني كتبت بعضها قبل أكثر من ثلاثين عاما. فلم يكن حينذاك للتعبير عما يجول بخاطري، غير الكتابة بصمت، فقد كان العمل بصمت هو سيد الأشياء مثلما يقولون. كنت اكتبها على دفتر بحجم المئة ورقة، وأخفي الدفتر في خزانة ملابسي، أو في الحقيقة تحت ملابسي الداخلية، معتقدة أن لا احد يبحث في طيات هذا النوع من ملابس النساء، لاسيما ونحن في بلد يشرب أبناؤه في كل لحظة كؤوس بداوتهم بكل فخر، رغم قناعتي من أن البعض يحاول أن يُشبع فضوله في تفحص ألوان هذه الملابس، مع هذا قررت أن أخفي ما أكتب هناك، معتمدة على بقايا الروح القروية في داخلي، كما أن هذه الأوراق حتى وأن تم العثور عليها، فهي لا تشكل خطرا على النظام القائم آنذاك، وهي في الحقيقة لا تعدو أكثر من ملاحظات تتعلق بطبيعة عملي في مدرسة نموذجية.
ولكي أعطي للقارئ العزيز نبذة موجزة عن حياتي، أو مثلما يسمونها في الدوائر الرسمية بالسيرة الشخصية، فقد تمت إحالتي على التقاعد في شهر شباط من عام 2010، وهو الشهر نفسه الذي ولدت في نهايته من عام 1942، لهذا كان احتفالي بعيد ميلادي كل أربع سنوات، ولهذا الاحتفال طعم خاص عندما يأتي بعد أربع سنوات من الانتظار، كما أنه غير مكلف بالنسبة لي وللآخرين، لهذا تعودت مثلما الآخرين من أصدقائي، أن لا ننسى هذا اليوم، لأنه الوحيد في نهاية شهر شباط عندما تكون السنة كبيسة، ورغم أنني أتمتع إلى الآن بصحة جيدة، إلا أنني فضلت الإحالة على التقاعد، رغم أن بعضا من صديقاتي، يرفضن الإحالة على التقاعد، لأسباب تتعلق بحصولهن على مرتب شهري أكثر، وقد لامني قسم منهن، فأجبتهن من أنني (ما عندي لا ولد ولا تلد) والراتب التقاعدي يغطي كل ما احتاج إليه. وحتى استبق الأحداث، أود أن أشير إلى أن قراري في الموافقة على التقاعد، تم بقناعة كبيرة، كان أولها ما آل اليه وضع التعليم في العراق. السبب الثاني هو رغبتي في استثمار ما تبقى من سنوات العمر في القراءة والكتابة، رغم أنني معلمة لمادة الرياضيات، لهذا بدأت بطرح هذه المقدمة للأوراق التي أتمنى أن يجد بها القارئ امرأة أم رجلاً، بعض العزاء لما يجري في وطننا الحبيب.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 14-11-2011     عدد القراء :  2070       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced