خطاب انثوي للرجل .. كيف تفوز بوردة!
بقلم : د. محمد سعيد الأمجد
العودة الى صفحة المقالات

مافتأ هذا الكائن الخلقي العجيب من تصدير ترشحاته الابداعية على شتى المستويات.. رغم عذابه الطويل وسلسلة حرمانه من حقوقه الممتدة عبر التأريخ.. فمنذ فجر السلالات كانت للمرأة قيمة انسانية كبيرة انحدرت في ظل الانحراف الصحراوي المنبسط على الجزيرة العربية ليقتل أجمل وردة ويقطفها ليلقي بها في أتون الحفر والى هوام الأرض..
ولم يشف جراحاتها التاريخية فجر الاسلام بالكامل وبالشكل الذي يغرسها من جديد عبر حدائق الاسلام الخضراء لأن انثروبولوجيا الجاهلية كانت أخطبوطا يمد أذرعه في كل البساتين ليقطفها ويرمي بها في العراء مرة أخرى لتذبح على محراب العقيدة هذه المرة مع عمار بن ياسر..مع فارق بكاء عمار - الرجل على أمه - المرأة هذه المرة!!
ورغم أن الأطر الوردية للاسلام لم تنل حصتها من التطبيق عبر اشكالية الانثروبولوجيا تجاه المرأة- الريحانة(وفقا للنصوص).. لكنها بقيت تضرب أروع الأمثلة بالأداء الراقي والابداع المتميز الذي يبدأ بشد أزر الرجل ويناظر عطاءه وتضمد جرحه وتدير بيته وتمسح العرق والتراب عن جبينه وترثيه وتعيل عياله بعده وتروي الاحاديث مثله وتؤلف الكتب على غراه وتموت الى جنبه في نهاية مطافها.. عبر واحدة من أروع أطياف الخيال البانورامي المهيب..
لكن الرجل.. آه من الرجل!! حتى لم يكلف نفسه لفها وتشييعها في كرنفال مهيب!! لاأقصد جميع الورود فليس جميعها بذات النكهة والأريج .. ولا أقصد جميع قاطفيها من الرجال فمنهم من فاز بوردة!!
المهم .. مربط الفرس.. يكون بآلية الفوز بوردة من حدائق الليلك واللوتس والنرجس والبنفسج والنيلوفر .. لأن ضريبة الفوز ليست الشوك كما يتوهم الكثير من الفلاسفة عبر العصور.. بل هي أن تندمج بروح نبضتها المعذبة تاريخيا أماً وأختاً وحبيبةً وزوجةً وصديق..لأان الحضارة تورث بعذاباتها وأفراحها .. بإخفاقاتها ونجاحاتها.. بسقوطها وانبعاثها.. ان ذكراها اليوم هي ان تعيد انتاج بلاسم جروحها وان تتحمل مافعله الرجال بها عبر التاريخ ساسة كانوا أم قطاع طريق أم شذاذ آفاق أم آباء عاقين لبناتهم..
ومن جهة أخرى عليك أن تحتفي بمنجز انساني عظيم قدمته هذه الوردة لواقعها الملتهب فكم جذوة في المجتمع على اثر احقاد الرجل وثاراته ونظرته الشرقية الاستعلائية اورثت ندما وخسارة .. أحالتها هذه الوردة الى رماد حينما تم منحها( فصلية) ليخجل الرجل نفسه من الخؤولة ويؤوب الى رشده!! وكم مصنع شغلته بذراعها الرقيقة الى جنب مفتول العضلات!!
وكم ثورة هتفت فوق اموجها بحنجرتها المبحوحة من سياط العيب والشرف والشرع أحيانا.. انك ايها الملك القاطف لها لاتفوز بها مجانا!!
عليك أن تبحث عن آليتك الحديثة التي شكلتها معطيات علم النفس والاجتماع والفلسفة ومنتجات الحداثة والبنيوية وتثقف نفسك عليها.. قبل أن تبحث عن المرأة - الحلم لتفوز بها من جديد اشراقةً ليوم آخر وزمان سيجيء..

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 15-11-2011     عدد القراء :  1889       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced