اوباما يدرس معلومات استخبارية حول خطط ايران لملء الفراغ العراقي
بقلم :
العودة الى صفحة المقالات

وقد يحتفظ بقوة احتياطية داخل الكويت
العالم/بغداد - فالح حسن فزع

حذر مسؤولون في الجيش الأميركي ان إيران تخطط لملء الفراغ الذي سيخلفه رحيل قواتهم، فيما أوصوا باتخاذ خطوات عدة في اطار الاستجابة لهذا الاحتمال، من بينها تحويل بعض من قوات واشنطن الى الكويت، حسب ما ذكرت صحيفة (لوس انجليس تايمز) في تقرير لها امس الاثنين.

ففيما يحزم اخر الجنود الاميركيين امتعتهم مغادرين العراق بنهاية الشهر المقبل، راح مسؤولون في البنتاغون وقادة عسكريون كبار يحذرون من ان ايران ستندفع لملء فراغ القوة الذي سيخلفه خروج الاميركيين ما لم تعمد واشنطن الى وضع حدود لانسحابها من المنطقة، كما تقول الصحيفة.

وكشفت الصحيفة عن تقييم واسع النطاق اجري على نحو طارئ في الاسابيع القليلة الماضية على خلفية معلومات استخبارية جديدة تشير ايضا الى ان طهران تتقرب بنحو شديد من قوى في اليمن، كما انها تخطو سريعا نحو امتلاك القدرات على صناعة اسلحة نووية، طبقا لمفتشي الامم المتحدة للاسلحة النووية.

ويقول مسؤولون في الاستخبارات الاميركية ان عملاء ايرانيين قد وفروا ملايين الدولارات الى قادة في قبيلة الحوثيين، التي تميل الى تيار اسلامي في شمال اليمن الوعر، وانضمت الى انتفاضة مسلحة قادتها قوى متنوعة ضد حكومة صنعاء المدعومة من جانب الولايات المتحدة.

وعلى نحو سري في كثير من الأحيان، تعطي إيران الأموال والأسلحة لجماعات مسلحة في العراق، وفي بلدان أخرى تتوافر فيها بؤر توتر، في جهد منها لتوسيع نفوذها، وتبقى في صدارة التغيرات السياسية التي تجتاح المنطقة منذ بدء "الربيع العربي،" كما تنقل الصحيفة عن مسؤولين اميركيين.

الا ان الجمهورية الاسلامية ما تزال تواجه تحديات قاسية، فاذا ما تمكنت قوى المعارضة في سوريا بالاطاحة بالرئيس بشار الاسد، فقد تخسر ايران اقرب حلفائها في المنطقة.

وبتركيزهم على التهديد الايراني، يأمل قادة عسكريون أميركيون ومسؤولون في البنتاغون بالحصول على دعم في البيت الابيض ومن عواصم حلفائها الاقليميين، من اجل تركيز اكثر تضافرا لاحتواء نفوذ ايران المتزايد، بما في ذلك تحويل بعض من قوات الجيش الاميركي التي تغادر العراق، الى قواعد اخرى في الخليج.

وتساءل الميجر جنرال كارل ر. هورست، وهو رئيس اركان في القيادة الاميركية المركزية، في اثناء لقاء معه اجرته الصحيفة "لماذا علينا التنازل عن وجودنا واستقرار المنطقة، لصالح ايران الخبيثة؟"، مضيفا "لست متاكدا من ان هذا سياتي بنتائج جيدة، من منظور الولايات المتحدة".

وقالت الصحيفة ان القيادة المركزية، ومقرها قاعدة (ماك دل) الجوية في تامبا، اعدت خططا لاستقرار عدة الوية او افواج من القوات البرية، في الكويت. ويضم اللواء الاميركي ما بين 700 و900 عسكري، فيما يتراوح عدد جنود الفوج ما بين 3.500 و5.000.

وكشفت الصحيفة ان الخطة لم تحظ بمصادقة الرئيس الأميركي باراك اوباما حتى الان، فيما نفى وزير الدفاع الكويتي جابر مبارك الصباح الأسبوع الماضي، وجود خطط فورية لزيادة مستويات القوات الاميركية في الكويت. يشار إلى أن الولايات المتحدة احتفظت، عقب إخراج قوات صدام من الكويت العام 1991، بكتيبة قتالية في الكويت، لردع اي عدوان اخر يعمد اليه صدام، وبقيت عدة الاف من كادر الدعم اللوجستي الاميركي في الكويت بعد غزو القوات الاميركية العراق في العام 2003، وأصبحت الكويت ارض انطلاق رئيسة للامدادات والوحدات المتوجهة الى الحرب في العراق.

ويتضمن اقتراح القيادة المركزية الابقاء على وحدات قتالية في الكويت، تستهدف بالدرجة الاولى ردع ايران واتاحة الاستعداد للقوات الاميركية للتدخل في حال حدوث ازمة، حسب ما نقلت الصحيفة عن ضباط كبار.

كما تعكف القيادة على وضع خطط لزيادة وجود القوات البحرية الاميركية في الخليج، لمضاعفة مبيعات الاسلحة الى حلفاء اميركا في الخليج، والقيام بتدريبات عسكرية اضافية مع حلفائها في المنطقة، مثلما قال مسؤولون اميركيون.

وتمثل هذه الخطوات خطة احتياطية لدى البنتاغون، بعد توقف البيت الابيض والعراق عن اجراء محادثات بشأن الإبقاء على عدة آلاف من القوات الاميركية في العراق الى ما بعد كانون الاول؛ الموعد النهائي الذي قرر في العام 2008 لانسحاب كامل القوات الاميركية.

ومن المتوقع أن يوافق أوباما على هذه الخطوات المقترحة، هذا إن لم يوافق على الخطة باكملها، لكن مسؤولين في البيت الابيض يشعرون بقلق كبير من الظهور بمظهر من يقدم على زيادة بحجم القوات العسكرية، بعد انقضاء عقد من الحرب.

وشددت الإدارة الاميركية على عزمها على ممارسة الضغط باتجاه اعتماد نهج ديبلوماسي لتقييد قدرات ايران، لا على الاقدام على مواجهة عسكرية معها. وفي الوقت نفسه، يصعب اعتبار خروج الجيش الاميركي من العراق نصرا واضحا لإيران.

وتقول الصحيفة إن بعض المليشيات الشيعية ومتمردين آخرين، كانوا يهاجمون القوات الأميركية في العراق، بأسلحة ومعدات توفرها لهم إيران في الغالب، وبخروج الجيش الأميركي سيختفي العدو الرئيسي لهؤلاء المقاتلين، وهذا من شأنه أن يقلل اعتمادهم على إيران.

يأتي ذلك في وقت تتطلع الادارة الاميركية الى تشديد العقوبات على التجارة مع ايران والسفر اليها، في رد على ما زعم البيت الابيض أنه مؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي بمطعم في واشنطن، فضلا عن تقرير الوكالة العالمية للطاقة الذرية الذي صدر في الاسبوع الماضي، متحدثا عن إحراز ايران تقدما باتجاه برنامجها النووي.

وكان قادة اميركيون قد اوصوا بالابقاء على ما يزيد عن 20 الف عسكري في العراق بعد نهاية العام الحالي، لتدريب جيش العراق وشرطته، واحتج مؤيدو هذا الاقتراح بأن هذه القوة من شانها ان تساعد في توفير متاريس بوجه الجهد الايراني لبناء نفوذ على الحكومة العراقية، التي يهيمن عليها الشيعة.

والسؤال المطروح الان، كما يقول ضباط عسكريون أميركيون، هو هل يمكن لإدارة أوباما أن تحتفظ بنفوذها لدى حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد مغادرة القوات الاميركية كلها، أم أنها ستترك لإيران فرصة الفوز بالتأثير الأكبر عليها؟

واختتمت الصحيفة تقريرها بقول مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات العسكرية الاميركية إن "انسحاب القوات الاميركية من العراق يخلق فراغا، وعلى احدهم ملء هذا الفراغ".

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 15-11-2011     عدد القراء :  1570       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced